طاهر باقر
ان حجم التلاعب والتغيير والتحريف في احداث التاريخ في المسلسل الجديد الذي يعرض على شاشات التلفزة هذه الايام "معاوية" ينبهنا الى حجم التحريف الذي حصل على مستوى التاريخ الاسلامي في الفترة الاموية حيث لم يكن هناك انترنت ولاسهولة في الوصول الى المعلومة التاريخية.
مسلسل "معاوية" اثار ضجة سياسية ودينية على صعيد العالمين العربي والاسلامي، مما دفع شخصيات دينية وسياسية الى اعلان معارضتها لبث المسلسل مما تسبب بتأجيل بثه الى العام الحالي، ولو كان المسلسل ينشر الحقائق كما هي لهان الامر لكنه يتلاعب بالاحداث ويغير مسار التاريخ.
والمثير ان التلاعب يحدث حتى من دون ان يشعر المشاهد بذلك فعلى سبيل المثال وليس الحصر يظهر المسلسل في الحلقة الاولى منه معاوية وهو يقيم الصلاة عند دخول المسلمين الى مكة المكرمة، تناغما مع الفكرة الرائجة لدى الاخوة من اهل السنة ان معاوية اسلم طوعا وانه كان مسلما قبل الفتح وقبل دخول جيوش المسلمين وكان كاتما لايمانه في حين يذكر جميع المؤرخين ان معاوية وابيه كانوا من جملة الطلقاء يوم فتح مكة مما يعني انه لم يكن مسلما وحاشى لرسول الله صلى الله عليه وآله ان يعتبر شخصا من الطلقاء وقد كان مسلما في الخفاء او في العلن.
وعندما يجري الحديث عن معاوية بن ابي سفيان ينصرف الذهن ايضا الى الموقف الشجاع للشيخ والداعية الاسلامي الكبير احمد الكبيسي وهو يدلي بموقفه الشهير تجاه الملك الاموي معاوية بن ابي سفيان عندما سئل عنه في احدى برامجه التلفزيونية التي كانت قناة دبي تبثها بشكل مباشرقبل اثني عشر عاما.
يقدم الشيخ في بداية حديثه تعريفين للصحابي: الاول هو التعريف اللغوي والمقصود به انه كل من رأى النبي او سمع منه والثاني هو التعريف الاصطلاحي ويقصد به الفضل والكرامة للصحابي ويتمثلون بالانصار والمهاجرين والرضوانيين حصرا ويضيف الشيخ الكبيسي بان هؤلاء معدودون وان عددهم يتراوح مابين اربع مائة الى خمس مائة صحابي لااكثر.
ويلفت الشيخ الكبيسي الى حادثة وقعت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث اتى خالد بن الوليد وهو يشتكي الى النبي الاعظم خلاف له وقع مع الصحابي عبد الرحمن بن عوف، فاجابه رسول الله بحسب الشيخ الكبيسي "ياخالد دع عنك اصحابي" ويضيف الشيخ الكبيسي بان خالد بن الوليد كان من الطلقاء في حين كان عبد الرحمن بن عوف من الصحابة ولا قياس في الفضل فيما بينهما فهؤلاء اتوا الى الاسلام عن قبول واعتقاد بينما اولئك وكان بينهم معاوية كانوا من الطلقاء ودخلوا الاسلام عنوة وبحد السيف .
ويشير الشيخ الكبيسي في ذلك البرنامج التلفزيوني الى ان معاوية وغيره ارتدوا عن الاسلام بعد معركة حنين، مشددا انه لايقارن معاوية باصحاب رسول الله، فقد امر معاوية بسب الامام علي عليه السلام على المنابراكثر من مائة وعشرين عاما وان سب اهل البيت هو كفر باجماع المسلمين بحسب ماجاء في صحيح مسلم لافتا الى ان الاسلام ابتلي بالنواصب وهم اتباع معاوية.
وينبّه الشيخ الكبيسي الى التناقض الكبير بين الموالاة لمعاوية والموالاة لعلي بن ابي طالب عليه السلام ويتساءل: كيف تكون مواليا لعلي وقاتله وللحسين وقاتله ؟ ولهذا يجب ان تختار فهؤلاء لايجتمع حبهما في قلب واحد، وانه ينبغي للانسان ان يتقي الله في نفسه ولاياخذ دينه وراثة عن ابيه بكل ما يحمل من تناقض.
وهنا توجه الشيخ الكبيسي الى افراد الامة وهو يدعوهم الى موالاة النبي واهل بيته ونبذ الموالاة لمعاوية باعتبار انه السبب لكل المآسي والمصاعب التي تعاني منها الامة في هذه الايام، ويلفت الشيخ الكبيسي الى ان معاوية تمكن من سلب حق علي بن ابي طالب وآله وانه بسبب هذا الشيئ تعاني الامة من الانقسام الى هذا اليوم وفسر الشيخ الكبيسي صمت الصحابة عن مظالم معاوية بسبب الخشية من ازهاق ارواحهم ويوضح بان ابا هريرة لديه مقولة مشهورة يقول فيها " لولا مخافتي على هذه ويشير الى عنقه لسميت القوم باسمائهم".
وحول عاقبة امر معاوية كشف الشيخ الكبيسي عما ورد في التاريخ بان معاوية اذ كان على فراش الموت فطلب بن عمر ان ياتي اليه حتى يساله في امر فدخل عليه بن عمر فسأله معاوية "ياعبد الله هل لي من توبة" فاجاب "هيهات يامعاوية" فرفع معاوية راسه الى السماء وقال " ياربي ان هذا الرجل يؤيسني من رحمتك والله ليس لي ماالقاك به غير اني لم اشرك بك".
وحول مايراه بعض المشايخ من مواقف طيبة تجاه معاوية ومنهم الشيخ ابن تيمية يؤكد الشيخ الكبيسي انه لدى الامة القرآن والسنة النبوية وانه يتوجب هلى الناس بالرجوع اليهما وليس الى كلام بن تيمية، موضحا بان الكتاب والسنة سيكونان حجة على العالمين.
بقلم : طاهر باقر
الهوامش:
منصة يوتيوب - الشيخ جعفر الشارقي البحراني - الشيخ أحمد الكبيسي يهاجم معاوية
10/ابريل 2012 https://www.youtube.com/watch?v=pi0mtwMjhic
https://telegram.me/buratha
