المقالات

مَن هم الذين يشترون النصر ؟

806 2024-09-25

بقلم بدر جاسم

 

الحياة هي مسرح للأحداث، وسوق المقايضة، فمن يريد الانتصار عليه أن يبيع نفسه لله تعالى، وهنا يكمن الفارق الكبير بيننا نحن المسلمين، وبين اليهود، الذين يتشبثون بالحياة حتى وصفهم القران الكريم (وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ ...)

لذا الانتصار بعيد كل البعد على من يبخل بنفسه ويعشق الحياة وبين من يرهنها وقفاً لله وقتلاً في سبيله.

 

ما نشاهده اليوم من التهافت على إعتناق عُرى الشهادة بين اتباع مدرسة علي (عليه السلام) لن نجده في مدرسة أخرى، فكلما رحل شهيد جاء من يسد مكانه، كي تستمر المسيرة، حتى ينتصر الحق، ويزهق الباطل، الذي يعلمنا التاريخ أنه سيهُزم مهما علا وتجبر، وكذلك المستقبل يخبرنا بأنه لا مكان للظالمين فيه.

 

قاموسنا الجهادي الموروث من رسولنا العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) مُلأ بكلمات الحزم والعزم والتوكل والايمان والصبر والمجالدة، بل لن تجد فيه كلمة خنوع أو خضوع أو يأس أو استسلام أو الركون للظالمين، فمهما كانت ضرائب الصمود، ووعورة الطريق فلن يجد اليأس طريقاً الى قلوب المجاهدين ابداً، لان النصر هو تأدية التكليف الشرعي، وبيع الأنفس لله تعالى، فبكل تأكيد ستتهاوى كل حصون الجبناء، أمام ثبات وإيمان المجاهدين.

 

ويقيناً كل ما زادت الظروف صعوبة على خط المقـ.ـاومة، كلما خرج علينا رجال اشاوس لا يخيفهم تهديد ولا وعيد، هكذا أنتجت الأزمات رجال تنحني لهم الدنيا، رجال لا يهمهم أمر الموت إن وقع عليهم أو وقعوا عليه وهذا مايرعب الطغاة والمستكبرين.

 

الإنتصار لا يأتي فجأة، إنما هو استحقاق، نتيجة مقدمات تؤدي للانتصار، وأهمها هو ذلك الذي يسعى لرضى الله تعالى، ويكافح لزوال الظلم، ويعرض حياته للخطر، دون تراجع أو تهاون في أداء تكليفه الشرعي، فالذي يشتري النصر عليه أن يوقف حياته وقفاً دون ثمن دفاعاً عن توحيد الله وتصدياً للظالمين، أما من هو أشد الناس حرصاً على الحياة، سوف لن يصل إلى نصر، وأنما سوف يذوق الموت غصةً بعد غصة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك