المقالات

ألا وإن الشهادة لا تليق إلا برجال مثلكم


بقلم بـدر جاسم

 

الشهادة تاج على رؤوس الساعين في تأمين الحياة الابدية، ويقيناً قد أحرزوا هذه الهبة الإلهية لصفات تحلوا بها ميزتهم عن أقرانهم، فمن يعمل لعقود في جبهات المواجهة ويوظف كل وجوده وكيانه من أجل إعلاء كلمة الله وتوحيده في الارض ، بكل تأكيد ستكون الشهادة إستراحته الأبدية، فلا يليق بهكذا نوعية من الرجال إلا وسام الكرامة، قال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)  "وكرامتنا من الله الشهادة" إذا الشهادة كرم وجود من الله تعالى لخاصة عبادة.

 

نعيش هذا اليوم الذكرى السنوية الرابعة، لتوشح قائدين فذين بوشاح الشهادة الحمراء ، ألا وهما الشهيد الجنرال قاسم سليـ......ماني والشهيد الحاج أبو مـ.......هدي المهندس، أثر إعتداء أمريكي غاشم قرب مطار بغداد الدولي، إنهم يختالون رجالنا ونحن نقتل مشاريعهم في العالم، فهم لا يعلمون أن دماء شهدائنا تثمر انتصارات، ولا يعرفون أن الشهادة مُنّية كل عاشق يجوب الصحاري والجبال والوديان بحثاً عن ذلك الخلود الابدي الذي وعد الله به السائرين في طريق ذات الشوكة لتكون الخاتمة لحوقاً بقافلة العشق، قافلة نينوى وحادي  ركبها أبي الاحرار الحسين عليه السلام.

 

فارس كرمان رجُل ليس كباقي كالرجال، لقد حطم كل حدود رسمتها يد محتلٍ أثيم بغيض، لقد كان للمظلوم عوناً وللظالم خصماً وسيفاً مصلتاً على رقبته، لقد آلمنا وأحزننا نبأ استشهاد الشهيد قاسم سليماني.

وهذا أمير المؤمنين نراه قد تألم وحزن أيما حزنٌ على إغتيال رئيس أركانه جيشه مالك الاشتر رضوان الله تعالى عليه. لقد كان يقول  "مالك وما أدراك ما مالك لو كان جبلاً لكان فنداً أو كان حجراً لكان صلداً لا يرتقيه الحافر، ولا يوفى عليه الطائر . أما والله ليهدن موتك عالماً، وليفرحن عالماً ، على مثل مالك فلتبك البواكي وهل موجود كمالك لقد كان لي مثلما كنت لرسول الله ) نحن الآن نقول من أين لنا بمثل قاسم سليماني؟ ومّنْ سيقف عند كل جبهة ويرد كل نار تفتح علينا؟ لقد عرج شهيداً وترك خلفه جيل من طلاب الشهادة، وهاهم يحاصرون وكر الأفاعي(الكيان الإسرائيلي) ويغلقون كل معبر عليهم. نعم اغتالوه غيلةً ليتشظى جسده الطاهر ويتحول إلى محور يقض مضاجع الظالمين… وما طوفان الاقصى إلا غيض من فيض فارس كرمان الذي مهد لكل شيء من سلاح وعتاد ودعم لوجستي. 

 

أما شهيدنا الآخر فهو منارة من منارات الجنوب، تعانق أعلى معالي الكرامة والأباء، فعمره بعمر حضارة تجسدت بهيئة جمال، إنه أبن البصرة جمال جعفر ال إبراهيم (أبو مهدي) فهو شعلة من الروح الثورية، بقى متوهجاً على مر العقود، فلم تطفئه رياح الأيام، ولم تثني عزمه وهمته الأزمات، فقد دافع عن العراق من الاهوار حتى الجبال، فالكلمات لا تفي قدرة ولا تصف حجم جهوده الجبارة، بقيادته الحشد في قبالة عصابات داعش، التي اخذت تقضم مدن العراق مدينة بعد مدينة،

لكن أبناء العراق الغيارى تصدوا لذلك الهجوم البربري بقيادة أبو مهدي، وسطروا أروع قصص البطولة، وقدموا أرواحهم فداء لمقدساتهم وأرضهم، فكان لأبو مهدي الدور البارز والتأثير الكبير في قيادة العمليات، ولذلك اغتاله الشيطان الأكبر، ليرتقي شهيداً هو وضيفه فارس كرمان.

 

لقد تقلد قادتنا الشهداء وسام الشهادة مع تاريخ حافل بالتضحيات، وطابور طويل من الإنجازات، ووضعوا أسس المقاومة، لتبني عليه الأجيال القادمة، فسلام عليهم يوم ولدوا وحين استشهدوا وحين يبعثوا أحياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك