المقالات

عامان من عمر الحكومة

617 2024-11-06

ثامر الحجامي

لطالما كانت العملية السياسية في العراق حبلى بالمفاجآت، سواء على مستوى الاحداث أو مستوى الشخوص، ولعل أبرز تلك الاحداث هي النتائج التي تظهر بعد إجراء كل إنتخابات برلمانية، فتتغير موازين القوى السياسية فيها، صعودا أو هبوطا دون أن نلحظ إستقرارا في مقاعد أي كتلة برلمانية مشاركة في العملية السياسية.

كان من نتيجة عدم الاستقرار هذا هو ما حصل بعد إنتخابات 2021، وكيف إنقسمت القوى السياسية فيما بينها الى درجة كسر العظم وإجتثاث الطرف الاخر، حتى وصل الصراع بالأسلحة الى شوارع المنطقة الخضراء وإقتحام القصر الرئاسي، وبقي العراق بدون حكومة لمدة عام كامل، يعض كل طرف على إصبع الاخر بإنتظار أن يصرخ من الألم، مما هدد العملية السياسية بالإنهيار وإدخال العراق في نفق مظلم يعرف أوله ولا تعرف نهايته.

بعد هذه الفوضى الكبيرةالتي لم تشهدها العملية السياسية سابقا، إنجلت الغبرة وإنقشعت الغيوم بتكليف السيد محمد شياع السوداني رئيسا للحكومة ونيلها ثقة مجلس النواب في 27 تشرين الثاني 2022 معلنة بداية مرحلة جديدة في الواقع السياسي العراقي، اساسها المراهنة على النجاح وتجاوز إخفاقات المراحل السابقة، والتخلص من التراكمات التي عطلت عجلة النمو والبناء، وتلافي المشاكل الكبيرة التي عانت منها شرائح كبيرة في المجتمع العراقي.

لعل أبرز المهام كانت أمام الحكومة الجديدة، كان إستعادة ثقة الشارع العراقي بالعملية السياسية أولا وبالأداء الحكومي ثانيا، بعد فقدانهما بسبب الاحداث التي سبقت تشكيلها والاداء الفاشل للحكومة السابقة، ثم جملة من الملفات الكبيرة على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي، أهمها كان محاربة الفساد الذي نخر أساسات العملية السياسية، ومن أبرزها صفقة القرن التي لم تنتهي فصولها الى الان، وعلاقة المركز مع الاقليم التي ما زالت تجري وفق تفاهمات خارج نصوص الدستور ! .

على المستوى الاقليمي والدولي، نجحت الحكومة الى حد ما في مد اواصر العلاقات مع الدول الاقليمية والعالمية لاسيما المؤثرة منها، وكان لزيارات رئيس مجلس الوزراء لدول عدة تأثير في إشعار تلك الدول بحقيقة الواقع السياسي في العراق، لكن النجاح الابرز هو أبعاد العراق عن الصراع الكبير الذي يجري في الشرق، وعدم إدخاله في أي محور من محاور الصراع، مع الاحتفاظ بثوابت العراق الاساسية في دعم الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، هذا الدعم الذي تحول الى واقع ملموس على الارض وليس مجرد شعارات.

ينظر العراقيون الى الملف الابرز الذي واجهته الحكومة وهو ملف الخدمات بنظرات متباينة، فبعضهم يراها لم تحقق المنشود، وآخرون يرون أنه ليس بمستوى الطموح، بينما بيانات الحكومة تؤكد أنها أنجزت ملفات كبيرة وكثيرة على مستوى الخدمات والتوظيف وتخفيض نسب البطالة، وإكمال مشاريع كان متعطلة ومتوقفة منذ سنين عدة، لكن كل هذا لم يرضى طموح العراقيين الذين ما زالوا يعانون من بنى تحتية متهالكة تحتاج سنين من العمل المتواصل للنهوض بها.

تحديات عدة تواجه الحكومة الحالية، لعل أبرزها التحديات المالية والنقدية، والنهوض بالواقع الاقتصادي العراقي، وإنهاء مهام التحالف الدولي في العراق، والنهوض بمستوى الاداء الحكومي الذي يستلزم عدة تغييرات وزارية، والحرص على أن يكون العراق منطقة للإلتقاء وليس ساحة للصراع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك