( بقلم : الدكتور عبد الله صباح )
بحكم ان المخابرات السابقة لها خبرة طويلة في السيطرة على العراق واشغالة بازمات عديدة وكثيرة كازمة البيض او الاسواق المركزية او النفط الابيض او الكهرباء والبانزين وما الى ذلك من ازمات مستمرة، فقد اعتادت على خلق خط رجعة في كل الامور، ومن هذه الامور هو اقحام الشعب العراقي ضمن خريطة سهلة التحكم، ومحطات تعبئة الوقود كانت ضمن تلك الخريطة المرسومة في استوديوهات عالمية،
فعلى سبيل المثال مدينة الثورة التي تعد من اكبر مدن العراق والشرق الاوسط لا تضم سوى ثلاث محطات وقديمة بل وتعمل بنصف طاقتها، بينما نجد هناك من المناطق تضم عشرات، والواقع ان هذا الامر ليس لخلق ازمة او طائفية فحسب، بقدر ماهو هدر للوقود الذي تتحسر عليه الشعوب، فمثلا لو اراد مواطن من مدينة الثورة تعبئة وقود لسيارته فانه يحتاج ان يقطع مسافة طويلة كي يصل محطة الوقود، كون ان الثورة فيها فقط ثلاث محطات، ولربما ذهابه للمحطة سيكلفه اكثر من ليتر بانزين، وبادنى افتراض فان عشرون الف شخص بذهابهم لتعبة الوقود يصرفون عشرون الف لتر وبمجموع صرف شهري اي لاربع مرت في الشهر يكون هدر للبانزين 100 الف ليتر بانزين شهريا، وبقياس باقي المناطق في بغداد والمحافظات الاخرى نجد ان العدد يصل الى مليون ليتر شهريا تقريبا او لربما اكثر، هذا المليون ليتر يمكن ان يقضي على الازمة نهائيا في العراق لو اننا وجدنا الحل.لكن لماذا تتقصد بعض الجهات برفض بناء محطات تعبئة وقود جديدة؟ خصوصا وان الطلب على البانزين في تزايد مستمر؟
زيادة محطات التعبئة سيقلل هدر المنتجات ويقضي على البعض الذين يرون ان الحكومة طائفية في وضع محطات بمناطق دون الاخرى،كما انه سيشغل ايدي عاملة ويريح الناس، ويخفف من زحمة المرور، ويقلل من هدر الوقت للمواطنيين الذين يستنزفون اوقات طويلة في تعبئة الوقود ممكن ان تكون هذه الاوقات في مجالت بناء او تطوير او ابتكار بدل ما تذهب سدى في مسرحية ازمة البنزين.
جذور هذه الازمة طويلة ومتفرعة للغاية، بحكم ان هناك غرف عمليات كانت قد صممت لخلقها وايجادها وقت الحاجة، فبما ان المخابرات العراقية قبل السقوط وبعد السقوط كانت ولاتزال تحت امرة المخابرات الامريكية، فان اغلب اوراقها وسيناريوهاتها تحت السيطرة الامريكية، لذلك فان امريكا بسهولة بالغة تستطيع ان تخلق ازمة في العراق ووقت ما تشاء، وعلى مايبدو ان الوقت الحالي مناسب جدا لامريكا في خلق ازمة للبنزين على العراق ، كونها ترغب وتريد الضغط على نوري المالكي في توقيع الاتفاقية طويلة الامد والمجحفة وبشروطها الاحتلالية، وعلى ما يبدو ان الحكومة الحالية لم تتمكن حتى هذا اليوم من ان تتجنب تبعيات المخابرات العراقية السابقة المسنودة من الس اي اي والبنتاغون، وكما ان الحكومة العراقية تواجه ظغط غير مالوف ومتعدد ومتنوع بذات الوقت من المخابرات الامريكية صاحبة الخبرة بافتعال الازمات، لذا فان ازمة البانزين تبدو خارج السيطرة، فالاحتلال يمتلك كم كبير من الارهابيين لديهم القدرة على ضرب الانابيب النفطية باي لحظة، وفعل كل ما يرنو لامريكا، خصوصا وان كل الخبرات والامكانيات الامريكية من الاقمار الصناعية والاسلحة الفتاكة والانترنت واتصالات الموابيل مؤمنة لهذه الفئة، بل وتساند هذه الجماعات الارهابية لفعل اي ضربات على محطات الوقود او الانابيب او دوائر الدولة، وهذا الامر بات يفهمة المتعلم والامي في العراق وخارج العراق.
