بقلم : سامي جواد كاظم
وانقلب السحر على الساحر كما يقولون هذا ما يحصل في المملكة السعودية فبعد التصدير الحثيث للارهاب الى شتى اصقاع العالم وبزخم كبير الى العراق وافغانستان مع غض النظر عن اسرائيل ، حيث بدأت العودة الميمونة لمواطنيها المجاهدين خارج بلدهم ليكملوا جهادهم في بلدهم .
والاخبار تتناقل بين كل دول العالم بما فيها التي تلقت اعمال ارهابية من صناعة قاعدية وبادوات بشرية سعودية ان السلطات الامنية في السعودية اكتشفت كذا خلية ارهابية على اراضيها تخطط للتفجير والقتل والاغتيال ، وكان اخر ما القت القبض عليه هذه السلطات مجموعة ارهابية تجاوز عددها الـ 700 فرد سعودي ، ولست بصدد التعقيب على ردود الافعال التي تحدثت عنها اجهزتهم الامنية ولا عن اتهامها لدول مجاورة واقليمية آوت هذه العناصر التي تعتقد انها المسؤولة عن هذه العملية ناسين او متناسين انهم عادوا الى من حيث رحلوا اقصد الارهابيين الذين تم القاء القبض عليهم في السعودية .
ومع كل هذا لا معالجات حقيقية للقضاء على هذا المد الارهابي النابع من الاراضي السعودية بالرغم من ان هنالك بعض الكتّاب شخصوا الخلل وكتبوا عنه فبعضهم تم تكفيره والاخر طلبوا منه التوبة . العجيب في الامر الوهابي هو مشايخهم حيث لا زالوا ( يخوطون بصف الاستكان ) ولا يضعون المسميات على حقيقتها ، فبعد تاكدهم من ان الذين تم القاء القبض عليهم ليسوا من الشيعة بدليل انهم اطلقوا عليهم كلمة الفئة الضالة وهذه كلمة مبهمة ولو كانوا من الشيعة لكانت الة التكفير حاضرة وبما انها مستبعدة اذن الارهابيون من نفس طائفتهم لهذا قالوا عنهم الفئة الضالة ، هل تستطيع هذه المشايخ ان توضح لنا معتقد هذه الفئة الضالة ؟ كيف يستطيع السعوديون من تنفيذ تحذير المفتى العام لهم من الفئة الضالة ماهي الدلالة على ضلالهم ؟ نعم هم ممن ظاهرا يرفضون هذا الحال الا انهم باطنا مستانسين لذلك والبرهان هو عدم اتخاذهم خطوات لوأد الارهاب من جذوره لانه لو اتخذت هذه الخطوات يكونون كمن قتل نفسه بيده.
هنالك اقلام شريفة تكتب وفي صحفهم عن هذه الحالة مع التشخيص الدقيق الا ان عنجهية وحماقة هؤلاء المشايخ جعلهم يفسرون كتابة هؤلاء الكتّاب تفسير ملتوي وحسب اهوائهم حتى يظهرون للراي العام السعودي ان هؤلاء الكتّاب على خطأ وهذا افضل من التكفير او الاتهام بالضلالة . وكما ذكرت فان هنالك كتّاب سعوديون لهم قلم رائع في تشخيص الخلل في مجتمعهم فقد كتب عبدالله بن بخيت في جريدة الجزيرة عدد الاثنين 26-7-1429هـ مقالاً يقترح فيه إيقاف بمن يسمون انفسهم الدعاة إلى الله وإغلاق بعض مدارس القرآن خوفاً من انتشار الفكر الإرهابي والتكفيري ؛ حيث قال: (الإرهاب مثل الميكروبات المخادعة تعيد تشكيل نفسها، لا تلغيها المضادات الحيوية، لا يلغيها سوى البيئة المطهرة النظيفة. المعركة الحقيقية ليست بالسلاح وليست بالخطب والمواعظ وليست بالمناصحة). هذا الكلام الذي له مداليل عميقة جعل احد مشايخ الوهابية ان يرد على هذا المقال من خلال تفسير كلام الكاتب على هواه .
قصد البخيت هو محتويات الخطب و المواعظ والمناصحة التي هي تنمي التكفير والارهاب في نفوس متلقيها فقد اوضح البخيت انه اذا ما ارادت المملكة القضاء على الفكر الضال هو لابد لها من خلق بيئة طاهرة مطهرة وهذا عين الصواب حيث الذي يلوث المجتمع السعودي هو الخطب والمواعظ والمناصحة والمقصود بها هو فاعلها أي الذي يلقيها وهذا كلام لا يتحمله الفوزان الذي انهال بالاكاذيب والتضليل على البخيت فقد كتب يرد عليه (كأنه يقول البيئة المطهرة هي النظيفة من الخطب والمواعظ والمناصحة؛ لأن هذه الأمور بزعمه تولد الإرهاب. وهذا من قلب الحقائق؛ فالخطب والمواعظ والمناصحة هي التي تعالج الأفكار المنحرفة، وهي طريقة الأنبياء والمرسلين والناصحين ).تابعوا معي المغالطات التي ذكرها الفوزان فانه فسر كلام البخيت بالغاء الخطب والمناصحة في حين ان القصد كان تنظيف فكر الذي يلقي هذه الخطب من مكروبات الارهاب فاذا كان الخطيب نظيف وطاهر تكون خطبته نظيفة وطاهرة والعكس بالعكس وهذا ما يحصل في السعودية ، فلو كانت الخطبة والموعظة والنصيحة مفعمة بالارهاب فصدق الكاتب الافضل الغائها .
ثم ذكر البخيت مصدر اخر للارهاب يستخدمه حفظة القران في مدارس تحفيظ القران حيث افضل غطاء لنشر الافكار الارهابية هو القران ولا احد يجرؤ في السعودية من انتقاد هذه المدارس كما وانه لا يستطيع مخالفة الافكار التي يتلقاها اولادهم في هذه المدارس ، ولكن سوء السريرة والنظر من خلال غشاوة جعل الفوزان يفسر هذا الكلام حسب ما يعتقده هو ومن ثم الرد عليه فقد قال ( والقرآن الكريم لا ينشأ عن حفظه ودراسته إلا الخير؛ قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} الإسراء الآية 9. وأمة لا ترتبط بالقرآن ارتباطاً كاملاً ليس لها حظ من الهداية الربانية. وقولك: وغيرها من الأماكن التي تنطوي على بُعد ديني أيّاً كان هذا البُعد - أقول: كأن الكاتب عنده عقدة من الدين والتدين؛ فهو يريد التخلص منه ومن أهله. وإلا فما ذنب الدين والتدين حتى يحاول الكاتب من الناس الابتعاد عنه؟! إن ديننا - ولله الحمد - دين قيم ملة إبراهيم السمحة المعتدلة، لا إفراط فيها ولا تفريط، ولا يصلح المجتمعات إلا الدين الصحيح ) حيث انه يريد ان يقنع القراء بان البخيت يرفض القران وحتى انه استخدم ايات قرانية ليدعم قوله وهذا الباطل بعينه .
وتاكيد البخيت على رفض الداعية الذي تكون دعوته ارهابية مبرقعة بالقران لا رفض الدعوة للاسلام اصلا ولكن هذا ديدن الفوزان ومن هو على شاكلته في التمويه والمراوغة فكان رده (وقول الكاتب: وأن تختفي وظيفة الداعية. هكذا يريد إيقاف الدعوة إلى الله التي هي ميزة هذه الأمة؛ قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة آل عمران الآية (104)، وقال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} سورة النحل الآية (125)، وقال تعالى لنبيه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} سورة يوسف الآية (108)، إلى غير ذلك من الآيات ) ، انه يستخدم الايات القرانية حتى يثبت للقارئ خطأ البخيت .
اقول للفوزان ولمن مثله مهما تكن التبريرات فان نتائج الافكار الارهابية التي غرستموها في عقول الشباب السعوديين ستاتي نتائجها على ارضكم ولكم ان تستحدثوا تبريرات غير التي تدعوها من فئة ضالة وما الى ذلك من المصطلحات الهزيلة ، فان لم تقروا بخطأكم فالمجتمع السعودي سيعلم عاجلا او اجلا .
https://telegram.me/buratha