سيد صباح بهبهاني behbahani@t-online.de
بسم الله الرحمن الرحيم وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) سورة البقرة الآية 220(وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيم) سورة النساء الآية 127(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ َ) سورة البقرة الآية 177(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) سورة البقرة الآية 215(وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ) سورة النساء الآية 36(كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) سورة الفجر الآية 17 (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ) سورة الضحى الآية 9(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُور) سورة الإنسان الآيات 5-22(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ) الأنعام /152.(فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) الماعون /2. (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) النساء/2. (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى) النساء /10 .(وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) الأنفال /41 .
هل تريد أن تكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟هل تريد أن تكسب مئات الحسنات بعمل يسير جدا؟إذا أردت ذلك كله فكن لليتيم مكان والده ، أحسن إليه ، اقترب منه ، ابتسم له .. امسح رأسه ، طيب خاطره ..أدخل البسمة على روحه الظامئة.الإحسان إلى اليتامى من أعظم البر والأجر : وقد جعل الله تعالى الإحسان إلى اليتامى من أعظم الدرجات ونوعا عظيماً من البر ، فقال تعالى أعلاه من سورة البقرة الآية177. وأن القرآن يذكر لنا أكثر من 30 آية في مختلف السور في النص الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والسنة النبوية وأهل البيت والصحابة كلهم كرموا اليتامى والأرامل وذكرت ما فيه الكفاية ألفت نظرك عزيزي هل تحب أن تكون جار رسول الله والراشدين وأهل البيت وصالحي المؤمنين يوم لا ينفع مالاً ولا بنون ... وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام قد بلغ من عنايته باليتيم إذ بشر كافليه رفقاؤه في الجنة،جنة عرضها السموات والأرض حين قال : " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا " وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا.وقد قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ولا منزلة أفضل من ذلك. وفي إحسان اليتامى نجاة إذ قال تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ) البلد 11 ـ 15 .نعم يا عزيزي أهوال يوم القيامة عظيمة وكربتها شديدة وقد جعل الله لكافل اليتيم منها نجاة ومخرجاً في سورة البلد أعلاه .وبذل الحنان لليتامى يذهب قسوة القلب ، عندما شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام قسوة قلبه فأوصاه أن يمسح رأس اليتيم . ومدح النبي نساء قريش لرعايتهن اليتامى: " خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ،أحناه على يتيم في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده".ولما مات جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه تعهد الرسول أولاده وأخذهم معه إلى بيته ، فلما ذكرت أمهم من يتمهم وحاجتهم ، قال: " العيلة ( يعني الفقر والحاجة) تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة".ورعاية مال اليتيم اليوم مسؤولية الدولة ومؤسساتها لأن الذين تيتموا من جراء الحروب والدمار الدولة الفتية هي المسؤولة على أبنائها وعلى أمهاتهم الثكلى وأن الدولة من واجبها الشرعي التخفيف عن ذويهم واحتضان أيتام الوطن . وأن كان العارض في حالة السلم أيضاً المسؤول الأول هي الدولة. واليوم مأساة الحرب والويلات.. وبعد أن فرز الحربالحرب أرامل وأيتام ومعوقين والثكلى...!، وليس من الوفاء التغافل عنهم ، بعد أن قدم أولياهم أروحهم للوطن ونصرته ولذلك اعتبر رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام : ( الساعي على الأرملة والمسكين ، كالمجاهد في سبيل الله ، أو القائم الليل الصائم النهار). ووعد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام كافل اليتيم بأن يكون رفيقه في الجنة ..هل تود مجاورة الحبيب يا ترى؟ وأن التكافل مع من أوذي في الله ، أو أصيب في سبيل الله ، وإن الواقع العملي لمجتمع المسلمين الأوائل ، كان يمثل أسمى صور التكافل ،ابتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين والصحابة الكرام وأبتدأ برسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام : " من مسح يده على رأس اليتيم ترحماً له كتب الله له بكل شعرة مرة عليه يده حسمة" وقيل عن الإمام الرضا رضوان الله عليه :أن اليتامى والمساكين وأبن السبيل عام في المشرك والذمي والغني والفقير ، خصه من له الصفة . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام : "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم " .وكان الإمام الحسين رضوان الله عليه ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين .وقيل لكل شيء حيلة ،وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال : مسح رؤوس اليتامى ، والتعطف على الأرامل ، والسعي في حوائج الناس ، والتفقد للفقراء والمساكين.وعن أبي عبدالله رضوان الله عليه قال : قال أمير المؤمنين الإمام علي كرم الله وجهه ورضوان الله عليه في خطبته : أنا الهادي ، أنا المهتدي .أنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل . وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف .وأن المهاجرين من أحوج الناس إلى أنصار يتكافلون معه، لغربته وفقره وانقطاعه....وقد ضرب أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر الأمثلة في التكافل مع إخوانهم المهاجرين، وكان منها أن أشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقسم النخل، بينهم وبين المهاجرين، فقال: لا. فقال الأنصار: ( تكفونا المؤونة، ونشرككم في الثمرة) وبذلك عمل بعض المهاجرين في بساتين الأنصار، وقاسموهم الثمار، وحُلّت مشكلة البطالة والفقر، وكان من صور تكافلهم أن المهاجر كان يرث أخاه الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى رسول الله بينهما، وكانت مرحلة استصفت النفوس، وأخلصتها لله، ثم نُسخ ذلك.وهذا التكافل لا يبرز بأسمى صوره، إلا كلما تعمقت معاني الأخوة والإيثار، واندثرت جذور الأنانية والاستئثار. وقد صور هذا التكافل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما دخل عليه رجلً أصيب في وجهه في غزوة فأمر بإعطائه ألف درهم، و كل ساعة يزيده ألفا، حتى استحيا الرجل فخرج، فقال عمر: ( أما والله لو أنه مكث، ما زلت أعطيه ــ ما بقي من المال درهم ــ رجل ضُرب ضربة في سبيل الله، خضّرت وجهه) و هكذا يكون الوفاء لذوي سابقة الخير. ومن أسمى الأخلاق: أن يُقابَل التكافل بعفة نفس المحتاج؛ كما فعل علي أبن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضوان الله عليهم عندما تكفلوا في رمضان وإطعام المسكين واليتيم والأسير و بقوا صياماً وذكرهم الله في القرآن قال تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) الإنسان /8 . ولهذا كان مجتمعهم متماسك وتراهم كانوا يستطيعون أن يجاهدوا في سبيل الله وكانوا فعلاً صفاً ، كأنهم بنيان مرصوص ، واليوم تجد مجتمعاتنا فيه البخل والأنانية متصدعين في داخلهم ، يأكل العداوات والأحقاد صفهم ...! فهل يا ترى أي متى نصحوا من غفلتنا...؟ هل نختار ما كان على عهد رسول الله والراشدين ؟ ونرجع ونتحلى بأخلاقهم ..!.
أن كانت الأيتام لا تجزكم .... فالله يجزيكم عن الأيتامِ ونعم ما قيل في اليتيمة:إن القبور تنكح الأيامى .. النسوة الأرامل اليتامىالمحب المربي
https://telegram.me/buratha