( بقلم : سامي جواد كاظم)
هذه تصنيفات اربعة قالها الحسين عليه السلام في ستة احاديث وهي :
1 ـ باقر شريف القرشي : قال الحسين (ع) : العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يثق بمن يخاف غدره ، ولا يرجو من لا يوثق برجائه فالعاقل الذي يعلم ان المستمع جاهل او احمق فانه لا بتحدث اليه ، ولا يسال من يخاف منعه أي لا يسال من قد يرد طلبه فيكون وقعها اليم على مشاعره في خطأ اعتقاده بسائله ، وعلى البديهو فالذي يخاف غدره فالعاقل لا يثق به ، ولا يرجو امر معين من لايوثق به من تحقيق الرجاء سوى الاماني
2 ـ المجلسي : روي أن رجلا قال للحسين بن علي : إجلس حتى نتناظر في الدين ! قال : يا هذا أنا بصير بديني ، مكشوف علي هداي ، فإن كنت جاهلا بدينك فاذهب واطلبه ، ما لي وللمماراة وإن الشيطان ليوسوس للرجل ويناجيه ، ويقول : ناظر الناس في الدين ، كيلا يظنوا بك العجز والجهل ! ثم المراء لا يخلو من أربعة أوجه : إما أن تتمارى أنت وصاحبك في ما تعلمان ، فقد تركتما بذلك النصيحة ، وطلبتما الفضيحة ، وأضعتما ذلك العلم ، أو تجهلانه فأظهرتما جهلا ، وخاصمتما جهلا ، وإما تعلمه أنت فظلمت صاحبك بطلبك عثرته ، أو يعلمه صاحبك فتركت حرمته ، ولم تنزله منزلته ، وهذا كله محال ، فمن أنصف وقبل الحق ، وترك المماراة فقد أوثق إيمانه وأحسن صحبة دينه ، وصان عقله . وهذا كتبنا عنها مقال وانها الميزان الحق في معرفة العلماء اليوم .
3 ـ ورام بن أبي فراس : قال الحسين : إحذروا كثرة الحلف فإنه يحلف الرجل لخلال أربع : إما لمهانة يجدها في نفسه تحثه على الضراعة إلى تصديق الناس إياه ، وإما لعي في المنطق فيتخذ الأيمان حشوا وصلة لكلامه ، وإما لتهمة عرفها من الناس له فيرى أنهم لا يقبلون قوله إلا باليمين ، وإما لارساله لسانه من غير تثبيت .ولو تمعنا الى كل من يستخدم الحلف اليوم سنجدها لا تخلو من احدى الصفات الاربعة التي قالها الحسين عليه السلام
4ـ الكراجكي : قال الحسين بن علي يوما لابن عباس : يا بن عباس ! لا تكلمن فيما لا يعنيك فإنني أخاف عليك فيه الوزر ، ولا تتكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعا ، فرب متكلم قد تكلم بحق فعيب ، ولا تمارين حليما ولا سفيها ، فإن الحليم يقليك ، والسفيه يرديك ، ولا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك ، إلا مثال ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه ، واعمل عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالإجرام مجزي بالاحسان ، والسلام .فان الكلام هنا جمع صفة العاقل والعلم واضافة لها صفة الاخلاق كيف يجب ان تكون واولها اجتناب غيبة المؤمن
5 ـ الحراني : قال الحسين (ع) : الاخوان أربعة : فأخ لك وله ، وأخ لك ، وأخ عليك ، وأخ لا لك ولا له . فسئل عن معنى ذلك ؟ فقال : الأخ الذي هو لك وله ، فهو الأخ الذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء ، ولا يطلب بإخائه موت الإخاء ، فهذا لك وله ، لانه إذا تم الإخاء طابت حياتهما جميعا ، وإذا دخل الإخاء في حال التناقض بطل جميعا .والأخ الذي هو لك : فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة ، فلم يطمع في الدنيا اذا رغب في الإخاء ، فهذا موفر عليك بكليته .
والأخ الذي هو عليك : فهو الأخ الذي يتربص بك الدوائر ، ويغشى السرائر ، ويكذب عليك بين العشائر ، وينظر في وجهك نظر الحاسد ، فعليه لعنة الواحد . والأخ الذي لا لك ولا له ، فهو الذي قد ملأه الله حمقا فأبعده سحقا ، فتراه يؤثر نفسه عليك ، ويطلب شحا ما لديك .
6 ـ وروي ، أن هذا الأعرابي سلم على الحسين بن علي فسأله حاجة وقال : سمعت جدك رسول الله يقول : إذا سألتم حاجة فاسألوها من أحد أربعة : إما من عربي شريف ، أو مولى كريم ، أو حامل القرآن ، أو ذي وجه صبيح ، فأما العرب فشرفت بجدك ، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم ، وأما القرآن ففي بيوتكم نزل ، وأما الوجه الصبيح ، فإني سمعت جدك رسول الله يقول : إذا أردتم أن تنظروا إلى فانظروا إلى الحسن والحسين . هذه الصفات التي يجب ان يراعيها العاقل اذا سال كما في الحديث الاول عندما تطرق الامام الحسين عليه السلام الى ما يجب ان يكون عليه العاقل اذا سال احد .
والحقيقة ان كل هذه الاربعات تنطبق على واقعنا وكأن الحسين بين ظهرانينا وهو حقا كذلك حيث يرون مقامنا ويسمعون كلامنا ويردون سلامكنا ونحن لا نراهم في عيوننا ولكن نراهم في قلوبنا عندما نكون على درجة عالية من الحب والموالاة لهم فكأننا نراهم يحفظوننا بامر الله عز وجل من عثرات الدنيا
https://telegram.me/buratha