( بقلم : سلام عاشور )
بعد صمت طويل اعلن السيد مقتدى الصدر استبدال قيادات التيار الصدري جميعها تقريبا , بأستثناء المركز (النجف الاشرف) ..ومن هذا الاجراء التغييري يستنتج المراقب السياسي امرين في غاية الاهمية : الاول هو ان السيد مقتدى قد عاود نشاطه السياسي والغى قراره بالعزلة (الدينية) التي فرضها على نفسه استعدادا للمضي في دراسته الحوزوية .. والثاني – أي الامر المهم الاخر – هو ان سماحته قد طرد جميع قيادات التيار الصدري التي كانت تتولى مهامها في المحافظات والاقضية والنواحي واستبدالها بقيادات اخرى جديدة .
ولا يحتاج تفسير الاجراء الاخير – استبعاد قيادات التيار – التي تورطت في اعمال ارهابية ومارست كما هائلا من الفساد كالنهب والاختطاف والاغتصاب والقتل على الهوية بقيادات اخرى يتوخى منها سماحته ان تلتزم بالقانون العراقي والاخلاق الاسلامية , وهما الصفتان الغائبتان عن مجمل قيادات تياره خلال السنوات الخمس الماضية . المراقبون السياسيون يرون في قرار سماحة السيد مقتدى تناقضا واضحا مع قراره السابق بالاعتزال حتى انهاء دراسته الدينية من جهة, ومن جهة اخرى يعتقدون انها محاولة لترميم بناء قد تداعى ولا يمكن اصلاحه نهائيا , فالتيار الصدري لم يكن في يوم من الايام تيارا سياسيا ذو عقيدة واضحة ومنهج سياسي واجتماعي يمكن الاعتماد عليها , بل كان – أي التيار الصدري – عبارة عن مجموعات متنافرة متناقضة لا يجمع بينهما جامع غير النهب والسرقة والاختطاف والقتل لاغراض شخصية ومنافع ذاتية ..
من هنا يمكن – حسب المراقبين السياسين - اعتبار قرار السيد مقتدى كمن يحاول ايقاف صخرة ضخمة وهي في طريقها الى الوادي العميق . اما ماذا سيستفيد العراقيون من التيار الصدري بتشكيلته الجديدة التي اعلن عنها سماحته , فلا شيء يترجى منهم, لان الجميع المبعدون منهم او الجدد الذين سيتولون المسؤولية في المحافظات وما دونها فانهم كما كان اسلافهم ليسوا الا مجموعة من بقايا جيش المهدي ممن لم يتم اعتقالهم لحد الان ولاهم يملكون من مقومات الاحتراف السياسي او الايمان بالعملية السياسية الحالية .. وباختصار ان عهد المعجزات لم يعد موجودا في هذا الزمان , فالسيد مقتدى مهما فعل فانه غير قادر على احياء ميت وقد تعفنت جثته!.
https://telegram.me/buratha