بقلم: د.صباح حسين
عودة مشاهد انفجار العبوات الناسفة في الطرقات والشوارع العامة في العاصمة بغداد يؤكد شروع المجاميع الخاصة التابعة لمقتدى الصدر في استئناف انشطتها واعمالها المسلحة ضد الدولة العراقية من خلال قيام هذه المجاميع التي شكلها مقتدى في وقت سابق من اجل محاربة قوات الاحتلال الامريكي لتحرير العراق منها كما اعلن عن ذلك في وقت سابق بشن المزيد من الهجمات بالعبوات والصواريخ في الطرقات والشوارع العامة بذريعة مهاجمة قوات الاحتلال .هذه العودة الغير مرحب بها من قبل المواطنين بدأت بوادرها من خلال عودة العبوات الناسفة لتنفجر في الطرقات والشوارع والاسواق وتساقط الصواريخ على المناطق السكانية في العديد من مناطق العاصمة بغداد انما تشكل في الواقع تقويضا لجهود الامن والاستقرار في البلاد ومحاولة التاثير على الحكومة واستنزاف قدراتها الامنية واطالة امد بقاء القوات الاجنبية في العراق .ان مقتدى من خلال قيامه بهذه الاعمال التي يزعم انه يرغب من خلالها الى انهاء الوجود الاجنبي في البلاد , انما هو يدرك في الواقع جيدا انها لن تحقق مثل هذا الهدف ,بقدر ما تمثل محاولة منه للعودة الى الاضواء مجددا والتي كانت قد انحسرت عنه طيلة الفترة السابقة نتيجة لاختفائه الغامض وهزيمة عناصرة وميليشياته المسلحة في المعارك والمواجهات الاخيرة التي شهدتها مناطق البصرة والثورة مؤخرا والتي كان مقتدى يراهن عليها كثيرا في قلب المعادلة السياسية والامنية في العراق لصالحه مثلما حصل في مواجهات نيسان واب من العام 2004.لكن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر هذه المرة فاخذ يفتش عن افكار وخطط جديدة يستعيد بها احلامه وطموحاته السابقة التي شهدت تقلصا كبيرا خلال العام الحالي ,بل واخذ يشعر بانه قد بات خارج المعادلة السياسية الحالية في ظل العزلة السياسية التي يعاني منها تياره وعزوف انصاره عن مواصلة القتال ضد الحكومة بعد شعورهم الكبير بالاحباط نتيجة لتخلي مقتدى عنهم وقيامه بالاختفاء في الوقت الذي كانواهم فيه بامس الحاجة الى وجوده ودفع قسما منهم الى التساؤل عبر احدى المواقع الالكترونية التابعة للتيار في مدينة العمارة الى التساؤل وبقوة الى متى نبقى حراسا لاحلام مقتدى ومخططاته اذا كان مصرا على الاختفاء وتجاهل معاناتنا وتضحياتنا .اعادة تشكيل المجاميع الخاصة بمقتدى وقيامها باستئناف انشطتها سيعني شيئا واحدا فقط بالنسبة لنا كمواطنين عراقيين الاوهو استمرار سقوط المزيد من الضحايا منا من خلال العبوات الناسفة التي ستبادر هذه المجاميع الى زرعها في الشوارع والطرقات وعلى الارصفة لمهاجمة قوات الاختلال كما يزعم مقتدى غير عابيء بصرخات الامهات الحزانى والثكالى او الاطفال الذين ستيتمهم عبوات مقتدى وصواريخه مثلما فعلت في السابق وادت الى هذا العدد الكبير من الضحايا .ان العراق ليس بحاجة الى مقتدى الصدر ومجاميعه وحروبه الخاصة ومسمياته الفارغة الاخرى التي لم يحصد العراقيون منها سوىالمرارة والالام وتعطيل اعمار العراق نتيجة لمغامرات المراهقين والعابثين بمصائر البلاد وشعبها التي فارقها الامن والاستقرار منذ عقود طويلة .
https://telegram.me/buratha