بقلم : سامي جواد كاظم
قد يستغرب القارئ من هذا العنوان كيف تخلو منظمة ارهابية من هذه الرذيلة ولكن لو قمنا بقياسات بين الرذائل ومنحنا الدرجات لايهما اشد سلبية لاتضح لنا ان هنالك ما هو اسوء من الطائفية الا وهو عدم احترام انسانية الانسان . صحيح ان عمل القاعدة بكل صوره يتناغم مع الفكر الوهابي منذ الوهلة الاولى لانطلاق حركة جيهان الارهابية في مكة والتي يعزى لها السبب في بذر بذرة القاعدة ، مع عدم ايجاد الحلول الجذرية والرد الرادع لهذه الحركة اعتبرت ايذانا بانبثاق ميثاق القاعدة الارهابي .كل صنوف البشرية هي في نظر القاعدة تستحق الابادة يستثنى من ذلك الذي يعشق سفك الدماء ، فان هذا الاخير هو الذي يوفر لهم ارضية لكي يختبئوا بها وتصبح منطلق للعمليات الارهابية ، فما من بلد يحكمه طاغوت تقلقه القاعدة .هذه المنظمة الارهابية وجدت لها مرتع خصب في العراق جاء بعد عدة مراحل اعدادية مهد لها النظام السابق ماديا واما فكريا فهي من مسؤولية الفكر الوهابي من خلال توظيب شباب تعتبر ادوات للفتك في عملياتها الارهابية والتي تعتبر من الدقة في اعدادهم انهم يتركون اهلهم ونسائهم ويدفعون المال من اجل شرب الحشيشة والانتحار تحت غطاء الجهاد فان بذل مثل هكذا جهود لتهيئة العناصر الاجراِِمية التي تضخ يوميا الى القاعدة حيث تواجدها تعتبر الرافد الرئيسي لديمومة العمليات الارهابية .في العراق تم استغلال جهاد الامريكان والمتعاونين معهم لتحرير العراق كشعار من اجل كسب الشباب السذج والتي انطلت عليهم هذه الاكاذيب ، والمتعاونون بطبيعة الحال هم الشيعة وهذا اعطاها صبغة طائفية الا ان مع مرور الايام ونتانة اعمالهم وتجاوزهم على ما يعتبر خط احمر في المناطق التي تواجدوا فيها وتحديدا الانبار ، اتضح لاهالي الرمادي ان هذه المنظمة لا تؤمن بالانسان اصلا ، ففي أي بقعة في العالم تستطيع ان تعثر على قاعدة امريكية او تواجد امريكي اسرائيلي اين القاعدة من ذلك ؟صحوة الانبار التي تكونت اثر ذلك جاءت من ابناء الانبار انفسهم وبدون سابق انذار ومن غير اعداد امريكي لهذا ارتات القوات الامريكية الاستفادة من هذه التجربة والعمل على تشويهها واخضاعها لاوامرها .نعم استطاعت بعض الشيء من احداث خلخلة بين صفوف قوات الصحوة الانبارية وحتى ان هنالك ملابسات بشان عملية اغتيال مؤسس الصحوة عبد الستار ابو ريشة والتي جاءت عقب لقائه بوش الذي زار الرمادي دون المرور في بغداد مع عدم اتحاذ البروتوكولات الرسمية في زيارة رئيس دولة لدولة اخرى ، هذه الخلخلة جاءت من خلال تحريك امريكا لاجندتها في مجلس محافة الانبار والتي هي معروفة الانتماء والاتجاه فنشبت حرب كلامية اخرى في مجلس المحافظة افتضح فيها دور بعض الاحزاب التي تتربع على عشرات من الكراسي البرلمانية .ما ان رفض اهالي الانبار اجرام القاعدة حتى انقلبت القاعدة عليهم وبدات بسلسلة من التفجيرات والاغتيالات لابنائها وابناء تكريت وبيجي والموصل ، فلو كانت القاعدة تؤمن بالطائفية لما اقدمت على اجرامها بحق الطائفة السنية .هنالك بعض العناصر الاجرامية القاعدية تحاول ايجاد مكان لها في محافظتي الموصل وديالى ولاحظوا ان المناطق التي يختارونها لان تكون منطلق لهم هي مناطق لها حدود مع دولة اخرى حتى تكون عملية ضخ الارهابيين الذين تجندهم دعاة الارهاب في السعودية الى العراق عملية سهلة مع مساعدة دولة اخرى .سياتي اليوم الذي تسوء العلاقة بين السعودية وسوريا اكثر مما هو عليه الان وعندها ستغرد السعودية حول كيفية تجنيد شبابها الى العراق من خلال سوريا والتي بانت ملامحه قبيل انعقاد القمة الاخيرة في دمشق اثر اتهامات وجهوها المسؤولون السعوديون لسوريا بانها تجند الشباب السعودي وترسلهم الى العراق.العجيب ان في الصحف السعودية تعرض اخبار متابعة حكام السعودية لابنائها في معتقلات الدول الاخرى ابتداءا بغوانتنامو مرورا بالعراق ولبنان حتى بات التنافس على اشده بين هذه الدول على من لديه اكبر عدد من المعتقلين السعوديين .وطالما قلنا ان القاعدة لا تؤمن بالطائفية فها هي تسمى بالفئة الضالة حسب مصطلح مشايخ السعودية التي عزمت الامر على مزاولة اعمالها الاجرامية في السعودية خصوصا وبعد صحوة بعض الشباب السعوديين الذين تم ارسالهم الى سوريا على امل الالتقاء بالنبي محمد (ص) في الجنة اثناء فترة الغذاء مثلا بعد ان تذرى اجسادهم بين الابرياء العراقيين .اول تسعيرة ظهرت في المزاد الارهابي القاعدي للاجساد السعودية كانت 30 الف دولار وبدأ الرقم ينخفض حيث تحول المزاد الى مناقصة ليصبح 250 دولار واخر تسعيرة ظهرت لنا من خلال مكالمة شاب سعودي في العراق لابيه في السعودية ان ثمنه هو 50دولار وهو تائه لا يعرف كيف يعود .ولو تابعنا برنامج سعودي اسمه همومنا أي الهموم السعودية يبث من احدى القنوات السعودية وعلى الهواء مباشرة ستجدون العجب العجاب من المعاناة التي يعاني منها السعوديون من دعاتهم الذي انتقدهم وبشدة الكاتب السعودي عبد الله بخيت اضافة الى مهزلة المناصحة التي يقولون انها جعلت المجرم بريء ،وكم من سعودي او سعودية طالبوا باتخاذ الاجراءات اللازمة من قبل مليكهم لعودة ذويهم المتواجدون في سوح ( الجهاد ) لو كانت القاعدة طائفية اذن لماذا بعض الدول الخليجية ومنهم قطر مثلا تمنح سنويا تقريبا 22 مليون دولار لحساب القاعدة حتى تتجنب اعمالها الارهابية ، ولو سمحت الحكومة العراقية بان يكون للقاعدة موطأ قدم لها في العراق لتحولت الى كلب مسعور على السنة ، اذن الذي يسلم من ارهاب القاعدة هو كل من يتفق واعمالها الارهابية وحتى هذا سيشب الخلاف بينهم في المستقبل لان عمر صداقة الاجرام لا تدوماشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha