بقلم / سيد لطيف العميدي
خمسة أعوام مرت على ذكراك وفجيعتنا بك يا بدر العراق وأمله المذبوح .. خمسة أعوام لم تستطع ولن تستطع أضعافها من السنين أن تمحي من ضمائرنا صورتك وطلعتك البهية ذلك لانك إنطلقت من ضمير الامة وتطلعاتها لتضمد جراح بلدك المذبوح بحراب البعث وعصابات السياسية الهجينة .. فلا زالت ذكراك في الاحشاء متوقدة ، فخلال أيام عودتك وبرغم قلتها أندفعنا ومعنا جماهير العراق لنحتفي بك .. بذلك الوجه النيّر الصبوح والذي كان يحمل في قسماته معاناة شعب لسنين عجاف طوال ، ومنذ اليوم الاول الذي وطأة فيه أقدامك أرض العراق عائداً لحضنه الذي فارقته مرغماً كان العراق كله يسكن في قلبك الكبير ، فأعلنت مشروعك السياسي والوطني منطلقاً من منصة الجمعة في صحن جدك لتقود الجموع المؤمنة والفرحة بهذا الامل الكبير ولسان حالها يقول : عاد البدر .. عاد الكوكب الدري .. عاد أبن العراق البار ..
عاد ابن الاسلام الشجاع (كما سماه الامام الخميني) عاد ليمارس مسؤوليته الشرعية كما قال هو ذلك برغم تردي الوضع الامني آنذاك وتحذيرات الجميع من الرجوع السريع للوطن ، عاد ليفتح له العراقيون قلوبهم مستبشرين بهذه العودة التي أعادت لهم الامل .. ولكنهم لم يعلموا أن القدر خبأ لهم ألم وصدمة الفراق وهم بعد لم تستمل عيونهم من رؤيته ، حيث لم يتحمل المجرمون وأيتام عفلق أن يروا هذا البدر يكتسح القلوب ببيانه وفكره فأتحدوا ومن و الاهم من التكفيريين ليرتكبوا جريمة إغتيال ذلك الهلال الذي لم يستتم كما له بعد .. أغتالوا (الامل الكبير) وهو بين ضريح جده وبين أحبابه ليحرمونا منه ومن ذلك الحلم الصادق الذي بدا لنا منذ دخوله والذي ما لبث ان إنقشع ، ألا لعنة الله على الظالمين ، سيدي ياقمر العراق هنيأ لك هذه العاقبة ولروحك الطاهرة آلاف التحية والسلام ونم قرير العين وطيب النفس فها هو شعبك قد نال حريته ببركة دمك الطاهر زاكي وذاك عدوك صنم البعث حوكم بذل وأعدمه شعبه وبات معلنة التاريخ ، وهذا شعبك ياشهيد المحراب يحتفل بذكراك عاماً بعد عام ، فالسنون لاتأثير لها في شعبية الرجال العظام أمثالك ،
فها هي النجف الاشرف التي فقدتك جسداً تخلد ذكراك عبر السنين روحاً ، فهنيئاً لك ياشهيد المحراب هذا السمو ولاحرمنا الله سبحانه شفاعتك ، فقدورد عن النبي (ص) ( إن المؤمن ليشفع في أهله وصحبه) فكيف لاتكون لك حبوة الشفاعة وقد مزجت بين العلم والجهاد والتضحية والتأليف ثم ختمتها بدخولك الباب الذي فتحه الله لخاصة أوليائه ألا وهي الشهادة ، وكفانا فخراً أن ننتمي لخطك الشريف المضمخ بالدماء الزواكي .
https://telegram.me/buratha