الحكومة العراقية لربما لديها مفاتيح او خيوط تستطيع من خلالها ان تلعب بها للتخفيف او القضاء على هذه الازمات، فعلى سبيل المثال صرح الناطق الاعلامي لوزارة النفط بان الانبوب الناقل للبنزين هو السبب في خلق الازمة الحالية ببغداد، بمعنى ان هذا الانبوب هو العصب الوحيد، اما يجدر هنا ان تقوم الحكومة ببناء انبوب احتياط يؤمن حاجة العاصمة لو لاسامح الله ان حدث ضرر للانبوب الاصلي، من ناحية اخرى الحكومة تستطيع اليوم ان تقرر ببناء 50 محطة تعبئة في بغداد و30 محطة لكل محافظة من محافظات بغداد، وهذا الامر ميسور للغاية وسيحقق مكاسب كبيرة جدا للعراق بل سيقضي على الهدر للوقت الذي سينفقه المواطن وهو يذهب بعيدا كي يصل محطة الوقود، وايضا سيقضي على الازدحام المروري كون ان المواطنين سيتفرقون باماكن متعددة ولا ينحصرون بمناطق محطات الوقود القليلة وسيقضي على الهدر من كميات البنزين التي تذهب هباءا مع سير المركبات للوصول الى محطات التعبئة البعيدة، كون ان المواطن سيسير بمركبته مسافة طويلة حتى يصل ومن ثم سيسير بنفس المسافة كي يعود، فانشاء محطات تعبئة جديد مهم للغاية، كونه يعود بحلول جذرية لا موقتة.
اذن الحل موجود يا اخوان، ولنكن على ثقة بان ازمة البنزين تفتعل في كل مرة والشعب يعرف بها ويرصدها جيدا، كون ان الشعب ما هو بجاهل بل هو شعب متعلم ومتقي ومؤمن ويعرف الحق من الباطل، لذا لا بد ان نتعاون ونتكاتف مع الحكومة الشريفة والمخلصة لتنبيهها على هذا الامر، والذي هو للاسف وكما ذكرنا جاء نتيجة دراسات مستفيضة في اكبر مراكز البحوث الاستخباراتية في العالم ومنذ ثلاثين عام او اكثر، فالشعب العراقي اليوم على يقين بان كل السيناريوهات التي رسمت له، كان تصميمها في السي اي اي والبنتاغون ومنذ اكثر من اربعين عام، ورئيس وزراءنا وكواحد من الشعب يدرك هذا الامر الا انه رجل متعقل ولا يتصرف تصرفات ارتجالية ذات نتائج غير مدروسة، من هنا يلتزم ان نتكلم بل ونصرخ ونطالب بشكل علني لننبه العالم الخارجي بان المطالب هي مطالب الشعب، ومن ثم ننبه حكومتنا الرشيدة ونبلغها بما يشعربه المواطن، كي تفعل ما يريد، فالحكومة في عمل مستمر ولا ينتهي، وهناك ازمات متتالية ومتوالية تخلقها العصابات المدعومة من السعودية وامريكا وباقي الدول التي لا تتمنى الخير للمواطن العراقي.
حلولنا نحن نصنعها لا يصنعها المحتل او الاجنبي، ولكن علينا ان نتكلم وان لا نسكت او نصمت، فكلامنا مسموع ان شاء الله مع مؤسساتنا الاعلامية النزيهة، كوكالة براثا، وقادتنا من المالكي والحكيم وجلال الدين هم مع المواطن العراقي دون اي شك، ولا يبقى الا ان يتكلم العراقي ليدعم الحكومة ويساهم في ايجاد الحلول، فكلامه في اكثر الاحيان يحقق التغيير والانصاف، وسكوته يؤكد موافقته وعدم اكتراثه، وهو ما يجعل الحكومة في انشغال عنه لتنظر في امور اخرى لربما تكون استراتيجية لايدركها المواطن، لذا كان لزاما ان نتكلم ونصارح حكومتنا التي سيحرسها الله ويوفقها لتريح الشعب العراقي المسكين بجاه الرسول الاعظم وال بيته عليهم الصلاة والسلام.
https://telegram.me/buratha