کريم النوری
ان الذي استشرف اهمية وتأثير المحيط الاقليمي والدولي على التغيير في العراق بوقت مبكر هو شهيد المحراب(قدس) معتبراً بان هذا المحيط هو ركن اساسي وعامل كبير في انجاح المشروع العراقي الجديد وكان من اولويات مشروعه السياسي التغييري في العراق.وتعامل العراق الجديد بروح الانفتاح والتفهم مع المحيط العربي والاقليمي ولم يتأثر كثيراً بالهستيريا العامة التي اجتاحت المنطقة بعد سقوط الطاغية صدام بالطريقة التي جرت في التاسع من نيسان 2003.لا نتعامل مع مواقف الاخرين المنفعلة وهواجسهم بطريقة مماثلة ولن نصم اسماعنا لدعوات وتصريحات التقارب الاقليمي الجديد باتجاه العراق بطريقة ماضوية استصحابية بل نرحب بكل خطوة ايجابية تغادر عقلية التآمر والضدية والضغينة.ليس من الصحيح ان ننغلق تماماً امام الخطوات العربية والاقليمية التي تصب في مصلحة العراق وان الموقف العربي والخليجي على وجه التحديد هو منعطف كبير في علاقاتنا مع اشقائنا .الخطوة الاماراتية واطفاء ديونها مع العراق لم تأت من فراغ بل جاءت نتيجة احداث ميدانية وزيارات اخوية عكست حسن الظن وبددت غيوم ازمة الثقة ولعل الزيارة التي قام بها سماحة السيد عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي لدولة الامارات العربية ولقائه مع اشقائه من الامراء والشيوخ كشفت عن الوعي العراقي المتقدم والتفكير النوعي لساسة العراق والواقعية التي أبداها سماحة السيد عمار الحكيم في مباحثاته مع زعماء دولة الامارات العربية كانت مؤشرات ايجابية زادت من اعجابهم بالعقلية المتألقة لقادة العراق.وزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي جاءت تتويجاً لكل هذا الحراك الدبلوماسي والزيارات الاخوية لدولة الامارات العربية وهو ما يعزز قناعة مهمة وهي ان الجهود العراقية الجماعية لقادة العراق تكمل احدهما الاخرى وتصب في نهاية المطاف لمصلحة العراق وقضاياه المصيرية.وهذا الجهد الكبير الذي يبذله قادة المجلس الاعلى يتسق مع جهد الحكومة وتحركها على المسار الدبلوماسي ويمهد لها الطريق المتبصر بعيداً عن الشخصنة والفئوية ويؤشر على تضحية وعزيمة واخلاص زعماء المجلس الاعلى وتفانيهم من اجل مصلحة العراق دون منة او تفضل على غيرنا لاننا نعتقد بان هذه الجهود من واجباتنا الوطنية التي لا تقبل المزايدة والادعاء او المتاجرة والرياء.
https://telegram.me/buratha