بقلم : سامي جواد كاظم
من المخطئ ومن المصيب ؟ غالبا ما ترافق المسؤول العراقي اثناء جولاته خارج العراق بعض المواقف التي يتصرف ازائها طبقا لرؤياه السياسية وقد تكون ممزوجة بالشخصية . هذه التصرفات تكون مرصودة لمن يوالي ويعادي هذه او تلك الشخصية ، وتبدأ التعقيبات والتي غالبا ما تكون غير منصفة او فيها اجحاد اكثر مما يستحق صاحب هذا الموقف .
بالامس ثارت ثائرة مثال الالوسي وهو يشاهد السيد المالكي خلال زيارته الخامنئي وهو من غير ربطة عنق فبدأت تعقيبات الالوسي والتي لم تكن موفقة بالمرة ، كما وان مثل هكذا حدث لا يستحق الكلام والتعقيب ، وحتى لو فرضنا جدلا ان المالكي لم يرتدي ربطة العنق اكراما لمن لا يعجبه ارتدائها فان هذا يدل على الخلق في مراعاة شعور الاخرين كما وانها تعد من الدبلوماسية التي غالبا ما يتصرف وفقها المسؤول الحكومي . ولكن تم ربط ربطة العنق مع التطورات الايرانية على الساحة العراقية حسب ما يرد من انباء عن ذلك وان كنت اعتقد انها لم تكن بالحقيقة متطابقة مع الاصل الا ان هذا الامر لا يمكن له ان يدور في خلد المالكي وعلى اثره لم يرتدي ربطة العنق .المهم تعليق الالوسي هذا فتح الباب على مصراعيها لكل من يحمل في قلبه ضغينة على المالكي وتاويل هذا الموقف مع ما يتناغم ورايه عن المالكي . اليوم اطل علينا موقف اخر لاعلى شخص مسؤول في العراق الا وهو رئيس الجمهورية وهو يصافح وزير الدفاع الاسرائيلي ، ومثل هذا الموقف يعد مادة دسمة للاعلاميين فهذا يندد والكردي يدافع .
لنبدأ بالجذور كل الدول العربية تضع خطوط حمراء على التعامل مع الكيان الصهيوني سابقا والسبب هو اغتصاب ارض ولو القينا نظرة منصفة وعادلة على حكام العرب لنجد من بينهم من هو غاصب لحكم وارض وشعب واتعس حتى من شارون فلماذا هذا الكيل بمكيالين ؟ المهم بعد ان تمرغ انف الدول المواجهة للدولة العبرية في التراب بدات تترا هذه الدول بالتصالح والمصافحة السرية والعلنية مع حكام اسرائيل .اجرام اسرائيل لا يمكن لاي فرد انكاره او التغاضي عنه والمهم كيف التصرف مع الوضع الراهن الان ؟المصافحة صحيحة وغير صحيحة ، صحيحة كفكرة والغاية منها عندما تكون سليمة وغير صحيحة عندما كانت بهذا الشكل .
المعلوم لدى الكل ولعل مصر اول دولة اعلنت عن علاقات اسرائيلية كردية والتي سبق لهذه العلاقة حاضرة ايام ملا مصطفى البرزاني واحد شهودها الذي كان ضمن الحماية او المرافقين للبرزاني انذاك هو محمود عثمان العضو في البرلمان الان فكان على اطلاع لمثل هكذا لقاءات ، اذن هل يمكننا ان نقول ان هذه المصافحة كردية اسرائيلية ؟ واما اذا اعتبرناها سلبية فمن هو الذي له الحق في الحكم عليها ؟ وكما يقولون من كان منكم بلا خطيئة فليرجم ، فمن هو الذي من غير خطيئة حتى يحق له انتقاد الطالباني ؟
الامر المذهل ان هذه اللقاءات تكون بشكل مفاجيء ومن غير مقدمات لهذا تثير ضجة اعلامية الا انها سرعان ما تخفت كما حدث مع علاوي عندما صافح شارون وحتى الرئيس الايراني السابق خاتمي حدث له نفس الموقف اعتقد عند تشيع جنازة البابا .
والان هل يمكن ان تكون هذه المصافحة على خلفية امر حدث ام سيحدث ؟ اعتقد انها على خلفية امر حدث اما سيحدث فان الاهول قد حدث ومن يضمن انه لا يوجد من له علاقة بالدولة العبرية ضمن الجيش الامريكي .سابقا الم يتردد في الانباء ايام حكم الطاغية ان ديفيد كي المفتش المنسوب من قبل الامم المتحدة في العراق كان ضايط يعمل مع الموساد الاسرائيلي ؟ اذن مسالة التنديد بهذه المصافحة باتت مسالة روتينية ؟الطالباني معروف عنه التواضع الشديد مع الغير حتى انه ينسى صفته الرسمية في كثير من لقاءاته ولايبان عليه انه رئيس جمهورية وهذه الحالة هي كالمصافحة صحيحة وغير صحيحة ، المهم نتيجة لهذا الانطباع الذي يتصف به الطالباني ظهرت مصافحته لباراك بحرارة غير مالوفة مما جعلها مستهجة لدى من لم يعتاد على هكذا منظر باعتبار ان رئيس جمهورية العراق يصافح الوزير الاسرائيلي وهذا يعد ضرب من الخيال . انا اعتقد افضل ما تكون عليه العلاقة مع اسرائيل هو عدم التهجم عليها كما وعدم مدحها والحديث عنها بعقلانية انها دولة موجودة شانا ام ابينا وبذور تكوينها لا تختلف عن كثير من الدول العربية والغير عربية لو عدنا بالتاريخ الى الوراء ، المهم حال الحاضر هو هذا الحال وكيف التعامل معه مع حقظ حقوقنا وعدم اثارة الكراهية الضغناء مع الغير .
من كل هذا لم نسمع بموقف الالوسي عن هذه المصافحة اسوة بربطة عنق المالكي ام لان له مثلها قبله فسكت ؟اخبرا وخارج اطار الموضوع اذكر لكم هذه الرواية من باب اللطافة ، في احدى زيارات نوري السعيد الى مصر وفي اليوم المخصص لزيارة عبد الناصر نزل من سيارته نوري السعيد امام قصر الرئاسة وهبت رشقة هواء تطايرت معها سترته فظهر مسدسه في محزمه فراى السكرتير الشخصي لناصر هذا الموقف فاستجمع كل خلقه الدبلوماسي ليوضح لسعيد ان حمل المسدس اثناء لقاء ناصر غير صحيح فقال له اعتقد الباشا كان على عجالة من امره لدرجة انه نسي ترك المسدس في قصره فقال له السعيد (امش زوج ) يقول السكرتير الى هذا اليوم لم اعلم كيف عرف نوري السعيد اني متزوج مع العلم اني لم البس حلقة الزواج .
https://telegram.me/buratha