بقلم: علي جاسم
أنتظر موظفو الدولة كثيرا ليحصدوا فرحتهم الكبرى بإقرار زيادة رواتبهم بما أصطلح على تسميته بسلم الرواتب الجديد الذي أثلج صدورهم كثيرا لدرجة إنهم قد استهلكوا جزءً كبيرا من الراتب قبل تسلمه، وحتى حسدهم عليه غير المشمولين به مثل( الكسبة) والعاطلين وحتى المتقاعدين.وجاء اليوم الموعود ليتسلموا ثمار أحلامهم وآمالهم بحقائب متنوعة الأشكال والأحجام _ وكأنهم على موعد على سفر _ لحمل الاموال الكثيرة التي هبت لمساعدتهم وحل بعض مشاكلهم المادية والمعيشية ولاسيما ذوي الدخل المحدود ، إلا ان هذه الفرحة لم تدم سوى أيام معدودات كونهم قد تفاجئوا بارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والفواكة والخضر والمواد المنزلية والكهربائية والملابس وأسعار الوقود والاجور وحتى أسعار لعب الأطفال وبالطبع فأن السبب ليس غلق طريق الاستيراد أمام البضائع الاجنبية أو إعلان حالة النفير في بلادنا وانما يعود السبب المتفق عليه من قبل الجميع الى الزيادة (الملعونة!) التي أصبحت وبالا سيئا على المواطنين أجمعين بما فيهم من ليس له ناقة ولا جمل في خضم هذه (الملحمة المادية) !. ارتفاع الأسعار هذا الذي كاد ان يصبح انتفاضة في عالم التضخم والاقتصاد لم يترك لأحد الاستمتاع بالزيادة المالية في الرواتب ولم يحقق الفائدة المرجوة منها وهي تحسين المستوى المعاشي وتحقيق حياة حرة كريمة للجميع لأن ما أستلموه باليد اليمنى قد استهلكوه باليد اليسرى هذا من جهة ، كما انه من جهة اخرى لم يرحم المعدمين والعاطلين الذين زادت أمورهم المعيشية صعوبة اكثر من ذي قبل ، في حين ان بعض النفوس الضعيفة قد أستغل كل ذلك مع ضعف أو انعدام الرقابة الاقتصادية وعدم توافر التفتيش والمتابعة ليعلن عن جشعه وليكشر عن أنيابه بصورة مخيفة تركت اثارها على مجمل الحياة اليومية ، بل ان العديد من موظفي الدولة والمتقاعدين قد صار يخشى ان تكون هناك زيادة اخرى أو قرارات إضافية تزيد من معدلات ارتفاع أسعار السوق .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha