* حكم أمهز
واحدة من الفرضيات التي تطرح، هي أن الإسرائيلي لم يكن بوارد أن يفجر أجهزة النداء 'بيجر' في هذا التوقيت لأن ذلك لا يخدم هدفه الاستراتيجي، لكن خطأ تقني ما قد حصل، أدى إلى ما أدى إليه. لأن مثل هكذا عملية ضخمة جدا، هل تخدم من الناحية المنطقية والموضوعية أهداف الإسرائيلي في هذه الظروف؟
المنطقي أن تُستخدم هكذا عملية بإمكانياتها الهائلة، في مقدمة حرب ومواجهة مباشرة، لشل حركة العدو.. ألم يكن حرياً بالإسرائيلي أن يُبقي على هذه المفاجأة، لاستخدامها في بداية حرب محتملة مع حزب الله .
طالما الإسرائيلي مطمئن لعمل هذه الجهاز، وأن الحزب غير ملتفت لهذا الخرق، لماذا يلجأ الآن إلى تفجيره في هذا التوقيت؟
ربما يجيب البعض (أكرر هنا أننا نتحدث عن احتمال وليس عن قطع) أن الإسرائيلي يرى من منظار آخر؟ الجواب بسؤال، ما هو هذا المنظار الآخر؟ وفيما إذا اشتعلت حرب بين الحزب وجيش الاحتلال، ونفذت إسرائيل هذه الجريمة في حينه، ألم تكن لتؤثر على مسار المعركة لمصلحة الاحتلال ولو نسبيا، باعتبار أن ذلك يمكن أن يشل قدرة محددة من الحزب عن المواجهة؟
ورغم أن هناك وجهة نظر أخرى، ترى أن التفجير الآن قد يكون هدفه، منع وردع الحزب عن فتح الجبهة اللبنانية إذا فتحت إسرائيل حربا أو قامت بضربة كبرى، لإعادة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم.
لذا نتحدث هنا عن فرضيتين محتملتين لما حصل:
الأولى: أن الإسرائيلي ارتكب خطأ تقنيا، أثناء محاولة تطوير محتوى هذا الجهاز، ما أدى إلى الانفجارات المتزامنة، مثلا ربما كان يعمل على تحويله إلى جهاز التجسس إذا أمكن، أو إجراء اختبارات عليه لغايات عسكرية؟
الثانية: أن حزب الله اكتشف الاختراق للجهاز، وقبل أن يقوم بمعالجته، عجل الإسرائيلي في الضغط على زر التردد الراديوي المفجر.
نعود للقول، إن هذه الفرضية قد تكون صحيحة وقد لا تكون، لكن يمكن أن تلقى لها مكانا بين الفرضيات المطروحة لما جرى.
https://telegram.me/buratha