المقالات

حرية التفكير من المنظور القرآني

116 2025-01-16

ضياء محسن الاسدي

(( منح الله تعالى الإنسان الحرية في التميز لكل ما يدور من حوله من مخلوقات في الأرض وملكوت السموات وتجليات الكون التي خلقها ويسر أمرها له في الاختيار وحثه على الأخذ بالأصلح لحياته عن طريق الجوهرة التي منحها الله تعالى له وهي العقل ليكون خليفة في الأرض لبني جنسه يتبوأ منها ما يشاء وليرتقي منزلة عن باقي المخلوقات التي تشاركه حياته وأعطاه حرية التعبير لما يراه مناسبا لفهم العلاقات الإنسانية والأخلاقية والعبادية ( ولقد خلقنا الإنسان من علق ) العلق 2 ولقد شرع له الشرائع والسنن للعيش في مجتمعه البسيط آنذاك وتوسع معه بتوسع الحياة الجديدة المتطورة للإنسان على مر العصور وحسب تعقيدات حياته في منهاج موحد وصراط مستقيم فيه هدى ونور وتبيان لكل شيء حسب الحاجة لها في كتاب متسلسل في تشريعاته منذ نوح عليه السلام لخاتم النبيين محمد بن عبد الله صلوات الله عليه ( كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ) يونس 24 و( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) النحل 44 ووجهه على الاعتماد المجرد والواعي في فهم حياته وربه وديانته وتعامله في المجتمع بعيدا عن التدخلات الغير لأنه سيكون هو الوحيد المسئول عن تصرفاته الشخصية وطريقة تعبده التي تودي به إلى الجنة أو النار عن طريق الثواب أو العقاب ولهذا سبحانه تعالى يخاطب الإنسان دوما في القرآن الكريم ب( يا ذو الألباب – أفلا يتدبرون – أفلا يقلون – أفلا يتفكرون ) طالما أن العقل يميل إلى الحرية في التفكير ويؤمر بالعمل به ومن أهم هذه الحريات حرية اعتناق الدين وحرية العمل والتعامل مع أبناء جنسه الذي يعيش معهم حيث قال الحق تعالى ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) البقرة 256 و( أمرهم شورى بينهم ) الشورى 38 وكذلك ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..........) الكهف 29 و( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس 99 .

أن الخطاب الموجه للإنسان دائما ما يكون عن طريق الاعتماد الكلي على العقل بعيدا عن التسلط الفكري للغير فأن الحرية المطلقة له في التفكير والتدبر والتمعن في اتخاذ القرارات وخصوصا المصيرية من حياته فقد وصف الله تعالى الذين لا يمنحون لعقولهم الحرية كالأنعام بل هم أضل سبيلا وسيكون ردهم يوم الحساب ( وكنا نخوض مع الخائضين ) المدثر 45 فكل من لديه القدرة على فهم القرآن وآياته له الحرية الفكرية المنضبطة في التحري والتدبر لآياته ومعرفة مرادها والعمل بها ومعرفة سبل الهداية والصراط المستقيم الذي يوصله السمو ومعرفة الله عز وجل وإتباع عقيدته الدينية ومنهجها والتفقه بها والتحرر من عقلية الأموات الذين عاشوا زمانهم ومكانهم كما قال الله تعالى ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )التوبة 122 ولهذا يحثنا الله أن تكون عقولنا مدربة على الفهم والاستنباط والمعرفة الذاتية بوسائط معرفية لا تخرج عن النص المقدس الذي أنزل إلينا من ربنا لنكون بعيدين عن ما يملى علينا من الآخرين المعاصرين والماضين )....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك