( بقلم : هادي فخرالدين )
بسم الله الرحمن الرحيم (واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة) البقرة : 30
تحي عائلة الشهيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم والجالية العراقية والاسلامية مراسم ذكرى رحيل شخصية عظيمة مجاهدة علمية واعية قادت مسيرة المواجهة مع الانظمة الشمولية العنصرية الطائفية المتعاقبة وبالخصوص النظام الصدامي المجرم واسياده في احلك ظروف الامة تبعثرا واشدها فوضى ومن تكالب قوى الشر واذنابهم عليها لاستعبادها ونهبها بعناوين براقة واساليب ماكرة ...حيث كان الشهيد بثاقب بصره وببعد نظره وعميق حنكته السياسية على يقين بما ستحول اليه مقدرات البلاد وحيثيات العباد من تغيب الاستقلال والسيادة والحرية والامن اذا لم يحكم الشعب العراقي نفسه حكما حقيقيا. حيث كان لايساوم ولا تأخذه في الله لومة لائم ورفع راية الرفض والمقاومة ومن على منبر صلاة الجمعة يدوى صوته الهادر وبكل صراحة قائلا : "لسنا بقاصرين ولا نحن ايتام ولا بحاجة لمن يقودنا ويرسم لنا طريقنا وفق نظريته وخلفياته الثقافية التي لانتساوق معها ونحن ادرى بشعابنا واعرف بمصالحنا" ...
اصررت بعزيمة لن تلين بتحكيم الشعب العراقي في رسم طريقه وتحديد مصيره ..وكنت رضوان الله عليك تجسد كل معاني الاباء والكرامة والحرية والتحرر من ربقة الهيمنة والانعتاق من التقليد كان جل كفاحك منصبا لبناء عراقا حرا قويا عصريا يحكم نفسه بنفسه بعيدا عن التدخلات الخارجية والتبعية الاقليمية. كان كل جهدك منصبا ببلورة مشروع وطني انساني لامكان فيه للعنصرية ولا للطائفية يشارك فيه كافة مكوناته واطيافة حكما ديمقراطيا حقيقيا ..المعيار فيه للوطنية والكفائة والابداع..لم تؤطرا باطار ولابافق ضيق. كان فضائك رسالة الاسلام ومباديء الانسانية وكانت نظريتك ان خلافة الانسان في الارض لاتعني خلافة التسلط والهيمنة والسلب بل ان الخلافة تعني الاصلاح والرعاية والهداية والتنويروخدمة الناس وهذا يؤزره حشد من الايات والنصوص منها على سبيل المثال (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون) يونس : 14 (ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها) الأعراف:56
وكذلك خطاب الباري سبحانه المباشر لحبيبه ونبيه محمد(ص) في حمل رسالته انك لست عليهم بمسيطر وما عليك الا البلاغ ... فقد ابلغت ياسيدنا حق البلاغ وجهادت حق الجهاد نقي الاردان لم تنجسك الاهواء ولا تدنسك الاطماع وما غيرتك تقلبات الاحوال فما ساومت على القيم ولاترخيت عن الثوابت. عشت حرا ومت سعيدا خالدا في قلوب كل الاحرار والشرفاء ..وان ظن الاقزام باغتيالك سوف تخمد ثورة التغيير فقد خابوا..و نحن اذ نعاهدك ياسيدنا وهذه جماهيرك وابناء امتك الوفية على دربك سائرة مهما طال السرى وحاولوا طمس رسالتك وتغيب مفاهيمك واطفاء جذوتها لكنها ستبقى نورا ينير الدرب للاجيال ونارا تصلى الزبانية . حيث كنت ولازلت جبلا يصد كل العابثين والانتهازيين والارهابيين ..ورمزاللاستنارة و التحرروالوطنيةفسلاما عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
المكان :مجمع الامام علي ملبورن استراليا الزمان :مساء يوم السبت الاول من رجب المرجب الموافق 2008-07-05 بعد صلاة المغرب والدعوة عامة للجميع نساء ورجالمع وجبة غذاء وللجميع اسمى ايات الشكر وجزيل التقدير
سبطك هادي فخرالدين
https://telegram.me/buratha