( بقلم : اسعد راشد )
التصيد في مياه اسنة هو ديدن ما لا دين له وسياسة من لا حكمة له .. الرجال يعرفون بالاعمال والمسلكيات اما اشباه الرجال فانهم لا يعرفون الا بخلات النساء !
الدكتور جلال الطالباني هو احد رجالات العراق وقادته ومن القلائل الذين تعرفهم ارض الرافدين في مقارعته لطغيان البعث وعنصريته وطائفية العصابات الارهابية ودمويتها ‘ الرجل لا يعرف النفاق ولا المواربة كما هو ديدن الاعراب وحكامهم ..
لقاء عفوي بل قل بتخطيط مسبق بين الدكتور جلال الطالباني ورجل الدولة العبرية باراك جمعهم محمود عباس الرئيس الفلسطيني اثار "الحمية" لدي دعاة "الوطنية" والعروبية وبدأو يغمزون ويلمزون وكأن كارثة قد حلث على امة الاعراب ‘ الصورة التي جمعت الاطراف المعنية كانت ثلاثية اي لاطراف ثلاث العبراني باراك والفلسطيني عباس والعراقي الكردي مام جلال الا ان المسوخ من الاعراب واعلامهم لم يروا في تلك الصورة الا جلال وكأن عباس لم يكن عربيا ولا فلسطينيا مرارا وتكرارا يجتمع بقادة اسرائيل دون ان يثير ذلك اي التفاتة فيهم او يقلق "هواجسهم"..
المصافحة التي جمعت جلال مع باراك كانت بروتوكولية وعلنية وفي مؤتمر الاحزاب الاشتراكية وباسم حزبه السياسي الذي يرأسه تلك المصافحة غدت حديث الاعلام العربي وخاصة السعودي او الموالي للنظام العربي الذي سعى لاستثمارها سياسيا للنيل من العراق ونظامه الديمقراطي والحال ان معظم حكام العرب يجتمعون سرا بقادة اسرائيل ويقضون ايام وليالي معهم دون ان يستأثر باهتمامهم ..
فما هو حلال لهم حرام لشعب العراق وقادته وما حرام لشعب العراق حلال لهم وبهذه المعايير يتعاطون مع المشهد العراقي ويحكمون على شعبه بكثير من الاحكام الظالمة وليس اقلها شرعنة "المقاومة" المزعومة وتبرير كل ما تقوم به عصابات البغي والارهاب السلفية والبعثية في العراق .. المصافحة تمت تحت الاضواء اما ماذا عن الذين يتامرون على شعوبهم من خلف الكواليس ووراء الابواب المغلقة وفي غرف مظلمة بل ويطلبون من مشايخهم باصدار فتاوي تحرم نصرة من يحاربون الدولة العبرية ؟!
ما فعله جلال لا يتجاوز حدود البروتوكولات الحزبية او الديبلوماسية ولكن ما فعله الاعراب وحكامهم في حرب تموز وطلبوا من اسرائيل تسوية مدن وبلدات ومناطق شاسعة من لبنان بالارض هل هو من البروتوكولات ام انه نابع من كره وخبث وطائفية واحقاد ؟!
القطريون والسعوديون والمصريون والموريتانيون والمغاربة وحتى الجزائريين والفلسطينيين والبحرينيين كلهم صافحوا بحرارة عتاة الدولة العبرية ولم يعلق احد عليهم بل وينبتوا ببنت شفة اليس هذا قمة النفاق والغدر ؟!انظروا الى هذه الصورة لتروا بام اعينكم كيف ان احد ملوك العرب يصافح شمعون بيريز في اجتماع خاص وفي غرفة الاخير دون ان يبرزه الاعلام العربي ويثير الحمية في امة الاعراب :
http://www.bahrainonline.org/showthread.php?t=207370
فهل ما هو حلال عليهم حرام على قادة العراق رغم ان ماجرى لم يخرج عن اطار الروتين والبروتكول العالمي للاحزاب الاشتراكية او ما يسمى اليسارية ؟! بالطبع ان ما يهدف اليه الاعلام العربي في تضخيم امر تلك المصافحة خاصة عندما يتولى امر التشويش موقع "العربية نت" الذي يموله احد الانظمة العربية المعرورفة بعداءها للعراق الجديد ونظامه الديمقراطي وقد تناسى ذلك الموقع استضافة مراسلة صحيفة "يديعوت احرونوت" في عاصمة ذلك النظام عندما زاره بوش وقد فوجئت تلك الصحفية الاسرائيلية وهي لم تصدق ما رأته عينيها حين وصولها الى مركز اعلامي في احد الفنادق حيث وجدت على الطاولة المخصصة لها بطاقة تعريف مطبوعة كتب عليها "صحيفة يديعوت احرونوت"! واكثر من ذلك وفي بهو الفندق ابتسم لها لوزير الاعلام وقال لها "امر جيد ان تكوني هنا انشاءالله في المرة القادمة"!!
الرابط الى زيارة الصحفية الاسرائيلية الى عاصمة احد البلدان العربية المهمة في المنطقة :
http://www.aksalser.com/?page=view_news&id=6b093ccfdbc482e692bdc46902bfc24a&ar=497325335
اذن نحن امام واقع غير اخلاقي يحاول الاعلام العربي استغلال بعض المشاهد والامور للنيل من مكونات الدولة العراقية واساس المجتمع المدني الذي يجري تشييده بعد سقوط النظام الشمولي كما ان اثارة الشبهات ومحاولات التجييش التي يمارس بعض الاعلام المحسوب على بعض الانظمة العربية يدخل خانة التحريض غير المبرر له على مكونات الشعب العراقي والغالبية التي كانت تعيش الحرمان والتهميش ابان العهد الصدامي ..
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha