(بقلم عمار العامري)
قد يكون من الضروري الفات نظر القارى الى امر معين وهو قرار حكومتا انقرا وباريس بخصوص منع الحجاب وعند السوال عن فلسفة ذلك تجد الجواب بعيد عن الطرح خصوصا عندما يستثني كوفية المسيح وغطاء راس اليهود فيظهر المستهدف حجاب الاسلام. ما انوي توضيحه هو ما جاء في قانون الانتخابات مجالس الانتخابات العراقية،يحظر استخدام اماكن العبادة والرموز الدينية في الحملات الانتخابية. لماذا التاكيد على الجانب الديني فقط؟ فهناك اماكن اخرى اجتماعية وثقافية فمثلا(مضايف العشائر والمراكز الثقافية والاجتماعية والقاعات الرياضية) فزعماء العشائر والوجهاء يحق لهم استخدام مضايفهم للدعاية الانتخابية وهناك الرياضيون لم يمنعهم القانون من استخدام قاعات الالعاب الرياضية في الحملة الانتخابية ولم يشر المشرع في منعه الى مستخدمي المراكز الثقافية والاجتماعية أليس منهم دعاة للثقافة ويستخدمون مراكزهم في الانتخابات. فاذا كان كل هولاء يحق لهم ممارسة نشاطاتهم الانتخابية في المراكز التي توافق تواجهاتهم فلماذا يحظر استخدام دور العبادة على روادها وهم الاسلاميين فقط؟ اذا في الشطر الاول من المنع يحظر على الاسلامي استخدام اماكنه العبادية في الحملة الانتخابية ولايحضر على العلماني واللبرالي استخدام مراكزه الخاصة. اما منع استخدام الرموز الدينية فهذا الامر يحتاج الى وقفه خاصة لماذا الرموز الدينية فقط؟ لماذا لم يشمل المنع الرموز السياسية والاجتماعية والرياضية والعشائرية والثقافية والعلمية وغيرها من الرموز،هل يمنع القانون انصار عبدالكريم قاسم من استخدام صوره؟ وهل يمنع من له ارث عشائري من منع استخدام صور مؤروثه؟اعتقد ان من يمنع استخدام الرموز الدينية هو اما حاقد بغيض او فقير حاقد لايملك ارث ديني وليس له رمز يتفاخر به وهذا يعني انه حديث الولادة في المشهد السياسي.
نحن جميعا نطالب ان تكون الشخصيات المرشحة تتمتع بصفات عالية وهذا يعني ان المرشح يقوم على اساس ما يملك وليس ضيرا ان يضع صورته مع صورة من يريد يقتدي به،عكس ما نراه ان الكيانات السياسية تتسابق على ادخال مفردة (مستقل او مستقلة)ضمن اسم الكيان ألم يكن هذا هروب من الحقيقة فالاستقلالية المقصود بها (الاستقلال عن الموجود) والواقع حتى المستقل يحمل راي مستقل فاذا التسابق على الاوهام دليل الافلاس السياسي وغياب الرؤيا الحقيقية لبناء المجد الجديد وما هذه الافكار الا دخيلة على المجتمع العراقي المسلم الذي يحاول البعض تجريده من معتقداته والقيم العليا له والمبادئه السامية. الم تكن دور العبادة والرموز الدينية هي المقومات الاساسية في استقلال العراق عام 1920 حيث كان الدور القيادي للمرجعية الدينية وكان المسجد منطلق الثوار والمجاهدين كما هو الحال عام 2005 عندما اسس اساس الحق وأرسى اسس البناء للعراق الجديد المرجع الديني والرموز الدينية عندما توجه بفضله العراقيون للانتخابات
https://telegram.me/buratha