المقالات

للناقمين من الشيعة فقط ... لا تنظروا الى النصف الفارغ من الكأس

1339 01:44:00 2008-07-09

بقلم: كريم النوري

خصصت مقالي للناقمين من الشيعة فقط واقصد بالناقمين على الحكومة المنتخبة في العراق وهؤلاء كانوا ناقمين على النظام السابق بالتأكيد.الناقمون على الوضع العراقي الجديد صنفان: صنف يرى ان اداء الحكومة بشكل عام مخيب للظنون ومحبط ويطالب بالمزيد من الاخلاص والحرص لعكس صورة ايجابية عن الشيعة في العراق لكي لا يقال ان الشيعة يفقهون الاداء المعارض ولغة البكاء والتشكي والمظلومية والتغني بالجراح والمعاناة.وصنف اخر ناقم على كل شىء في العراق ولن يرضيه أي اداء ولن يغادر عقلية النقد والتشويه والتسقيط وينظر برؤية سوداوية للاوضاع ولن يرى من الكأس الا النصف الفارغ.وانا هنا لست في مقام الدفاع عن اداء الحكومة او العراق الجديد ولن اقف شرطياً يطارد الوعي الناقد بهراوته ولن اتحول يوماً الى شرطي يداهم العقول والاقلام بل ارى كما يرى غيري ان هناك اخفاقات وانتكاسات وهفوات في اداء الحكومة المنتخبة وهناك قصور او تقصير في مجمل ادارتها للوضع الحكومي.ولست هنا في سياق مهاجمة الناقدين بل حتى الناقمين من الصنف الاول الذي ذكرته آنفاً ولن لم اكن يوماً مداحاً او مصفقاً للاخرين ولن اكن خبير مكياج لوجوه الحكومة كما لدي ملاحظات وتحفظات على الكثير من القضايا والخطاب السياسي بشكل عام.أعترف ان ثمة اخطاءً تبدو خطيرة في اداء بعض الوزارات وفساد اداري ومالي لا يمكن تجاهله او تغافله.وبعيداً عن التهويل او التهوين فانني اقف هنا لتقييم الواقع العراقي الجديد بكل تعقيداته وتطوراته واتعامل معه بنظرة نصف الكأس المملوء وليس الفارغ وانظر الى الايجابيات والمنجزات التي حصلت في العراق الجديد.ولي وقفة مع الناقمين الموتورين من الشيعة الذين شحذوا اقلامهم والسنتهم ضد كل ما هو عراقي جديد برؤية تعميمية قاسية وخلط بائس دون تمييز او تفكيك بين المواقف الايجابية والسلبيات.وما يزيد دهشتي حول حشود الناقمين والمقموعين من الشيعة الذين وجدوا في مساحات الانترنيت ومحطات موقع قراءات فسحة للتنفس في الهواء الطلق وتفريغ شحنات الحقد والحسد عبر اهات اقلامهم ..ما يزيد دهشتي وغرابتي ان هؤلاء هم في الغالب خارج العراق ويكتبون باسماء مستعارة ويتباكون على تهميشهم واقصائهم ولا ندري بالضبط كيف تم تهميشهم او اقصاؤهم وهم في اوربا او امريكا او استراليا كما اننا لا نعرف اسماءهم الحقيقية لكي نعرف مدى المظلومية التي لحقت بهم من العراق الجديد؟وهؤلاء المقيمون في اوربا ومن طالبي اللجوء البعيدين عن الميدان العراقي اليومي عليهم ان يتذكروا ان التغيير الكبير في العراق له ضريبة باهظة ومضاعفات جانبية خطيرة وان كل ما حصل في العراق هو انعطافة كبرى في تأريخ العراق ونهاية ابدية للمعادلة الطائفية التي كانت تحكم العراق وهم في الواقع جزء من ضحاياها باختيار المنافي والمهاجر.وجود حالات من الفساد الاداري والمالي لا يعني بالضرورة الانعزال تماماً والوقوف بالضد من العراق الجديد ومن حكومته المنتخبة وليس من الصحيح التعميم والخلط واتهام جميع قادة العراق وطلائعه المخلصة باتهامات باطلة ومتهافتة.واستطيع ان اجزم بان هؤلاء يختفون باسماء مستعارة ليس خوفاً من ملاحقة الحكومة او مداهمتها لهم لانهم يدركون تماماً ان الحكومة لن تفعل ذلك لانشغالها باولويات واهتمامات وهموم تجعلها بمنأى عن التفكير بالناقمين عليها بالاقلام وليس بالسلاح.