المقالات

قناع المستقلين .. الصدريون و الانتخابات المقبلة

1274 13:46:00 2008-06-28

( بقلم : كمال ناجي )

المستقل وصف يطلق على الشخصية السياسية الغير منتمية إلى حزب أو تيار و غالبا ما تكون شخصية زاولت العمل السياسي في فترة ما أو كونها تمتلك وجاهة اجتماعية أو دينية أو مؤهلات معينة تمكنها من المزاحمة في الانتخابات أو يتم ترشيحها إلى مناصب حكومية محددة .

 و رغم صعوبة تحقق الاستقلال بالمعنى الذي يحدده البعض بعدم الانتماء الحزبي أو الانحياز في مجتمع متعدد الأثنيات و الطوائف بما يبدو معه وصف مستقل و كأنه الانتماء الوطني الخالص الذي يعني عدم الميل لجهة سياسية أو دينية أو ذات انحياز طائفي أو مناطقي فإن محاولة تأكيد هذا المعنى يمثل مظهرا من مظاهر التعافي الديمقراطي و له أن يسهم في إضافة مفاتيح الحلول في جعبة السياسيين و الأحزاب و الكيانات لبعض المشاكل المتوقعة على الدوام . فالمستقل برغم كل المؤاخذات قد يكون نقطة التوافق و الالتقاء و المصالحة و من هنا فكان من السديد للقوى السياسية العراقية تشجيع الاستقلال و إن مثل كتلة منضوية في ائتلاف أو تكتل أوسع . و كان يجب تأكيد مفهوم الاستقلال بواقعية لا طوباوية و قبوله كمفهوم نسبي بعيدا عن الإطلاق لكونه اقرب إلى الاستحالة ومن ثم احتضان المستقلين و تشجيعهم ليمثلون خيارا انتخابيا أمام الناخب ، فالمستقلون حاضرون في كل مجتمع ديمقراطي و إن طرأت على " الاستقلال " نفس الإشكاليات التي يطرحها البعض لدينا . إلا أن ما لوحظ مؤخرا هو ميل بعض القوى السياسية ولا سيما التيار الصدري إلى جعل ورقة " المستقلين " مما يلقى على طاولة مخادعة الناخبين و محاولة استغفالهم و ما قرار الانسحاب من خوض الانتخابات و الدخول بقوائم المستقلين إلا ضربة تكاد تكون قاضية لمفهوم الاستقلال و ظاهرة وجود بعض الوجوه التي لا تنتمي إلى حزب سياسي .

إن المستقل بعد هذه الخطوة من جانب التيار الصدري سيفقد مصداقيته تماما و سيرسخ في الأذهان ألا وجود لمستقل حتى بتلك الدرجة التي تم قبولها بغية استقرار الظاهرة و تطورها لما فيها من منافع جمة . فالجميع يعلم الآن أن مكاتب التيار في المحافظات قد قامت باختيار أسماء لوجوه اجتماعية و عشائرية و دينية و غيرها كلها موالية تمام الموالاة للصدريين و الدخول بهم على أساس كونهم مستقلين و هم أبعد ما يكونون عن هذا الوصف إلا إذا صح وصف الباذنجان بكونه طماطة على حد تعبير أحد الأخوة الساخرين .. بالطبع فإن الأمر مكشوف للغاية أمام المواطنين الذين سيستقر في أذهانهم أن وصف مستقل مجرد ضحك على ذقونهم و هو شيء لا واقع له و بهذا يوجه التيار الصدري ضربة أخرى للديمقراطية و مفاهيمها و ما يجب أن يراعى من المظاهر النافعة . على أن عزف الصدريين عن التحلي بالجرأة و الدخول بحزبهم السياسي المسمى بالتيار هو عزوف نابع من الشعور بعدم قدرتهم على تحقيق نتائج معتد بها بعد تعاظم سخط الجماهير من سطوة مليشياتهم و لن ينسى العراقي بهذه السهولة الأيام القريبة التي تسببت بها مليشيات ما يعرف بجيش المهدي بالخراب و الدمار و اقتتال بين أبناء المذهب الواحد و الطائفة الواحدة و لم يتنفس الناس الصعداء إلا بعد العمليات الأخيرة التي طالت معاقلهم و تم إعادة سلطة الدولة و القانون إليها وسط ترحيب جماهيري كبير لا ينكره إلا من في عينه عمى .

و السؤال الذي يتردد الآن على ألسنة الناس في الشارع العراقي هو : ما الذي يختلف فيه المستقل الموالي لمقتدى الصدر عن الموالي لمقتدى الصدر ؟! سؤال يحمل الإجابة بنفسه لذلك قد لا يرى له البعض معنى يذكر ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك