المقالات

التقارب يعني الغاء الخلافات او التغاضي عنها

1229 19:33:00 2008-07-14

بقلم : سامي جواد كاظم

اصلا من زرع التفرقة بين البشر؟ وما هي الادوات المستخدمة لدى هؤلاء الشراذم التي استطاعت ان تنفذ مخططها هذا وعلى مر العصور؟فالتقارب بين الاديان من جهة وبين المذاهب من جهة اخرى , من هو المعني بهذا التقارب المواطن البسيط ام من بيده ناصية الامور في القضايا المختلفة ؟انا لست متشائم بهذا الشان ولكن الامل المفقود سببه القيادات سواء كانت الدينية او السياسية لهذه المجتمعات.مسالة الحوار بين اثنين مختلفي الراي ومحاولة احدهم اقناع الاخر لم تنتهي بشكل صحيح حيث الغالبية العظمى من هذه الحوارات تنتهي بقطيعة بل وحتى تنتهي بجريمة .كيف يستطيع المرء ان يتجاوز عن شخص اخر يراه يمارس طقوسه الدينية والتي تعد من الكبائر لديه ؟ كيف هو السبيل في التوفيق بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعاشرة النقيض ؟الكاتب التونسي التيجاني واعتقد انه اصبح علم بعد كتابه ثم اهتديت يقول في احدى كتبه التي الفها عن رحلاته التي قام بها انه فكر في ارسال كتابه الى رؤساء الدول لانه اذا ما اصلح رئيس الدولة امكن اصلاح المجتمع , ولو تمعنا جيدا في هذه الخطوة نجدها انها تعني ان يلغي الاخر ما يعتقده من معتقدات لا تتفق ومعتقدات التيجاني وهذا امر نراه اشبه بالعسير الا ان اصل الفكرة هي الخطوة الصائبة والتي ان نجحت تكون قد اصابت الهدف.ولنحدد التقارب الذي نبغيه هو بين السنة والشيعة ومن هو الذي يبادر لكسب ثقة الاخر؟ سابقا كلنا يرى من المالوف جدا ان تتعايش عائلة شيعية مع اخرى سنية بل اجزم ان هنالك عوائل متحابة بعضها مع البعض من غير ان تعلم مذهب احداهما الاخرى .الحروب الطائفية الحديثة دون القديمة واقصد بالقديمة بعد الخلافة الراشدة هذه الحروب خلقتها القوى الاستعمارية منذ ان بدأت هذه الدول تفكر في استعمار واستعباد الشعوب الضعيفة ولعل شعارها المشهور ( فرق تسد ) لهو خير دليل على هذا التباعد بين المذاهب .عندما كان الاسلام يخوض معاركه و تسمى بـ ( الفتوحات الاسلامية ) والتي لي بعض التحفظات على اغلبها نجد ان الاسلام لا يزرع بذور الفتنة في هذه البلدان التي يفتتحها بل العكس ينقل اليها ما لديه من حضارة وتقدم ومعرفة مثلا هل تعلمون ان صناعة الورق دخلت اوربا عن طريق اسبانيا والتي ضمنها الاندلس وهذه الاخيرة جاءتها تقنية صناعة الورق من المسلمين الذين احتلوها .فلم يعمد الاسلام الى اثارة النعرات الطائفية بين ابناء النصارى ، في حين نجد العكس ان الاستعمار الغربي عرف كيف يفرق بين ابناء الطائفة الواحدة وبمساعدة ادوات من نفس الطائفة .قبل مدة لعلكم سمعتم بانعقاد مؤتمر للتقارب بين الطوائف في مكة وفي نفس الوقت صدر بيان من ( 22) شيخ وهابي يتهجم فيه على الشيعة ، فهل يمكن التقارب بمثل هكذا اجواء ؟ عملية الضحك على الذقون هي بعينها عملية الدعوات الى التقارب فاذا كان المشايخ والحكام يحرضون على التفرقة والتشتت حتى تدوم سلطتهم اليسوا هم الاولى بالتقارب ؟ وطالما انهم اقرب الى المستحيل من تحقق هذا الامر فالحل الوحيد هو ايجاد فاصل بين الحكام والمواطنين وهذا الامر بالرغم من صعوبته فان العقلاء في هذه المجتمعات المعنية تستطيع ان تحقق ذلك .القرضاوي في احدى خطاباته يحذر من المد الشيعي وكان الشيعة تستخدم وسائل القمع او المال في كسب الغير ، كيف يمكن للتقارب ان يتم ؟ مسؤول مغربي اخر يرتجف وهو يصف التشيع في المغرب لا بل في شمال افريقيا بالاجتياح الشيعي ولابد من اتخاذ الاجراءات الرادعة لوقف هذا الاجتياح ( جريدة الشرق الاوسط ) ، هل هنالك قوات عسكرية او اغراءات مالية تقوم بها قوة شيعية لغرض الكسب ؟ قبل ايام قرات خبر مفاده استحسان الازهر لطلب ايراني بفتح مدارس تابعة للازهر في ايران ولكن هل سيقدم الازهر على مثل هكذا خطوة جبارة ايجابيتها لايران اكثر مما للازهر ؟ لا اعتقد ان هذه الصفقة ستتم ، لانه لو تمت كيف يكون الرد من الازهر هل ستسمح للجانب الايراني بفتح حوزات في مصر وهذا الامر حكومي وليس ازهري عندها ستقوم القيامة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زينب العذاري
2008-07-15
أحسنت يا اخي كاتب المقال في تحليلك لواقع المشكله الطائفيه والظروف والاطراف المساهمه في اذكائها..ولكن ماحدث في العراق كان يفوق الوصف في البشاعه.لأن المجتمع كان مهيأ تماما..المشكله اكبر من كونها سنيه شيعيه لأننا شهدنا تقاتل ابناء الطائفه نفسها فما تفسير ذلك؟ أنه نزاع المال والسلطه الذي من أجله تباح دماء الناس واعراضهم بكل وحشيه وقبل هذا أود القول ان حكم شرذمة من اسافل البشر للعراق عقوداً حيث كان يساق الشعب للحروب والمجاعه والاباده دون ان يجرأ أحد التفوه بكلمه هو الذي أوجد الحاله العراقيه الراهنه أننا لا نعيش مشكلة تناحر طائفي وانما مشكلة غياب الوازع الديني والاخلاقي والشعور الانساني والدليل ما حصل بعد السقوط في نينوى والانبار من جانب والمحافظات الجنوبيه من جانب آخر لم يكن هنالك اقتتال طائفي وانما فتن الطائفه الواحدة فتجار الحروب لا يمنعهم مانع من قتل أقرب الناس اليهم إن كان ذلك يحقق غرض ويوصل الى نتيجه, من هنا أجد ان الحاله العراقيه تحتاج ليس فقط موضوع أستئصال الطائفيه باشاعه ثقافه احترام الآخر وطقوسه وقبوله كما هو بحكم شراكة الوطن .أعتقد ان حالتنا أصعب بكثير فلعلك ياأخي كاتب المقال ماسمعت عن مشاكل الأسره الواحده ونكران الاخوة حقوق بعثهم وخيانه الامانه والتصدع الاسري والاجتماعي ..إذا كنا في زمن لايطيق فيه الاخ اخاه ويسرقه إن استطاع فكيف يتعامل مع الاخر,حالة صعبة وتحتاج لعلاج يستغرق وقتاً لاصلاح النفس البشريه من امراضها التي إن تركت لن تعيش الناس بسلام.شكراً جزيلاً.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك