المقالات

مثالان لمثال ..... ربطة العنق ومصافحة باراك

2041 16:20:00 2008-07-05

بقلم : سامي جواد كاظم

من المخطئ ومن المصيب ؟ غالبا ما ترافق المسؤول العراقي اثناء جولاته خارج العراق بعض المواقف التي يتصرف ازائها طبقا لرؤياه السياسية وقد تكون ممزوجة بالشخصية .  هذه التصرفات تكون مرصودة لمن يوالي ويعادي هذه او تلك الشخصية ، وتبدأ التعقيبات والتي غالبا ما تكون غير منصفة او فيها اجحاد اكثر مما يستحق صاحب هذا الموقف .

بالامس ثارت ثائرة مثال الالوسي وهو يشاهد السيد المالكي خلال زيارته الخامنئي وهو من غير ربطة عنق فبدأت تعقيبات الالوسي والتي لم تكن موفقة بالمرة ، كما وان مثل هكذا حدث لا يستحق الكلام والتعقيب ، وحتى لو فرضنا جدلا ان المالكي لم يرتدي ربطة العنق اكراما لمن لا يعجبه ارتدائها فان هذا يدل على الخلق في مراعاة شعور الاخرين كما وانها تعد من الدبلوماسية التي غالبا ما يتصرف وفقها المسؤول الحكومي . ولكن تم ربط ربطة العنق مع التطورات الايرانية على الساحة العراقية حسب ما يرد من انباء عن ذلك وان كنت اعتقد انها لم تكن بالحقيقة متطابقة مع الاصل الا ان هذا الامر لا يمكن له ان يدور في خلد المالكي وعلى اثره لم يرتدي ربطة العنق .المهم تعليق الالوسي هذا فتح الباب على مصراعيها لكل من يحمل في قلبه ضغينة على المالكي وتاويل هذا الموقف مع ما يتناغم ورايه عن المالكي . اليوم اطل علينا موقف اخر لاعلى شخص مسؤول في العراق الا وهو رئيس الجمهورية وهو يصافح وزير الدفاع الاسرائيلي ، ومثل هذا الموقف يعد مادة دسمة للاعلاميين فهذا يندد والكردي يدافع .

لنبدأ بالجذور كل الدول العربية تضع خطوط حمراء على التعامل مع الكيان الصهيوني سابقا والسبب هو اغتصاب ارض ولو القينا نظرة منصفة وعادلة على حكام العرب لنجد من بينهم من هو غاصب لحكم وارض وشعب واتعس حتى من شارون فلماذا هذا الكيل بمكيالين ؟  المهم بعد ان تمرغ انف الدول المواجهة للدولة العبرية في التراب بدات تترا هذه الدول بالتصالح والمصافحة السرية والعلنية مع حكام اسرائيل .اجرام اسرائيل لا يمكن لاي فرد انكاره او التغاضي عنه والمهم كيف التصرف مع الوضع الراهن الان ؟المصافحة صحيحة وغير صحيحة ، صحيحة كفكرة والغاية منها عندما تكون سليمة وغير صحيحة عندما كانت بهذا الشكل .

المعلوم لدى الكل ولعل مصر اول دولة اعلنت عن علاقات اسرائيلية كردية والتي سبق لهذه العلاقة حاضرة ايام ملا مصطفى البرزاني واحد شهودها الذي كان ضمن الحماية او المرافقين للبرزاني انذاك هو محمود عثمان العضو في البرلمان الان فكان على اطلاع لمثل هكذا لقاءات ، اذن هل يمكننا ان نقول ان هذه المصافحة كردية اسرائيلية ؟ واما اذا اعتبرناها سلبية فمن هو الذي له الحق في الحكم عليها ؟ وكما يقولون من كان منكم بلا خطيئة فليرجم ، فمن هو الذي من غير خطيئة حتى يحق له انتقاد الطالباني ؟

الامر المذهل ان هذه اللقاءات تكون بشكل مفاجيء ومن غير مقدمات لهذا تثير ضجة اعلامية الا انها سرعان ما تخفت كما حدث مع علاوي عندما صافح شارون وحتى الرئيس الايراني السابق خاتمي حدث له نفس الموقف اعتقد عند تشيع جنازة البابا .

والان هل يمكن ان تكون هذه المصافحة على خلفية امر حدث ام سيحدث ؟ اعتقد انها على خلفية امر حدث اما سيحدث فان الاهول قد حدث ومن يضمن انه لا يوجد من له علاقة بالدولة العبرية ضمن الجيش الامريكي .سابقا الم يتردد في الانباء ايام حكم الطاغية ان ديفيد كي المفتش المنسوب من قبل الامم المتحدة في العراق كان ضايط يعمل مع الموساد الاسرائيلي ؟ اذن مسالة التنديد بهذه المصافحة باتت مسالة روتينية ؟الطالباني معروف عنه التواضع الشديد مع الغير حتى انه ينسى صفته الرسمية في كثير من لقاءاته ولايبان عليه انه رئيس جمهورية وهذه الحالة هي كالمصافحة صحيحة وغير صحيحة ، المهم نتيجة لهذا الانطباع الذي يتصف به الطالباني ظهرت مصافحته لباراك بحرارة غير مالوفة مما جعلها مستهجة لدى من لم يعتاد على هكذا منظر باعتبار ان رئيس جمهورية العراق يصافح الوزير الاسرائيلي وهذا يعد ضرب من الخيال . انا اعتقد افضل ما تكون عليه العلاقة مع اسرائيل هو عدم التهجم عليها كما وعدم مدحها والحديث عنها بعقلانية انها دولة موجودة شانا ام ابينا وبذور تكوينها لا تختلف عن كثير من الدول العربية والغير عربية لو عدنا بالتاريخ الى الوراء ، المهم حال الحاضر هو هذا الحال وكيف التعامل معه مع حقظ حقوقنا وعدم اثارة الكراهية الضغناء مع الغير .

من كل هذا لم نسمع بموقف الالوسي عن هذه المصافحة اسوة بربطة عنق المالكي ام لان له مثلها قبله فسكت ؟اخبرا وخارج اطار الموضوع اذكر لكم هذه الرواية من باب اللطافة ، في احدى زيارات نوري السعيد الى مصر وفي اليوم المخصص لزيارة عبد الناصر نزل من سيارته نوري السعيد امام قصر الرئاسة وهبت رشقة هواء تطايرت معها سترته فظهر مسدسه في محزمه فراى السكرتير الشخصي لناصر هذا الموقف فاستجمع كل خلقه الدبلوماسي ليوضح لسعيد ان حمل المسدس اثناء لقاء ناصر غير صحيح فقال له اعتقد الباشا كان على عجالة من امره لدرجة انه نسي ترك المسدس في قصره فقال له السعيد (امش زوج ) يقول السكرتير الى هذا اليوم لم اعلم كيف عرف نوري السعيد اني متزوج مع العلم اني لم البس حلقة الزواج .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2008-07-06
ادري رحم الله والديكم ممكن اعرف ليش متنشرون تعليقاتي؟شنو اتخافون؟لو قلقين يحجي عليكم بالاعلام ؟اني انطيكم معلومات من داخل بيته بس انتم ما ادري اشلون تعليق اتريدون؟ولكم جزيل الشكر
علي
2008-07-06
اطردوا مثال من الكرادة لانه خطر وجاسوس نراه يتكلم فقط على الحكومة ويحاول في كل مرة ان يجد له سببا حتى يتكلم وبالامس الكل يعرف كيف تواطئ مع البعثوتيار اثناء احداث الزيارة الشعبانية وعندما خاف من البعثوتيار اعلن تاييده لهم قبل دخول القوات العراقية الى الثورة وفي البداية كان يتمسكن والان بيّن اصله الحقيقي فعندما يصافح باراك عادي ولكن المالكي لانه محترم احترم الخامنئي فمابها ولان مثال بهلواني مثّل مسرحيته امام السفارة العراقية بزمن صدام وكان سكران لم يعرف مايقول !!! شلون نماذج تعبانة!!
زينب العذاري
2008-07-05
أحسنت يااخي كاتب المقال ,لقد كان طرحك بمنتهى الموضوعيه والعقلانيه .
عراقي\النجف
2008-07-05
والله ان رجعنا للحق فانننا كعراقيين علينا ان ننتقد ونسأل السيد رئيس جمهوريتنا المحترم ونستغرب عندما يقبل ويحضن ويتصافح مع المسؤلين العرب المتأسلمين وهم يعلنون العداء له ولشعبه منذ سقوط طاغيتهم الى يوم يهلكون بأذنه تعالى وللعلم فان العراقيين الذين استشهدوا بسبب حقارة واجرام من ينتقدون المام على المصافحة يفوق الاف المرات واقسم بالله بدون مبالغة قتلى الاسرائيليين على مدى سنوات احتلالهم للاراضي العربية التي تنازل عنها حكامها لاجل بقاءهم اذلة خاسئين على كراسيهم الظالمة لشعوبهم ولشعبنا
ابو هاني الشمري
2008-07-05
اسرائيل احتلت ارض فلسطين وهناك شعب يناضل من اجل استرجاع بعض ارضهومنذ اك50 عاما ولكن قبل اكثر من 200 سنه ارض الجزيره العربيه اغتصبت من قبل عصابه اسمها ىل سعود وغيرت اسم تلك البلاد بأسم تلك العصابه.والعجيب ان لاأحد يتكلم عن ذلك وحتى اهل تلك الارض(النجديون والحجازيون) لا يتحركون لاخراج تلك العصابة من ارضهم وارجاعها الى اهلها بل سكتوا سكوت الذي على رأسه الطير .. اما عن المصافحة وربطة فالكاتب الذي يتطرق لها بذم يجعلني اضحك لانه كمن يحدثنا بنكتة طريفه هو بطلها الذي نضحك عليه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك