( بقلم : علي جاسم)
لكل خطوة جديدة ومتغيرة نتائجها الايجابية والسلبية ، ميزاتها وإخفاقاتها ، بحسب ظروفها واستعداداتها ومناخاتها ودرجات استيعابها، وهذا ما حدث بالضبط خلال اليومين الماضيين في تأدية الامتحانات الوزارية للصفوف السادسة الإعدادية بكافة فروعها عندما قررت وزارة التربية في قرار رائع ومدروس ان تكون الامتحانات داخل الكليات والجامعات حصرا ، وحسمت كل تخوفات فشل الامتحانات وإخضاعها الى سطوة المليشيات المسلحة في المناطق (المغلقة) وتدخلاتهم المباشرة في عمليات إجابة الطلبة مما يضيع فرصة المساواة بين جميع الطلبة ويؤدي الى ضياع جهد المثابرين ومعادلته بجهود طلبة تمكنوا من الاستفادة من الفوضى والهرج والمرج في الامتحان ليحصلوا على نتائج غير مستحقة كما حدث العام الماضي في بعض المناطق والمدن.
وعلى الرغم من ان القرار الجديد والخطوة المتخذة من قبل التربية قد واجهت قليلا من الإشكالات البسيطة كبعد بعض الكليات والجامعات عن سكن الطلبة والازدحام الشديد في بغداد صباحا ، وعدم وجود تنسيق مثالي وعالي الدرجة بين وزارتي التربية والتعليم العالي في بعض المراكز الامتحانية _ وليس أجمعها _ لتوفير مياه الشرب و الكهرباء والتي تكون عوامل مساعدة في ضمان توفير أجواء مناسبة ومساعدة للطلبة .
هذه الاشكالات والاخطاء البسيطة كان من الطبيعي ان تظهر في عملية الامتحانات كونها خطوة جديدة ، وأيضا لانها عملية كبرى تشمل الآلاف من طلبتنا يصعب استيعابها بسهولة ضمن الجامعات والكليات المحدودة ، و لكبر حجم المسؤولية المترتبة على عليها ورسم مستقبل البلاد المتوقف على هؤلاء الطلبة وتفوقهم فيها.
ومع نجاح الاجهزة الامنية في وضع خطة كفيلة بتوفير الامن والاستقرار لجميع المراكز الامتحانية ، التجربة الجديدة كان _ وحسب ما كان واضحا على وجوه وعيون الطلبة _ لها أثر ايجابي مهم وهو تفاعلهم مع المناخ والحياة الجامعية وتطلعهم الذي تزايد نظرا لذلك لأن يكونوا عامل مؤثر في بناء مستقبل البلاد المشرق واصرارهم ان يكونوا مستقبلا ضمن اطار هذه الحياة وثقافاتها .
نتمنى ان تكون الظروف الصعبة التي يمر بها طلبتنا الأعزاء مجرد غمامة صيف تزول آثارها مع تدريجيا وان لا يكون تغيير أماكن الامتحانات ومراكزها له أثر على الاستعدادات المبذولة من قبلهم وعوائلهم وان لا يسبب لهم قلقا مضافا وإرباكا يؤثر على مستوى أدائهم وعطاءهم الذي سيكون لخدمة وطنهم أولا وأخيرا .
https://telegram.me/buratha