عبد السلام الخالدي
كثرت الأحاديث والتبريرات للأسباب التي دعت الملك عبد الله بن الحسين لتأجيل زيارته المزمعة خلال شهر تموز إلى العراق، وبعيداً عن كل المواقف والسلوكيات التي إنتهجتها حكومة الملك وقلة قليلة من الشعب الأردني أو بعض من نواب البرلمان الأردني تجاه شعب العراق وقضيته المصيرية وحربه ضد الإرهاب، وهل أن الأردن مع العمليات الجهادية أو ضد العمليات الإرهابية، إلا أن قرار الزيارة يعد قراراً شجاعاً وربما تأريخياً، وسيفتح آفاقاً وبوابة جديدة تجاه العلاقات الدبلوماسية والتجارية والإقتصادية والأمنية بين البلدين، على العموم هي بادرة حسن نية من الحكومة الأردنية، قضيتنا الأساسية هي سبب إعلان الملك تأجيل الزيارة خلال الساعات الأخيرة لموعدها، تحدث الكثيرون، المغرضون منهم والمحللون، الأعداء قبل الأصدقاء، كلهم أعزوا ذلك إلى أن الأسباب أمنية ولورود معلومات لتعرض حياة الملك إلى الخطر لو أتم الزيارة في موعدها، وأقر الآخرون إلى أن السبب هو إعلان الحكومة العراقية للزيارة وهذا كان غير متفق عليه، مع العلم انها أعلنت عن موعد زيارة رئيس الوزراء التركي أردوغان ولم يلغها كما فعل جلالة الملك، القسم الآخر علل السبب بأن الحكومتين لم تتوصلا إلى صيغة نهائية للقضايا التي ستطرح أثناء الزيارة، المهم هو تعليل الملك نفسه، حيث قال وبالحرف الواحد إن سبب التأجيل شخصي، نعم هذا هو المطلوب والصحيح، ولكنه لم يخوض في تفاصيل هذا السبب الشخصي.القضية واضحة وتعليل للملك منطقي ومن حقه، لأن موعد الزيارة يتزامن مع إحتفالات مناصري ثورة الرابع عشر من تموز التي أطاحت بالحكم الملكي في العراق حيث كان الملك فيصل الثاني ملكاً على العراق وإصدار البيان رقم واحد بإعلان الحكم الجمهوري في العراق، ولربما كان خافياً على جلالة الملك هذا التأريخ والواقعة ولربما أيضاً نسي جلالته هذا التأريخ فقام أحد مستشاريه بتذكيره وطلبه منه تأجيل موعد الزيارة حتى إشعار آخر، فمن غير المعقول أن يزور العراق في هذا التأريخ الذي سحل فيه أجداده وأعمامه في العراق.بإعتقادي أن الزيارة ستتم في موعد لاحق ربما بعد إنتهاء الذكرى المؤلمة لجلالة الملك ومملكته أو بداية شهر آب المقبل، ولكن أنصح جلالة الملك أن بداية شهر آب ستحمل تأريخاً مؤلماً ليس للمملكة ولكن هذه المرة لدولة عربية جارة أخرى ألا وهي دولة الكويت، حيث قام النظام الصدامي الكافر بأجتياح دولة الكويت وصدور الييان رقم واحد بإعتبار الكويت المحافظة التاسعة عشر في العراق ويوم النداء.إرفعوا التكاليف وإنسوا الماضي البغيض وإجعلوا المصالح العامة فوق المصالح الشخصية وبرهنوا إنكم تحبون العراق، ولو بقيتم هكذا سوف لن تزوروا العراق قط، لأنه وفق قاموس وروزنامة القائد الظرورة يحمل إنتصارات ومناسبات لاتعد ولاتحصى، ( وصخام ولطام).salam_khalidi@yahoo.com
https://telegram.me/buratha