بقلم: کريم النوری
منذ التغيير الكبير في التاسع من نيسان 2003 بدأ العراق يتحرك بمسار جديد يختلف تماماً عن مساره السابق الذي تفوح منه رائحة الطائفية والجريمة والابادة.العهد العراقي الديمقراطي الجديد انعطافة كبرى في تأريخ العراق والمنطقة وكل ما حصل من تداعيات ومحاولات لاجهاضه كانت تحاول افشال المشروع العراقي الجديد واعادة المعادلة الظالمة التي كانت تتحكم وتحكم العراقيين.هذه المحاولات الارهابية لا تهدف الى تغيير النظام الديمقراطي الجديد لانها لم ولن تسطيع ذلك كما انها لم تمتلك الاهلية الجماهيرية والشرعية والاخلاقية لتكون بديلاً عن الواقع العراقي الجديد بل تهدف الى تكريس زعزعة الاوضاع الامنية وارباك التقدم الامني والعمراني وتكريس قناعة خطيرة في مرتكزات الوعي العراقي والعربي والاسلامي بان النموذج العراقي الجديد ملغوم ومحكوم عليه بالفشل.والمشكلة ان بعض المراقبين والمتابعين والبسطاء من العراقيين قد أنساق وراء هذه القناعات المهزوزة بغفلة او بقصد متناسياً بان جميع ما حصل في العراق يشكل ركيزة مهمة لعراق ديمقراطي تعددي بعيداً عن الاستبداد والانفراد والديكتاتورية.ان كل ما يواجه العراق من تحديات وصعوبات هو بسبب محاولات اعداء العراق ولم يكن للحكومة أي دخل فيما حصل ويحصل بل ان الحكومة والمواطنين هم اهداف القوى الارهابية والاجرامية وحتى التهجير الداخلي او النزوح الجماعي الى الخارج كان بسبب العمل الارهابي الذي يستهدف العراقيين وحكومتهم على حد سواء.وان الذي يهدد المواطن ويستهدف امنه الشخصي هو الاعداء وليس الحكومة فلماذا الخلط والتعميم السلبي وتحميل الحكومة كل ما يحصل من انتهاكات بحق الوطن والمواطنين.النظرة المتانية والقراءة الواعية للواقع العراقي تمنحنا رؤية متبصرة تؤكد بوضوح بان العراق الجديد قد شمل العراقيين جميعاً بسعة من الامال والطموحات المشروعة والافق الانفتاحي على الحياة الكريمة والثقة العميقة بسلامة الحاضر وضمانة المستقبل رغم شدة الارهاب وضعف الخدمات في بعض المجالات.ليس من الصحيح تقييم الواقع العراقي الجديد بزاوية واحدة والنظر الى نصف الكأس الفارغ من الاناء وتجاهل النصف الاخر المملوء بل علينا تقييم الواقع بكل منجزاته الايجابية وتطوراته المتسارعة. والفارق بين العهد السابق والعهد الجديد يلمسه الجميع بدون استثناء حتى الذين يعارضون وينتقدون العراق الجديد بشدة فانهم لم يكونوا قادرين على فتح افواههم الا عند طبيب الاسنان وكانوا لا يجرأون على نقد أي مظهر حكومي ولو تلميحاً بل ان من ينتقد الشرطي او رداءة الشارع فانه خائن بحق الوطن والحزب والثورة.وقد يقال ان المقارنة بين العهدين مقارنة باطلة وظالمة وكما قال الشارع.ألم تر ان السيف ينقص قدره أذا قيل ان السيف أمضى من العصااشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha