المقالات

الإمارات تقدم حلوى عربية لأطفال العراق ... إسقاط الديون

1279 03:58:00 2008-07-07

بقلم جميل محسن

لا يمكن التوقع أو حتى الحلم بمستقبل زاهر لنا نحن أهل العراق بعد سنة أو اثنتين أو حتى أكثر , وللمتشائمين بدرجة أعلى أقول ربما لايزال العراق يسير نحو مستقبل مجهول تسحبه من كافة الجهات أطماع السياسيين المستجدين والقدامى , ضمن تيارات لا تريد أن ترى أو تصدق أن الجميع في مركب واحد , لاتستطيع أي مجموعة أن تدمر موقعها أو قمرتها بحجة التملك وحرية التصرف دون أن يغرق الآخرين , كما تتلاطم من حول المركب نفسه عواصف وأمواج من أجندات غريبة خارجية متنوعة , تجد العون والمساندة من الداخل في غياب القيادة الواحدة التي تحدد المسار الصحيح . - كما لست في وارد حديث المثاليات والنصائح , ولكنها رؤية واقعية لمستقبل وطن ودولة نريدها متحررة وقبل كل شيء من أثقال التعويضات والديون وفوائدها وتراكماتها واستقطاعاتها , والاستغلال السياسي البشع لها , سواء من قبل سياسيين محليين يساومون الوطن قبل الدائن على درب الخلاص منها , أو من دول لاتنظر للعراق كبلد شقيق أو جار على الأقل , يمكن التعاطي معه بشكل طبيعي وسليم , ولكن كوحش يجب إبقائه مغلولا أو داخل أسوار سجن في أسوأ الأحوال , أو الحذر منه وتجنب الأخذ بيده للنهوض إن سقط في أحسنها . - من هنا ينبغي النظر إلى مسالة الديون والتعويضات , وتوالي حلولها والتعامل الايجابي حين تداولها من مختلف دول العالم البعيدة عنا , والمتفهمة لما يمر به البلد بغض النظر عمن يجلس على كرسي الحكم فيه , أو مقدار ضعف و قوة نظامه الحالي , مادامت صفحة مؤلمة قد طويت , مليئة بالحروب والحصارات وعدم الثقة المتبادلة بين أهل الحكم في العراق والعالم بأسره , وما نلاحظه اليوم من مرحلة انتقالية تتطلب التخلص من القيود لا مراكمتها وإبقاء الماضي حيا بكل سلبياته بدل النظرة المستقبلية التي يبدو أن أهل المسؤولية في الإمارات قد وعوها , ورموا خلفهم ديون كبل بها شعب العراق ودفع الدماء الغالية ليراها تتراكم لا لتخلص أجياله القادمة من الأخطار وتمنحهم الأمن والاستقرار . - فهمت الإمارات ماغاب عن إدراك الآخرين , بان هذا الطفل العراقي الذي ولد قبل سنوات قليلة , قد جاء يطوق عنقه ويقيد رقبته حصة قدرية من دين وتعويضات مركبة الفائدة واجبة السداد , تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات , لو لم تزال وتلغى , ستخلق له مشكلة وطن يعيش ليسدد للآخرين , أثمان وفوائد أسلحة وعتاد أرسلت أليه وبها قتل العديد من آبائه وأعمامه , والمطلوب الآن أن تتحكم بمستقبله , وقد لاتكون كل الأمور بهذه السوداوية والقلق , ولكنها صفحات ماضية تستوجب الغلق والتمزيق وجعلها عبرة للمستقبل , لا سكاكين مطوية ومخبأة يمكن إشهارها لتبدأ دورة العنف من جديد . - ليس أهل الحكم من سيستفيد من إزالة الديون , لان الحاكم اليوم غالبا والكل يعلم لديه متراكم ملياري هو غير مؤهل لاستثماره بشكل صحيح لوخلصت النيات , ولكن الجهل والفساد لا يستمر , ولست في وارد الدفاع أو انتقاد الإدارات الحكومية الحالية , ولا تصور أن إسقاط الديون سيصب في مصلحتها بأكثر مما يوفر للأجيال العراقية القادمة متنفس اقتصادي وميزانية لاتشكو العطب وقيود الأشقاء , التي ستولد حقدا وضغينة تكون زادا لأول مغامر يبحث عن أمجاد حربية لا تعاون وتكامل اقتصادي بين شعوب ودول لديها الكثير من مقومات النجاح حال توفر الأرضية الاقتصادية المشتركة . - ربما ستتذكر الأجيال القادمة إذا جلس أطفال اليوم رجال الغد في العراق حول جرده حساب , لماض يريدون نسيانه , أن دولة الإمارات العربية قد حققت الاختراق الخليجي , و رفعت عن كاهلهم أثقال مليارات , تحولت أثمانها إلى (حلوى ) وغذاء ودواء ومدارس ومستشفيات ومعامل وجامعات , وارتفع معدل التبادل التجاري , وتحول الحدث إلى درس ايجابي لدول الجوار , التي بدأت بالتفهم بان كسب أجيال العراق المستقبلية خير لها من ديون وتعويضات أنتجت للعالم , أوربيا , هتلر وألمانيا النازية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2008-07-08
رحم الله الشيخ زايد و بارك له في ابنائه
حيدر المالكي
2008-07-07
خطوة حلوة من الامارات وبقي راس الارهاب ال سعود الذين ارسلوا لنا الارهابيين لقتل اطفالنا في العراق !! وكذلك جار الشؤم الكويت التي تتامر مع محافظ البصرة على العراق عبر الزيارات المكوكية السرية للمحافظ واخيه !!! اقول هنا على الحكومة المنتخبة الشريفة بتقديم دعوى عبر المحكمة الدولية لادانة السعودية والكويت لمساعدتهم صدام الاعوج ابن العوجة في الحرب مع ايران و وعندنا الادلة الكافية !! وكذلك مقاضاتهم لانهم السبب في قتل و عوق ملايين من الشبان في العراق بسبب اموالهم التي هي كانت منحة لصدام !!!
رياض عباس
2008-07-07
انشاء الله كده عيال زايد رحمه الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك