المقالات

تسهيلات العودة إلى الوطن تشمل من؟!

1363 07:05:00 2008-06-28

( بقلم : بشرى الخزرجي )

اشعر وكأني أتكلم مع نفسي (أعيد واصقل) وأنا اكتب عن قصص المهجرين والمهاجرين إبان العهد البائد، خاصة وان الكثير غيري تعرض لهذا الموضوع وبإسهاب، وان ما أسطره يشبه إلى حد ما طريقة العرضحالجي الذي يخط بقلمه مشاكل الناس وما يتعرضون له من حقوق مضيعة يرومون الحصول عليها.. لست وصية على أحد، ولا أحاول استعارة مهنة العرضحالجي الشهيرة في بلادنا لكي أشير لمشاكل مهجري ومهاجري الفترة السابقة، وأنا المبعدة عن مدينتي ووطني منذ سنين الطفولة، إنما الواجب الإنساني والدافع الضميري الذي يحثني للتطرق لمعاناة هؤلاء الناس حيث تفصلني عنهم بحور وقارات.

أبو حسين رجل عراقي تعدت سنين عمره الستين قضا معظمها خارج وطنه مجبرا لامخيرا ، كما هو الحال بالنسبة لآلاف ربما الملايين من العراقيين الذين حكمت عليهم سياسات النظام البائد الظالمة وما بعدها من إفرازات العهد الجديد أن يستظلوا بظلال المنافي بدلا عن فيء الأوطان الدافي .. سائلين المولى سبحانه وتعالى العودة إلى أرض الآباء والأجداد قبل أن تضمهم قبور الغربة والغرباء والى الأبد.

قبل ما يقارب الأربعة أعوام وبعد أن سقط النظام في العراق فضّل هذا الرجل العراقي الطيب الرجوع إلى الوطن، ظنا منه أن حقه المهضوم سيعود إليه، وان أملاكه في مدينته البصرة الفيحاء التي سلبت منه من قبل النظام البعثي الزائل سترجع وبيسر دون عسر وبلا وسيط اللهم وساطة الضمير الذي بدا عملة نادرة في زمن مليء حتى التخمة بما يعرف بالفساد الإداري، عاد الحاج أبو حسين وهو على يقين أن العراق الجديد لن يخذله كما خذله وظلمه العراق القديم! وأن الحق سوف يعود لأصحابه حسب اعتقاده ومعه تعويض غربته وذل أيامها فكما يعرف إن (مّن خرج من داره يقل مقداره) .. رجع الرجل والحنين يسبقه إلى حيث مسقط رأسه محلته القديمة في منطقة العشار والتي تضم بين ساكنيها أسراً متعددة الأديان والمذاهب، فله في هذه المحلة ذكريات وبيت شناشيلي قديم وهو بيت الأسرة الكبير الذي يلم الشمل صباح كل جمعة وفي الأعياد والمناسبات العائلية إن كانت مناسبة فرح أو ترح.لقد صودر هذا البيت وصودرت معه فرحة لمّت الأهل والأحباب، كما تم الاستيلاء على بيته الخاص به وبأسرته، وتشتت شمل العائلة حيث هجرت خالية اليدين إلى إيران، لا تفقه من لغة القوم شيئاً، وعلم أبو حسين المسكين لاحقا إن هذه الأملاك تم بيعها دون ذمة ولا وازع من ضمير إنساني وأخلاقي، ولم يعد له شيء في العراق، وهو الذي واصل الليل بالنهار من اجل توفير حق سكن يحمي أسرته من غدر الزمان!..عاد الرجل إلى وطنه بعد السقوط .. وأي عودة؟ لقد صدم بحقائق من واقع الحال المرير حيث التأخير والمماطلة في إجراءات المعاملة لم تكون في الحسبان، فإن استرداد العقار المغصوب ليس بالشيء الهين على مايبدو في عراقنا الجديد!!يقول أبو حسين يا ريت على الروتين والفساد الإداري كما يسمونه وبس .. من حيث واحد يجرني بالطول والثاني بالعرض..أنا يا عمي مُطالب بالدفع والحقيقة ما عندي بعد ادفع خلصت الفلوس على المحامي ولم استلم شيئاً حتى اللحظة .. (بويه آنا رجال مريض وحقي مسلوب إبدال ما الدولة تعوضني خسارتي إنّوب يردوني أدفع ثمن غربتي وحسرتي على بيتي؟ هاي وين صايره!!.. والله وضع تعبان) خليها على الله.. لو تعرفون أخلاق بعض الموظفين مع المراجعين .. واحدهم راد يجلب لي الشرطة على مود اعترضت على تأخير المعاملة التي لا أعلم متى تحسم! .. بس الله كريم انتظر ولوهو اشبقى بالعمر.

