قلم: أمجد الحسيني
سؤال قد لاتكون الاجابة عليه سهلة ولا بسيطة على اعتبار ان الليبراليين يعتقدون بان مبنى فكرهم يعتمد على الديمقراطية والليبرالية منهج من المناهج الغربية التي دخلتنا حديثا واعتقد ان الليبراليين الغربيين يختلفون كثيرا عن الليبراليين العرب او ليبراليوا البلدان النامية ذلك ان ليبراليوا الغرب اصحاب المنهج والفكرة واعتقدهم قد مروا في مخاض طويل حتى انتجوا هكذا نظرية قد يثبت فشلها او نجاحها في المستقبل لكن الليبراليون العرب وليبراليوا البلاد النامية قاطبة فشلوا او سيفشلون في تطبيق منهجهم وارجو منهم قبل ان ينقموا علي او يجيبوا ان يفكروا طويلا ان كان نقدي بناءا او لا؟فيجيبوا وانا هنا اريد ان اضع الكثير من سلبيات افكارهم على الطاولة للمناقشة ومن هذه السلبيات ان فكرة الليبرالية التي حكمنا سابقا بعدم معرفة نتائجها الايجابية والسلبية هي فكرة غربية وهذه الفكرة انتجها العقل الغربي ومن ابداعاته وهي قد تلائم احلامه وتلائم المجتمع الذي تنتمي اليه ثقافيا واخلاقيا وسلوكيا وحتى دينيا رغم اننا نجدها تمتهن المرأة وتقيد من حريتها عن طريق حرمانها من بعض الحقوق التي تعتبرها الليبرالية عيبا فاحشا المهم في الامر ان التجربة الليبرالية هي تجربة غربية وهنا مكمن العيوب عندما استجلبها العرب وحاولوا ان يستنسخوها بل يمسخون التاريخ كله وحتى الجغرافية ليبنوا ليبرالية لا تلائم ابدا حياتنا وكما قلنا انفا فان الليبرالية الغربية لم تأتي عشوائيا وان مفكريّ الليبرالية لم يفشوها دونما تجارب على مجتمعاتهم وتعديلات حتى صارت ملكا خاصا لهم وراح مثقفونوا ينزون على تلك الافكار ويستنسخوها بالكامل كما يفعل بعض الباحثين اليوم عندما يأخذون بحثا انكليزيا فيترجموه للعربية ليدعوا انه من نتاجهم فالليبرالية لايمكن ان تستنسخ ابدا وليس من الصحيح استنساخها لان لكل ثقافة موروث وركائز ومحللات ومحرمات وبالتأكيد فان الثقافة الانكليزية تختلف عن العربية كما تختلف عن الفارسية والهندية وان تعميم نظرية تبتنى على القيم والتقاليد والسلوك والاخلاق والثقافة والسياسة في ثقافة ما يؤدي بالضرورة الى انهيار النظرية بالكامل فان الماء لايمكن ان يتجمد تحت درجة حرارة ثلاثين مئوي ومن المستحيل ان يلبس الرجل ملابس الشتاء في الصيف دون ان يوصف بالجنون واعتقد ان الليبرالين العراب عندما استنسخوا التجربة الغربية ارادوا ان يسلخوا العرب من ثقافتهم بين ليلة وضحاها وكان من المفترض ان تطوع النظرية مع ثقافة العرب لتلائمهم وهذا عمل منظري الليبرالية طبعا الذين لم يفعلوا شيئا لحد الان لتطبيقه .اما العيب الثاني وهو من اهم العيوب والمتمثل بالفوقية العالية التي ينظر بها اصحاب الليبرالية العربية وكأنهم في برج عاجي فتراهم ينتقدون المجتمع الذي يعيشون فيه لا بل يتفهون كل ذلك الموروث العربي ويجعلوه تافها ساقطا وينظرون الى الناس او القاعدة التي من المفترض ان ينطلقوا منها ينظرون اليها نظرة استصغار وكأن جملة ( همجي ، سوقي ، متخلف ، امي ) من الجمل الجاهزة لديهم ويعتقدون انهم فقط الوحيدون على الارض الذين يفهمون كل شيء فيما لايفهم الاخرون وهنا تكمن عقدة الديمقراطية فانك ما إن تعتقد انك العارف الوحيد فانك بالتالي تحكم على الجميع بالسكوت والتقييد وتسمح فقط لنفسك بالكلام وان من اوليات الديمقراطية حرية التعبير .فيما يكمن العيب الثالث في ان الليبرالين لايؤمنون بالتراث العربي والاسلامي وقد يحقدون على الثاني حقدا اعمى فهم ان يسمحوا لانفسهم بالتهادن ومن باب الدبلوماسية مع التراث العربي ليتاجروا بالقومية او يداعبوا مشاعر القوم فهم ينكرون الاسلام تماما ويعادوه ويعتبرون ان الاسلام ينطلق بما وراء الطبيعة والغيبيات وهذا الاعتقاد هو روح الليبرالية المنطلقة من عقل غربي فالغرب ملوا اكاذيب الكنيسة ( كنيستهم هم التي كانت تروج للكذب – اما الكنيسة الشرقية ف%اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)