( بقلم : رافد كريم )
لا يوجد بلد في العالم على الاطلاق يتعرض الى هجمة ارهابية منظمة ومكثفة وواسعة ومدمرة كما يشهدها العراق الآن، فما شهدته اسبانيا ومن قبلها واشنطن ودول اوربية اخرى وبعض العواصم الاقليمية والعربية والافريقية كالقاهرة ولبنان ونيروبي ودار السلام لا يساوي شيئاً يذكر اما ما يشهده العراق بكل مدنه وحواضنه ومؤسساته ومكوناته البشرية ولعل الارقام التي تتحدث عن سقوط ما يقرب النصف مليون انسان عراقي بفعل الممارسات الارهابية وكذلك فان ما افتقده العراق بذات الفعل الارهابي من ثرواته واقتصاده وقدراته البشرية العلمية يعد هو الآخر من الارقام الخارجة عن اية عملية حصر حسابية. من هنا نعتقد غير ما يعتقده غيرنا حينما نقول ان الارهاب وخصوصاً التكفيري القاعدي والصدامي هو العدو رقم واحد بالنسبة لنا ويخطئ كل الخطأ من يعتقد ان هناك عدواً اخر للعراق بمستوى هذه الغدة السرطانية التي تريد الفتك بنا جميعاً،وهذه الرؤية لا تسقط من حساباتها العصابات التكفيرية والصدامية السيئة.
الارهاب والقاعدة تحديداً هي التي تسعى لجر سنة العراق وشيعته وكرده الى حرب ضروس تحت مسميات عنصرية او مذهبية ونحن نعتقد ان اهل السنة سواءً أكانوا في بغداد ام في الموصل ام في كركوك ام في بعقوبة ام في الانبار انما هم من اهم ضحايا الارهاب القاعدي الذي بالغ في قسوته ازاء هذه المكونات وعلينا هنا ان نتوقف كثيراً عند الاحداث الدامية التي تعرض لها اهل الوسط والجنوب والتي حصلت مع بدايات سقوط النظام، فما حصل وبالرغم من انه لا يسر احداً وحصد ارواحاً بريئة تعد بالآلاف، لكنه باي حال من الاحوال كان متوقعاً له ان يحصل في ظل تجربة تغييرية شمولية اطاحت بحقبة وموروث وثقافة تمتد على الاقل لمئة عام، يصعب على تلك الزمر هضمها وقبولها بين ليلة وضحاها.
نحن نتحدث وامامنا وقائع وحقائق تتحرك على الارض منها ان قيادات عربية سنية فقدت اشقاءها ودُمّرت بيوتها وهُجّرت من مناطقها لا لشيء الا لانها قبلت ان تكون ضمن العملية السياسية الجارية في البلاد، وهذا ما يدفعنا اكثر باتجاه تجنب الوقوع في شراك خصومنا الذين يريدون للمكونات العراقية ان تذبح وتقتل بعضها استجابة لمخططاتها وموبقاتها المقيتة.
ان الهستريا القاعدية قد تكشّفت امام النضج والمسؤولية الاخلاقية والشرعية والوطنية التي ظهر عليها العراقيون ويجب ان نعلم ان المستهدف الاكبر بالغازات والمواد الكيمياوية كالكلور وحامض النتريك انما هي الحواضن والقرى السنية خصوصاً في الفلوجة والرمادي وهذا ما يؤشر ليس على صحة ما ذهبنا اليه انما يؤشر كذلك على يأس وحقد وعنجهية تلك المجاميع التكفيرية التي قررت الانتقام من اهلنا السنة لانهم رفضوا الخوض في المشروع القاعدي القائم على مرتكزات تدمير مكوناتنا عبر اشعاله لفتيل الحرب الاهلية والمذهبية المقيتة وهذا هو المستحيل بعينه
https://telegram.me/buratha