يتساءل الحائر أبو حسين قائلا: إن الحكومة العراقية أفرحتنا وأدخلت السرور إلى قلب الكثير من العراقيين خارج القطر، وعلى لسان العديد من مسؤوليها آخرها ما جاء على لسان رئيس الوزراء المالكي ووعدت المغتربين من المهجرين والمهاجرين وضمنت لهم التسهيلات اللازمة، وإعادة أو تعويض الضرر الذي أصابهم، والجميع يعلم حجم الخسارة التي تعرض لها أبناء العراق من المهجرين السابقين الذين سلبت أملاكهم عنوة وسكنت بغير وجه حق من قبل أناس آخرين، أين هذه التسهيلات التي يتحدثون عنها؟ لم نر منها شيء .. أنا اخترت العودة والعيش ما بقي من عمري بين أحضان بلدي .. ولم أطالب إلا بتعويض أملاكي التي كنت قد اشتريتها بمال حلال تعبت فيه، والنتيجة كما يضيف الحاج أبو حسين إني أدور مثل الرحى بين الدوائر أبحث عن هذا الحق المغصوب!

انتهت قصة الرجل، أتركه يبحث عن حقه وأعود لأسجل موقفاً حصل معي على اعتباري من المغتربين والمهجرين والمغضوب عليهم ولا الضالين.. قبل أيام ذهبت إلى القنصلية العراقية في لندن من أجل الحصول على (فيزا) كي أتمكن من زيارة وطني! وبما إني لا أملك أوراقاً في الوقت الحاضر تثبت عراقيتي وعراقية أبنائي المولودين في بريطانيا، اللهم لساني البصري اللهجة فقط!، قوبل طلبي هذا بالرفض وإن عليّ إحضار شيء يثبت أني عراقية مو هندية!، بالرغم من أن زوجي قدم للموظفة المختصة أوراقا عراقية عثمانية الأصل (!) وبعد رد وبدل وسجال وقال وقيل، وكلام لم يخل من نّفّس المحاصصة التي حسب الظاهر تم إنتاجها وتصديرها إلى العراق معلبة من العاصمة لندن .. أخذوا جوازاتنا على أمل أن نستلم سمة دخول الوطن بعد أسبوع .. يا عيني، ما هذه التسهيلات الكبيرة والتشجيعات الفائقة يا حكومتنا الجليلة.. وسلمى ياسلامة رحنا وجينا بالسلامة.

