المقالات

العراق ونصف الكأس الفارغ

1454 12:25:00 2008-07-09

بقلم: کريم النوری

منذ التغيير الكبير في التاسع من نيسان 2003 بدأ العراق يتحرك بمسار جديد يختلف تماماً عن مساره السابق الذي تفوح منه رائحة الطائفية والجريمة والابادة.العهد العراقي الديمقراطي الجديد انعطافة كبرى في تأريخ العراق والمنطقة وكل ما حصل من تداعيات ومحاولات لاجهاضه كانت تحاول افشال المشروع العراقي الجديد واعادة المعادلة الظالمة التي كانت تتحكم وتحكم العراقيين.هذه المحاولات الارهابية لا تهدف الى تغيير النظام الديمقراطي الجديد لانها لم ولن تسطيع ذلك كما انها لم تمتلك الاهلية الجماهيرية والشرعية والاخلاقية لتكون بديلاً عن الواقع العراقي الجديد بل تهدف الى تكريس زعزعة الاوضاع الامنية وارباك التقدم الامني والعمراني وتكريس قناعة خطيرة في مرتكزات الوعي العراقي والعربي والاسلامي بان النموذج العراقي الجديد ملغوم ومحكوم عليه بالفشل.والمشكلة ان بعض المراقبين والمتابعين والبسطاء من العراقيين قد أنساق وراء هذه القناعات المهزوزة بغفلة او بقصد متناسياً بان جميع ما حصل في العراق يشكل ركيزة مهمة لعراق ديمقراطي تعددي بعيداً عن الاستبداد والانفراد والديكتاتورية.ان كل ما يواجه العراق من تحديات وصعوبات هو بسبب محاولات اعداء العراق ولم يكن للحكومة أي دخل فيما حصل ويحصل بل ان الحكومة والمواطنين هم اهداف القوى الارهابية والاجرامية وحتى التهجير الداخلي او النزوح الجماعي الى الخارج كان بسبب العمل الارهابي الذي يستهدف العراقيين وحكومتهم على حد سواء.وان الذي يهدد المواطن ويستهدف امنه الشخصي هو الاعداء وليس الحكومة فلماذا الخلط والتعميم السلبي وتحميل الحكومة كل ما يحصل من انتهاكات بحق الوطن والمواطنين.النظرة المتانية والقراءة الواعية للواقع العراقي تمنحنا رؤية متبصرة تؤكد بوضوح بان العراق الجديد قد شمل العراقيين جميعاً بسعة من الامال والطموحات المشروعة والافق الانفتاحي على الحياة الكريمة والثقة العميقة بسلامة الحاضر وضمانة المستقبل رغم شدة الارهاب وضعف الخدمات في بعض المجالات.ليس من الصحيح تقييم الواقع العراقي الجديد بزاوية واحدة والنظر الى نصف الكأس الفارغ من الاناء وتجاهل النصف الاخر المملوء بل علينا تقييم الواقع بكل منجزاته الايجابية وتطوراته المتسارعة. والفارق بين العهد السابق والعهد الجديد يلمسه الجميع بدون استثناء حتى الذين يعارضون وينتقدون العراق الجديد بشدة فانهم لم يكونوا قادرين على فتح افواههم الا عند طبيب الاسنان وكانوا لا يجرأون على نقد أي مظهر حكومي ولو تلميحاً بل ان من ينتقد الشرطي او رداءة الشارع فانه خائن بحق الوطن والحزب والثورة.وقد يقال ان المقارنة بين العهدين مقارنة باطلة وظالمة وكما قال الشارع.ألم تر ان السيف ينقص قدره أذا قيل ان السيف أمضى من العصا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام
2008-07-11
معك أخي كريم فيما قلته ولكن المواطن المهجر من بيته والذي لا يملك قوت يومه والذي قتل طفله كيف لنا أن نطالبه بالنظر إلى نصف الكأس المملوء ؟؟
زينب الجابري
2008-07-09
لا ادري لماذا هذا الانزعاج من كاتب المقال اتجاه توجيه النقد للحكومه؟اود ان اقول للاستاذ كريم النوري ان الناس وقفت مع الحكومه لانها من أختارتها وستقف معها .ولكن النقد وحاله الاحباط لا يشعر بها المواطن فقط وأنما المرجعيه العليا أدام الله ظلها.الناس لم تحلم بترفاً ولكن تتأمل من الحكومه ان تختار الرجال المناسبين الذين يخدمون الشعب بامانه .تتأمل الناس ان ترد الحكومه عنهم ظلم التهجير واستباحه املاكهم.ان توفر فرصه العمل ليعيش الانسان بكرامه.واود القول ان الناس رغم عذاباتها فهي محبه للسيد المالكي وتتمنى له النجاح وتعلم ان لا ذنب لهذا الرجل المبتلى بهذه التركه الثقيله ولكن دع عراقيين الداخل والخارج ينتقدون ان كان ذلك لغرض الاصلاح.أخيراً اود ان أقول مع احترامي للاستاذ كريم النوري وانا من متابعي برامجه ياحبذا لو تتوقف عن اجراء الحوارات وكتابه المقالات لانك لاتعرف توجيه سؤال.باختصار انت لا تملك ايه حرفيه او مهارة الاعلامي فكان سؤالك لوزير الكهرباء عن [ الواقع الكهربائي] حقيقه رائع.عرفت ما اهمية ان نختار المناسب ؟ليقدم عنا صورة مشرفه لقد اصبح المحرومين يشعرون بالقرف من المحسوبيه وسلبيات كثيره يا صاحب الواقع الكهربائي..شكراً لموقع براثا الغالي علينا لنشره التعليق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك