( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )
مرت حياة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم بمراحل كانت في خلاصتها مسيرة نصف قرن من تاريخ العراق , فحياة شهيد المحراب وعطاؤه كان واسعا يصعب على المتتبع ان يلم بمسيرة شهيد المحراب قدس 0 الشهيد السيد محمد باقرالحكيم ومنذ شبابه اظهر وعيا سياسيا عميقا لحاضر العراق انذاك ومستقبله وخطورة الدكتاتورية التي تربعت على كرسي الحكم منذ نهاية الخمسينيات في العراق
هذا الوعي وذلك الاحساس المرهف دفع ابن المرجعية العليا انذاك التي كانت تنهض باعباء قيادة الامة الى التفكير في سبل تخليص العراق مبكرا من حقبة ظلامية كان يسير اليها رويدا فاندفع سماحته قدس سره الى جانب الشهيد العظيم محمد باقر الصدر ونخبة من طليعة العلماء الواعين وتحت الشعور بالواجب الشرعي والهم الوطني الى تاسيس الحركة الاسلامية لتاخذ مهمة التغيير في العراق ومنذ ذلك التاريخ تصاعد عطاء شهيد المحراب من اجل العرق فكان العضد المفدى للسيد الشهيد محمد باقر الصدر كما عبر عنه ومع تصاعد المعاناة العراقية مع الانظمة الدكتاتورية تصاعد الصمود والجهاد فكانت انتفاضة صفر عام سبعة وسبعين وقيادة شهيد المحراب لها بتخويل من السيد الشهيد محمد باقر الصدر , وانتهى تصدي شهيد المحراب لزمرة البعث بسماحته في غياهب السجون الصدامية حتى خرج عام تسعة وسبعين من تلك الغياهب فواصل المسيرة دون كلل ودون خوف من نظام عرف بقسوته حتى على اقاربه
وعندما شعر السيد محمد باقر الصدر بعظيم الخطر على السيد شهيد المحراب من نظام صدام طلب اليه مغادرة العراق لكن السيد محمد باقر الحكيم رفض طلب استاذه خشية ان يقال انه ترك السيد الصدر وحده في الميدان فيكون ذلك مادة اعلامية رخيصة لنظام البعث لضرب صمود المجاهدين خصوصا والعراقيين عموما 0 ومضى قدس سره في جهاده حتى الاستشهاد المفجع للسيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه وعندئذ راى شهيد المحراب ان الساحة العراقية لاتسعه لمواصلة جهاده وان الهجرة في مسيرة هذا الجهاد محطة لابد منها , فهاجر في نهاية عام ثمانين بعيد اندلاع الحرب الصدامية ضد ايران , وما شجعه على سلوك هذا المنعطف طلب والحاح المرجعية العليا متمثلة بالسيد الخوئي قدس سره بالهجرة
لقد كانت هجرة السيد شهيد المحراب عطاء متواصلا في سوح الجهاد وفي سوح العلم على مدى ربع قرن حتى سقوط الدكتاتورية الصدامية , فعاد مبكرا الى بلاد الرافدين بلد ابائه واجداده وهذا طبيعي في مسيرة رجل لا يعرف الخوف الا من الله تعالى وحده وكانت العودة بداية مسيرة شاقة من اجل تحرير العراق من الوجود الاجنبي وتحقيق السيادة والاستقلال لكن اعداء العراق الذين ارعبهم التاريخ وارعبهم العطاء تمكنوا بعملية غادرة وجبانه ان يخضبوا ارض النجف الاشرف بدماء زكية عند الصحن الحيدري الشريف , تلك هي دماء السيد محمد باقر الحكيم ودماء ثلاثة وسبعين من انصاره ومحبية وذلك في مطلع رجب قبل خمس سنوات
https://telegram.me/buratha