اصبح العراقيون في العهد الجديد لا يخشون حكومتهم ولا يخشون الاعتقال على النقد والرأي المضاد بل اساس خشيتهم من ميليشيات مسلحة تعتقد بانها البطل والافضل والبديل الامثل عن الحكومة وان العراق الجديد هبة الله اليهم لا يحق لاحد ان يمنعهم من اخذ الاوتاوات والضرائب او الخطف او الاعتقال بل لديهم مكاتب ومحاكم يديرها انصاف متفقهين لا يفقهون من الفقه والاصول قاعدتين.ومن المفارقات الجديدة في العراق الجديد هي ان هذه الميليشيات المسلحة تهدد الناس وترعبهم وتطالب موظفي الدولة وافراد الجيش والشرطة ليكتبوا تعهداً بعدم الالتحاق الى دوائرهم الحكومية او يطالبوا ذويهم بالضغط على ابنائهم بالتطوع الى ميليشاتهم المسلحة او عصيان اوامر الحكومة واجهزته الامنية.وما فعلوه مع ابن اخ اللواء عبد الكريم خلف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية ومهاجمته وتعليقه على اعمدة الكهرباء وسط مدينة الصدر وامام انظار الناس يكشف عن وحشية هذه الزمر الظلامية ومحاسبتها للناس على اوزار اقربائهم او ذويهم.ومن هنا فان الخوف الحقيقي ليس من الحكومة بل ان الحكومة والمواطنين اصبحوا ضحية هذه العصابات الظلامية والاجرامية وقد يستطيع الجميع ان يهاجم الحكومة امام الفضائيات وفي الصحف اليومية ولكن لن يستطيع الاشارة ولو بالتلميح وليس بالتصريح عن زعيم ميليشاوي يمتلك من الاخطاء القاتلة والهفوات الكارثية.مشكلة العراق الجديد ليس في حكومته المنتخبة بل هي جاءت ضمن سياقات ديمقراطية واسس صحيحة مع وجود بعض الثغرات في المحاصصة الحزبية او الطائفية بل المشكلة الحقيقة هي ان هناك قوى اقليمية ومحلية ودولية تريد افشال المشروع العراقي الجديد واعادة المعادلة الطائفية السابقة من اجل الانسجام مع المحيط العربي العام وعدم الانفراط من العقد العربي ذات المنحى الطائفي والاسروي.ولا استغرب من امتعاض او اعتراض البعثيين وبعض اقطاب السنة على التغيير الحاصل في العراق في التاسع من نيسان 2003 ولن استغرب من مواقف القوى العربية الرسمية التي توجست خيفة من التغيير العراقي ضمن السيناريو الذي جرى في العراق وبالطريقة التي اوحت بتكرارها في اكثر من بلد عربي بالاضافة الى تصريحات القادة الامريكان في نشوة التغيير التي كشفت عن النية في تصدير النموذج العراقي الى البلدان العربية.واستغرابي الشديد هو من المثقفين الشيعة الذين عانوا طيلة العقود الماضية من القمع الطائفي والمناطقي وشهدوا وشاهدوا اسوء حقبة طائفية اجرامية افرغت العراق من محتواه التأريخي والوطني والثقافي وحولته الى سجن كبير للتعذيب والقتل واصبح ثكنة كبرى لدولة الجنرالات من سواق الدراجات والرفاق الحزبيين في دولة اختزلت مصيرها ومسيرها بشخص المهيب الركن.ليس امامنا ايها الناقمون من الشيعة الا التأمل والتذكر بالواقع العراقي السابق والمتغيرات في الواقع اللاحق وانظروا بروح الموضوعية والافق الواسع لكي تدركوا جيداً اهمية العراق الجديد والحذر من الانسياق وراء دعوات وصيحات طائفية مشحونة بالحقد والكراهية على العراق الجديد.وجود بعض الاخطاء وحالات القصور والتقصير لا تلغي من اهمية المنجزات الحاصلة في العراق الجديد فيما لو ادركنا بان كل الذي حصل من جرائم وارهاب لم يكن ناشئاً من اداء الحكومة.أنصفوا العراق الجديد وقياداته.لا تصطفوا ايها المثقفون الشيعة مع خنادق الحقد الطائفي وتهاجموا حكومتكم بالنيابة عن القوى الحاقدة واعلموا ان بداية التأسيس للمعادلة الجديدة تحتاج المزيد من الوقت والتضحيات فلا تعجلوا بالحكم وتطالبوا قادة العراق بصنع المستحيل ضمن ما تراكم من تخريب سابق واجرام لاحق من القوى الطائفية والارهابية.