بشرى الخزرجي_لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن صابر
2008-06-29
السلام عليكي أختي الفاضلة_بشرى الخزرجي_في البداية اقدم اعتذاري وأسفي اذا جرحتكي او مسيت احساس كل من كان يعاني نفس معانتكي بكلام لم اقصد به اذية اخ اوأخت لي في المذهب او بالمواطنة فتقبلي اعتذاري واسفي _أختي العزيزة لم اقول شخبصتونه ولكن قصدت ان من يعيش في داخل العراق الحبيب له مشاكل لابد ان تحل قبل حل مشاكل الخارج لانك تعلمين لوحلت مشاكل الداخل تحل جميع مشاكل الخارج ببساطة اما المشاركة فنعم انا لم اشارك في بناء العراق لان لاتوجد فرصة للمشاركة ولكن لم أشارك في تخريبه اوسرقته وعندي حب العراق أغلى من نفسي وأهلى وأطفالي بل اغلى من كل شيأ وأمي وطفلتي ذهبوا شهداء من أجله ومن اجل كلامات قلتها في حقه وليس بنادم وسبقى ماحيت اقولها بل وأصرخ بها فلاتنزعجي سيدتي وأقبلي اعتذاري وشكرا لكي
زينب العذاري
2008-06-29
تحيه أجلال وتقدير للسيد نوري المالكي وجميع الشرفاء الذيين يعملون الليل والنهار ليضعوا حجر اساس لعراق جديد,يااخواني اشارككم معانات الغربه التي ضاعت معها اجمل سنوات عمرنا.ولكن أقول لولا جهود الحكومه لما بقي شيعي يتنفس الهواء في العراق ولم يبقى عراقي مهما كان انتمائه انكم لا تدركون ماذا كان سيحل بالعراق لولا تصدي الحكومه,كان مخطط لنا ان نغرق بدمائنا ليحكمنا صدام آخر,العالم كله من عرب وغير عرب تكالبوا ليعيدوا عقارب الساعه للخلف وأهدر الدم العراقي البرئ بمشاركه عرب وصداميين أجازوا قتلنا واستحلوا اموالنا في السابق,لقد عشت حرب ايران التي حصدت الملايين من خيرة شباب العراق غير المعتقلات الصداميه وحصادها ثم عشنا الحصار الذي قتل الناس جوعا ومرضاً ,أي معاملات وتاشيرات هذه التي تشتكون تأخيرها؟نحن ندعو ونحلم ان يسلم الله العراق من كل شر وعندها ستحل جميع المعوقات وياخذ كل صاحب حق حقه، الصبر زين يااخوان مساندكم لكل شريف هو الذي سيعيد لكم حقوقكم،السلبيه لن تنفعنا لانه لا الحكومه ولا نحن نملك عصا سحريه قادره على ازاله مصائب صدام التي لم يسلم من شرها مخلوق.
بشرى الخزرجي
2008-06-29
بسم الله الرحمن الرحيم الى الأخ الصابر المواطن احييك على صبرك الذي هو صبر الملايين من العراقيين،وسلمى ياسلامة التي تعترض عليها هي تخص الموقف والحالة التي يتعرض لها الكثير غيري في موضوعة الحصول على الفيزا وكلاً يتحدث عن واقع هو يعيشه،اما انا عندني كهرباء وانت ماعندك،فشبيدي عليكم اخي يارين استطيع تعليب الكهرباء وإرسالها ، حتى انا لي نفس رأيك وكتبت عن كل ما ذكرت في مقالات سابقة، لكن ليس من العدل والانصاف بمكان ان نقول شخبصتونه بالمهجرين؟ ..والصبر وحدة لايعمر الاوطان كما تعلم اخي بل العمل وكشف الخلل
مواطن صابر
2008-06-29
السلام عليكم أخوتي في براثا حقيقة دخت انا لم أرد على موضع الأخت الخزرجي رغم اعتزاضي على الخاتمة سلامة نعم ياسلامة وكأن ليس لنا سوى قضية المهجرين احنا ولد الخايبه لكصص أذانه هدام الملعون وذبح عوائلنا وماشبعانين خبز ماعدنا حق بالعراق وبعد سقوط الصنم طلعونا الوهابية وجماعة المولى المقدس مقتدى الفلته عمي اقلها عندج كهرباء وعندج راتب وداعتج نحفر بصخر حتى نوكل اطفالنا ولجلاب عايشة احسن منا بس عدنه امل بحكومتنا ومنكلها سلمه ياسلامة نكلها فدوه للعراق ونصبر عليكم لان ندري الشر يحيط بكم ومادام شيعة ومن اتباع اهل البيت ماراح تعوفونا وماطول ال الحكيم والشيخ الصغير لازم يجي يوم تفرحونا _اخوان ردي المنشور كان على صاحب الرسالة لرئيس الوزراء جابه أهنا
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-06-28
رجاء اعطونا اقامة على الجواز الالماني لان القانون الالماني يمنع حمل الجوازين في ان واحد فنحن اذا اردنا زيارت العراق هل ندخل الحدود حالنا حال المصرين بدون مشاكل ياحكومة حلوا مشكلتنا رجاء خصوصا اعدادنا بالالاف وعندهم نفس المشكلة الضاهر الحصول على الجنسية الالمانية هو اسهل بكثير من استرجاع الجنسية العراقية خصوصا ان حثالات وجراثيم وانقاذ البعث موجودون في كل مكان
مواطن صابر
2008-06-28
السلام عليك في البداية مشكور على ماتفضلت به من تنبيه وتحذير من رجوع الأرهابين والعصابات لكي تعيث فسادا في عراق على والحسين روحي وأهلي فداهم _اما بخصوص الصور فأعتقد رفعها بل وحتى تمزيقها خطوة صحيحة لانه ورث من زمن هدام والامام السستاني حفظه الله لايقبل بتعليق صوره ومنعها اما بخصوص نحن دولة اسلامية فانت على خطأ نحن ليس دولة اسلامية وانما ديننا الاسلام ودستورنا علماني يضمن الحرية للجميع فأرجوا ان تتركوا التباكي وتمسك بأي حجة لنيل من الحكومة والقوات الأمنية والمبالغة في القول بنشر الفساد اي فساد اكثر من قتل النفس والسرقة والتخريب ومن قام بها أليس من تغطى في الدين فكفى نفاق من أراد ان يصلي فليذهب للحسينية ويقنع العالم بالتي هي أحسن بأخلاقه وصدقة وحبه للعراق ومواقفه الشريفة ولكل مثلا بأسد العراق الشيخ الشريف شيخنا الصغير حفظه الله فصورته بقلوبنا معلقة وليس على الجدران نفاقا والذي يريد ان يذهب الى جهنم ولا يؤذي الناس ولايسرق قوتهم او يتسلط على أعناقهم بأكاذيب وهتافات وشعارات فارغه ويريد ان يسكر فليسكر خير من لحية كلحية الماعز وهوايته تكفير وقتل الناس وتصفيط الأكاذيب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك