غرفة على يسار الداخل الى الصحن الحسيني المطهر من باب الرجاء لفتت انتباهي لما تحويه من مواد فكانها متجر صغير ولكن من اين هذه البضاعة وما طبيعة عمل هذه الغرفة في هذا المكان المقدس الذي لا يمكن للتجارة ان تكون حاضرة فيه الا تجارة الدعاء .تركت الضيوف يتجولون بين اقسام العتبة وانهلت انا بالتحري عن ماهية هذه الغرفة فتوصلت الى الاتي .الغرفة تسمى غرفة التبرك وجاء هذا الاسم كون ان كل ما موجود فيها قد لامس ضريح الامام الحسين عليه السلام من الداخل وهذه الموجودات هي عبارة عن هدايا الاخوة الزائرين التي توضع في شباك الحسين عليه السلام .يمكن تصنيف هذه الموجودات بشكل اجمالي هي ساعات وعطور وقطع من القماش وسبح وبخور ولعب اطفال وعملة نقدية معدنية اجنبية وعملة ورقية ممزقة.والقاسم المشترك بين هذه الموجودات انها لا تدخل ضمن استعمالات الحضرة المقدسة ، فالهدايا التي يمكن خزنها والحفاظ عليها وفق اجواء مخزنية صحيحة فان ادارة العتبة تحتفظ بها حتى لو طال امدها سنين ، ولكن هنالك هدايا لا يمكن استخدامها في الحضرة لعدم توافقها وطبيعة العتبة مع سرعة اتلافها او استبعاد ضرورة الحاجة اليها مستقبلا .اضافة الى ذلك عندما استلمت هذه الامانة للعتبة وجدت اكداس من الاكياس التي تحوي اوراق ومواد اخرى كان يقوم النظام السابق بتجميعها من ضريح الحسين عليه السلام حيث يقومون باستخراج النقد والمصوغات الذهبية اما الباقي فيتم اتلافها من غير فحص . هذه المواد ولغرض الاستفادة القصوى منها وخوفا من الاشكال الشرعي من التهاون في استخدامها ارتات ادارة الحضرة بعد موافقة المرجعية الى استحداث هذه الغرفة حيث تقوم ببيع هذه المواد وباسعار تتفق وسعر السوق حيث هنالك كثير من الزائرين يشترون هذه المواد للتبرك بها باعتبارها لامست ضريح الامام الحسين (ع) من الداخل .وهنالك موجودات اخرى لها صندوق خاص اتضح انها المواد التي يفقدها الزائر وبعد مرور سنة عليها من غير معرفة صاحبها تباع في هذه الغرفة مع تنبه الاخ العامل فيها للزائر ان هذه البضاعة هي مفقودة وليست من هدايا الزائرين ، اموال المفقودات تجمع تحت بند فقهي اسمه مجهولية المالك حيث تقوم العتبة بتسليم هذه الاموال الى مكتب المرجعية العليا لغرض صرفها في الوجهة الحقة على ان تعلم ادارة الحضرة وفق وصولات رسمية صادرة من المكتب توضح الجهة التي صرفت لها الاموال حتى يغلق حسابها في حسابات هذه الغرفة .اما الساعات مثلا فهنالك منها العاطلة حيث تقوم بتصليحها ان استحقت ذلك من قبل عامل لديها متخصص في ذلك وفي نفس الوقت تصبح قيمتها افضل مما لو بيعت عاطلة .واهم خطوة حقيقة تستحق الثناء وهي العملة النقدية المعدنية حيث اذا ما اريد لها ان تحول الى ورقية فان عملية التصريف هذه يخصم من قيمتها كعمولة ولكن عند بيعها للتبرك وبنفس قيمتها تكون الادارة قد حافظت على قيمتها بالكامل من غير هدر لاموال الحسين عليه السلام ، بل وحتى العملة الممزقة المتهرية التي لا يمكن تداولها في الاسواق يقومون باستبدالها وبنفس قيمتها التي كما قلت يقتنيها الزائر لغرض التبرك بها .وللحق اقول ان هذا التصرف يعد دليل واضح على امانة الامانة العامة للعتبة الحسينية المطهرة على الهدايا والنذور التي تصلهم من الزائرين الكرام وكتبت مشاهداتي هذه لتكون شهادة على حفظ الامانة . اخر الامر شكوة قالها احد العاملين في الحضرة ان هنالك بعض الزائرين يضعون اشياء غريبة في الضريح داخل الشباك لا تتناسب وحرمة المكان واعتقد انها سحر وشعوذة فان مثل هذه الامور لا يقبل عليها الامام الحسين عليه السلام ولا تعد من خلق الزائر الذي ياتي للزيارة بقلب سليم .
كتابة : علي البغدادي
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)