لم يكن العراق محل قلق الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني منذ هزيمته في حرب الكويت وحتى احتلاله سنة 2003 ، كان امل امريكا ان تسيطر على العراق سياسيا واقتصاديا وعسكريا وفق ما خططت له قبل الاحتلال .
لكن ظهرت في العراق قوة مؤثرة على الشان العراقي داخليا وخارجيا الا وهي مرجعية السيد السيستاني بما لديه من حكمة في ادارة الوضع العراقي بكل تعقيداته ويكفي اصراره على الانتخابات وكتابة الدستور واما موقفه في انهاء ازمة النجف سنة 2004 جعل امريكا تعيد ترتيب اوراقها ، ساهم الى ذلك الاحزاب التي كانت في ايران التي دخلت في العملية السياسية واكتسحت مقاعد البرلمان ، والمشترك بين ايران والمرجعية هي العقيدة ، وهنا عملت امريكا على ايجاد قوى مواجهة لهذا التوجه فكانت القاعدة وداعش وخدعت المحافظات الغربية بها ، والقضية الكردية التي هي دولة بحد ذاتها .
بقيت المرجعية هي صاحبة الراي في احرج الاوقات التي يمر بها العراق من حيث ما يتعرض له من ازمات سواء كانت سياسية او اقتصادية وحتى عسكرية ، وهنا لجات امريكا لاستخدام اجندتها العميلة في العراق لتحقيق ما تصبو اليه وبطرق لا يعنيها شرعية او غير شرعية وهي اي امريكا بسفارتها وقواعدها مسؤوليتها الاولى مراقبة العراق للحفاظ على امن الكيان الصهيوني ، وقد تلقوا ضربة في الصميم عندما اعلنت المرجعية فتوى الجهاد الكفائي وتشكيل قوة عسكرية عقائدية عملت ايران ولبنان على تدريبها ومساعدتها .
المشكلة ان الحكومة العراقية لايمكن ان يكون لها قرار واحد لكل وزرائها ، اتذكر ايام المالكي وازمة سوريا كان موقف المالكي مع الحكومة السورية اما وزير الخارجية هوشيار زيباري كان ضد الحكومة السورية واليوم لم نر اي موقف او مبادرة من وزير خارجية العراق فيما يخص فلسطين ولبنان ، بل تعلمون ان احد الردود الايرانية على الاعتداءات الصهيونية كان قصف مقر الموساد في اربيل .
الشعب العراقي شعب واعي ويعلم بما يجري على الساحة العراقية والعربية ، ولكنه قاسي جدا اتجاه التلكوء الحكومي باتجاه ملفات العراق الداخلية ،وتعلم امريكا من السهولة استنهاض هذا الشعب لاسيما الاكثرية للقيام بمظاهرات ضد السفارة الامريكية ، وهنا تلجا امريكا الى الاساليب غير الشرعية في الرد على الموقف العراقي .
الحكومة العراقية باجمالها تريد رضا ايران ورضا امريكا وامريكا تربط رضاها برضا الكيان الصهيوني ، ولو حدث من باب الافتراض اجتماع امريكي ايراني فيما يخصهم من خلاف فان امريكا ستهزم وتتكلم مع ايران بعنجهية وورقتها القوة العسكرية والحصار وهذا لا يؤثر على الطبع الايراني العنيد المتمسك بعقيدته وارضه وشعبه .
وهنا اصبح العراق مسرح اعتداء صهيوني ورد ايراني وبمؤازرة امريكا للصهاينة ومواجهة رد ايران ، والمقاومة العراقية التي تدعم لبنان وفلسطين هي محل اعتراض امريكا عليها ولكن في اخر تصريح للمالكي عندما أولت وسائل اعلام صهيونية قول السيد السيستاني بحصر السلاح بيد الدولة انه المقصود سلاح المقاومة فرد المالكي قائلا سلاح بعض العشائر وليس سلاح المقاومة الذي هو جزء من سلاح الجيش العراقي ، طبعا فاتني ان اذكر عملت الكتل الشيعية ومن معها على جعل هيئة الحشد الشعبي هيئة رسمية قانونية ، وبالرغم من ذلك قامت القاعدة العسكرية الامريكية بشن اكثر من غارة على بعض مواقع الحشد الشعبي في العراق ، وليس هذا بل دائما تعرقل قوات الحشد الشعبي في الصحراء الغربية من تطهيرها من خلايا داعش المدعومة امريكيا بل في بعض الاحيان تسمح امريكا للارهابيين في سوريا باللجوء الى العراق عن طريق البوكمال للاختباء اذا ما اشتد عليهم القتال من قبل القوات السورية ومن يدعمها .
الحكومة العراقية المتمثلة برئيس الوزراء محمد شياع السوداني لها مواقف مؤازرة علنية للبنان وفلسطين بل هو اول من بدا بارسال مساعدات طبية وغيرها الى لبنان ،وهذا لا يرضي امريكا ، حاولت امريكا باثارة الشارع العراقي كما فعلت ايام عادل عبد المهدي عندما وقع الاتفاقية الصينية لكنها الى الان لم تنجح ، وفي نفس الوقت فان السيد مقتدى الصدر برغم من ابتعاده عن السياسة الا ان مواقفه المؤازرة للقضية الفلسطينية ولبنان تعد ضربة اخرى للمخططات الامريكية في العراق .
لهذا اغلب مشاكل العراق الداخلية هي بسبب التدخل الامريكي اولا واخيرا وقد علم الشارع العراقي تدخل السفراء الامريكيين علنا بالشان الداخلي العراقي ، وامريكا تتهم ايران بانها هي من تتدخل بالشان العراقي وشكل التدخل هذا هو اي قرار تطالب به الكتل الشيعية او تصوت عليه يقال انه بتوجه ايراني .
نعم السياسة العراقية هي حمل البيضة والحجر .
https://telegram.me/buratha