( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )
لربما من الصعب أن نتحدث في هذا الوقت عن شخصية كبيرة كشخصية سماحة السيد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (طيب الله ثراه) والتي نبعت شخصيته من ارث عائلة تاريخية دينية علمية عراقية عريقة عُرفت بالمواقف والجهاد والصبر والمصابرة فكلنا قرأ موقف سماحة آية العظمى السيد محسن الحكيم المرجع الديني في ذلك الوقت من قضية فلسطين وكلنا قرأ موقفه الصارم والصريح في دفاعه عن الأكراد السنة وحرمت دمائهم حينما قمعوا في فتره من الفترات وحينئذ حينما تتحدث عن سماحة السيد محمد باقر الحكيم إنما نتحدث عن سلسلة متواصلة من الخير والعطاء فهو خير خلف لخير سلف فالحديث عنه هو حديث عن مجموع صفات تركبت وتعشقت في شخصيته فإذا تحدثت عن العلم وطلبه فقد فاق أقرانه بالعلم والمعرفة واخذ الصدارة في فن الخطابة والتدريس في الحوزة العلمية في النجف الأشراف وإذا تحدثت عن شجاعته فهو في مقدمة المجاهدين الذين قارعوا الظلم والظالمين وصبروا على الأذى والمؤذين وإذا تحدث عن موقفه فهو صاحب المواقف العظيمة وقد عاش ثلث حياته أو نصفها غريبا عن أهله ووطنه بسبب مواقفه تجاه الأنظمة الحاكمة التي حاربت الإسلام والمسلمين فكان لها بالمرصاد وادخل إلى السجن أكثر من مرة وعذب وكسرت يده وحورب شتى أنواع الحروب النفسية والجسدية لأنه كان يحمل همَّ دين ووطن ولأنه ابن العراق فقد عمل للعراق وللعراقيين جميعا دون أن ينظر إلى دين أو مذهب أو قومية وبقي سنواته يعيش همَّ وطنه ومواطنيه ويذهب هنا وهناك يتجول بين البلدان لشرح قضية العراق ومأساة أهله إلى أن قدر الله وسقط النظام وكُشفت الحجب وكان القدر أن يدخل من مدينة البصرة من مدينتي التي ولدت فيها وعشت فيها وأتمنى أن أموت فيها ولربما كنت أنا الشخصية الوحيدة من أقراني وأتباع مذهبي حينما ذهبت إلى الشلامجة المنطقة الحدودية بين البصرة وإيران لاستقبال سماحته وكانت بدعوة كريمة من سماحة السيد عبد الكريم الجزائري ( ممثل السيد الحكيم حاليا ) وحين ألقى خطبته على جماهير البصرة ازددت معرفة إلى معرفتي أن الرجل الذي يخطب أمامي هو رجل امة تغَرّب عن بلده وتحمل آهات السجن وتعذيب الجلادين لأجل العراقيين جميعا فهو لن ولم يركع لهم أبدا وإطلاقا نعم كان يعمل عملا دؤبا لكنه لم يعمل عملا لمذهبه فحسب إنما كان يعمل للعراقيين جميعا وهنا أدركت انه كان رمزا للوحدة الوطنية والدينية وهذه هي صفة القائد وهذا هو الإرث الذي حمله لكي يدافع عن أبناء شعبه وكان الله تعالى قد قدر له أن يرى النصر بعينيه وان يتذوق ثمرة الجهد والجهاد الذي بذله ولهذا استهدفه المجرمون وختم له حياته في خطبة كان يدافع فيها عن الإنسانية حينما تحدث في صحن سيدنا علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه وأرضاه )و كان يُوبخ قتلة ممثل الأمين العام منديلوا الذي استهدفه المجرمون لأن سماحته كان يحمل منهجا وفكرا عالميا يهما ياخد بيد العراقيين وما أصابهم من ويلات الحروب والفتن ولكن الأمل لم ينقطع بل أودعه بأخيه سماحة السيد عبد العزيز الحكيم وولده الأجل السيد عمار الحكيم وهنا لابد من عتب أقدمه للإخوة المنظمين في النجف الذين نظموا المؤتمر بمناسبة الذكرى الخامسة لأستشهاد السيد الحكيم والعتب هنا لأنهم لم يقدموا لنا دعوة لحضور هذا المؤتمر التاريخي الم نكن نحن الذين سبقنا غيرنا بمواقفنا الصريحة والشجاعة حينما تصدينا لزمر وعصابات القاعدة ألم نكن نحن الذين وقفنا بوجه شيوخ الذبح والسلخ وعلى رأسهم شيطانهم الكبير الزرقاوي ومن لف لفه الم تدوي منابرنا التي حرمنا منها!!!!!!!!!! ونحن ندافع عن شيعة أهل البيت خاصة والعراقيين عامة وهم يقتلون بمفخخات القاعدة وبقايا النظام البائد ألم ندفع الثمن باهظا لأجل هذه المواقف !!! التي يعرفها القاصي والداني وهنا ارفع حزني وتعجبي لسماحة السيد الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي ونجله المجاهد عمار الحكيم لأسألهما لماذا لم تقدم الدعوة لجماعة علماء العراق لكي نحضر هذا المؤتمر وهذا العتب عتب المحب لأحبابه فإننا نؤمن ونعتقد أن سماحة السيد الحكيم (طيب الله ثراه) هو للعراق كله وأتمنى أن تصل مقالتي هذه لأبصار آل الحكيم لينصفونا في هذا الموقف الذي ظلمنا فيه وسنبقى لسانا ناطقا وقلبا نابظا للدفاع عن قضيه العراق والعراقيين وسيبقى قلمنا ومنبرنا يجاهد ويصارع خطوط الظلام والإرهاب والتكفير التي تظهر هنا وهناك ورحم الله شهيد العراق وحبيب العراق وابن العراق سماحة السيد محمد باقر الحكيم (طيب الله ثراه) ورزقنا الشهادة كما رزقه وأطالالله بقاء السيد الحكيم وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوبالجمعة، 04 تموز، 2008،01 رجب، 1429
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha