( بقلم : کریم النوری )
في الذكرى الخامسة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قدس) الى جنب مرقد جده امير المؤمنين وفي الاول من رجب يتجدد الامل ويتبدد اليأس وتعيد الجماهير وقفتها من جديد مع مرجعياتها الدينية وقياداتها السياسية. ثمة محللون ومراقبون وسياسيون لا يقفهون عطاءات الدماء والشهادة ويعتبرونها خسارة فادحة تصيب مسيرتنا السياسية.
نعتقد ان مداد العلماء افضل من دماء الشهداء – كما هو متواتر عن الرسول الاكرم(ص)- ولكن احياناً تكون دماء العلماء مؤثرة ومعبرة اكثر من الكلمات ومحركة للجماهير وموقظة لسبات الوعي ومحيية للضمائر وقد تحتاج الامم دائماً الى صدمة لكي تستفيق من اغمائها وخوائها فتفجر دماء الشهداء كل تراكمات اليأس والتردد والركود.دماء شهيد المحراب أختزلت مراحل التأثير والتغيير وقدمت الوعي الجماهيري خطوات مهمة الى الامام وكشفت مجدداً عن بيعة وولاء الجماهير لقياداتها الشرعية وفشل كل رهانات الاعداء وتعويلاتهم البائسة على اضعاف الترابط الوثيق بين الشعب ورموزه السياسية.
وقد أنتبه الاخرون مؤخراً الى ثمرة وعطاء الدماء على وعي الجماهير وتاثيرها الايجابي على بلورة الموقف الداعم للقوى السياسية الوطنية التي قدمت كل هذه التضحيات فحاولوا منع استثمار هذه الرموز الكبيرة في الحملة الانتخابية متوهمين بان رموزنا الدينية هي صور او لافتات او أناشيد وشعارات بل هي معاني ودلالات في الضمائر وفي القلوب وفي الوعي ولن تستطع كل قوى الارض من انتزاع انتماء وولاء رموزنا من صدورنا.
ليس من حق احد ان يمنعنا من التمسك والاحتفاء برموزنا واذا كانوا يشعرون بالقلق والخوف من تمسك الجماهير برموزها فهذه مشكلتهم وان الجماهير لم ولن تتخلى عن رموزها الدينية والسياسية لان الارتباط لم يكن ارتباطاً صورياً او شعاراتياً بل هو في الوجدان والضمير. فقد أثبتت دماء شهيد المحراب وشهدائنا بان اعداءنا حمقى واغبياء فقد استهدفوا رموزنا من اجل تغييبهم ولكنهم توهموا بان الشهادة وسام رفيع يختزل الثأر والثورة ويؤجج فينا روح التحدي والصمود والتصدي.
https://telegram.me/buratha