وان ملاحظاتكم وتحفظاتكم على اداء الحكومة وعتبكم وغضبكم على قادة العراق الجديد في محلها ولكنكم التمسوا لهم الاعذار...ان رئيس الوزراء نوري المالكي بخطابه امام حاكم الامارات الذي كشف عن ثقافة ووعي قادة العراق الجديد وحركة السيد عمار الحكيم القيادي الذي برهن على امتلاك العراق طاقات وقدرات استثنائية والشيخ جلال الدين الصغير بنظرته الثاقبة والواعية هؤلاء مفخرة للعراق الجديد فقد نالوا اعجاب الاخرين فلنتعامل معهم بروح منفتحة وافاق رحبة. انظروا الى النصف المملوء من الكأس وليس الفارغ منه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد النجفي
2008-07-15
والله والله والله لقد أثلجت صدورنا بمقالك هذه أيها الأخ العزيز على قلوبنا,أقبّل هذه اليد التي كتبت ونطقت بلب الحقيقه فمشكلة شعبنا وأخوتنا في العراق أن معظمهم لا يدرك ألى الأن أن ما حققه سياسيونا الأفاضل وبتوجيه من مرجعياتنا الخالد ذكرها أن شاء الله ,يعد أنعطافة تأريخيه خطره وأنقلاب مهم جدا في الموازين ينصب في مصلحة الطائفه المظلومه على يد الطاغيه صدام يا أخوان أننا اليوم نحن الحاكمون ولسنا المحكومون وأن كان هناك تبعات لهذا الأمر ولكن نستطيع أن نتأمل خيرا في المستقبل نستطيع أن نعترض نتظاهر نرفض
محمد النجفي
2008-07-15
والله والله والله لقد أثلجت صدورنا بمقالك هذه أيها الأخ العزيز على قلوبنا,أقبّل هذه اليد التي كتبت ونطقت بلب الحقيقه فمشكلة شعبنا وأخوتنا في العراق أن معظمهم لا يدرك ألى الأن أن ما حققه سياسيونا الأفاضل وبتوجيه من مرجعياتنا الخالد ذكرها أن شاء الله ,يعد أنعطافة تأريخيه خطره وأنقلاب مهم جدا في الموازين ينصب في مصلحة الطائفه المظلومه على يد الطاغيه صدام يا أخوان أننا اليوم نحن الحاكمون ولسنا المحكومون وأن كان هناك تبعات لهذا الأمر ولكن نستطيع أن نتأمل خيرا في المستقبل نستطيع أن نعترض نتظاهر نرفض
صالح الفتلاوي
2008-07-10
نحن يحق لناان نتغنى بجراحتنا لانها تعني الكثير لماضينا وحاضرنا ومستقبلنالكن مايحزننا هو رقص الاحزاب التي انتخبناها واوصلناهاالى ماهي فيه الان وذلك باعادة البعثين والمجرمين الى مجلس المحافظة وسلك الشرطه ومد الحبل الى حزب الرذيلة ليعثوافي البلاد فسادا ...لكن في كل الاحوال لدينا فسحةٌ من الامل بارجاع الامور الى نصابهابجهود المخلصين امثال المالكي وشيخ الطائفة الصغير
SALAM AL HINDAWY
2008-07-09
My letter to al maliky for 6 months ago ,i am waiting for answer. When al maliky was Refuge in syria said in the name of iraqi peöple ,now when become prime miniser thanks america, he forget iraqi out said.
تحسين
2008-07-09
عزيزي ابو حاتم بارك الله بك وسلمت اناملك ولو كنا نفكر كما تفضلت لما استطاع الجبوري مطلك يتطاول ولما ظل الرفيق العاني زافر في العراق بل في البرلمان ان مشكلة الناقمين صدقني الحسد والغيره هؤلاء ظنوا ويظنون ان الحكم لهم والمفروض هم يستلموا مناصب في الحكم لانهم كانوا او الفوا كتاب او استقبلهم ملك او سلطان او كان اب احد هؤلاء شيخ عشيره او ضابط في زمان عبد الكريم قاسم رحمه الله او قسم منهم راح وراء المال يلهث مثل الشمري الذي ترك مكانه مع اهله واخوانه وذهب يجلس ب جوار الدليمي في البرلمان انه جحش لايفهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك