المقالات

انقذوا العراقيين من الوقف الصدامي الارهابي


رياض سعد

من المشكلات العويصة في مجتمعنا العراقي ؛ ادمان الكذب والادعاء , واحتراف الرياء والتمثيل والدجل والتدليس من قبل البعض ؛ الذي يقول ما لا يفعل , ويدعي أمورا اكبر من حجمه , وصرنا لا نستغرب عندما تتكلم العاهرة عن الشرف , او عندما يظهر اللص بمظهر الشخص النزيه , او عندما يتحدث المجرم عن الرأفة والرحمة , او الخائن العميل عندما يتكلم عن السيادة والوطنية ... الخ .

وتعدت هذه الظاهرة السلبية حياة الاشخاص , و وصلت الى عمل المؤسسات ؛ فقد تكون هيئة النزاهة في هذا البلد او ذاك ليست نزيهة , و وزارة حقوق الانسان لا علاقة لها بموضوع حقوق الانسان , وكذلك بعض العناوين الدينية قد لا تنبطق على المعنون , فما علاقة لقب السماحة بالذباح , وعنوان العالم بالجاهل المتعصب ...؟!

فقد لا يعكس الاسم معنى المسمى , ولا العنوان حقيقة المعنون , فالمفروض شيء والواقع شيء اخر مختلف تماما ؛ والا ما علاقة الوقف السني الحالي بأهل السنة من العراقيين الاصلاء ؟

سنة العراق الاصلاء هم احفاد اصحاب الامام علي والامام العراقي النبطي الكوفي ( ابو حنيفة ) النعمان والحسن البصري والامام سفيان الثوري الكوفي والامام احمد الرفاعي العراقي الجنوبي وغيرهم من رجال بلاد الرافدين القدامى , من الذين قارعوا الظلم والظالمين , وجانبوا القتلة المجرمين , وهم بقايا القبائل العربية العراقية الاصيلة ؛ فالوقف السني في العراق ينبغي ان يمثل احفاد هؤلاء العراقيين , والذين يعتبرون انفسهم امتدادا تاريخيا للحركات والشخصيات الدينية العراقية الاصيلة ؛ اما الاسلام الاموي او الحركات الدينية الوهابية والارهابية والناصبية فلا علاقة للعراق والعراقيين الاصلاء بها , لا من بعيد ولا من قريب ؛ اذ نشئت تلك الحركات والدعوات في بلاد اخرى , ونبذها اسلافنا وحاربها اجدادنا ؛ ولكن الحقيقة التاريخية والهوية الوطنية الاصيلة شيء والواقع السياسي شيء اخر مغاير لما هو مفروض ؛ اذ استولت الفئة الهجينة على مقاليد السلطة في العراق عام 1921 وعاثت فسادا وتخريبا في الأرض العراقية , وتغلغلت بين اوساط اهل السنة من العراقيين الاصلاء وادعت التسنن والعروبة زورا وكذبا , ومارست العنصرية والطائفية بأقذر صورها , وبعد سقوط صنم الطائفية والفئة الهجينة عام 2003 , دعت الفئة الهجينة اشقائها الغرباء الاجانب من كل حدب وصوب للفتك بالعراقيين الاصلاء وتدنيس تراب الوطن بأقدامهم الهمجية , وشيئاً فشيئا انزوت الطائفة السنية الكريمة عن مواقع القيادة والريادة , واخذت الفئة الهجينة تحل محلها , وتشابه الامر على الناس , واختلط الحابل بالنابل , اذ تسلسلت الى كافة مواقع القيادة والزعامة الدينية والسياسية ؛ مما عكس صورة مغايرة لحقيقة الوضع في العراق ؛ فهؤلاء الاوباش لا يمثلون ابناء الطائفة السنية العراقية الكريمة ؛ انما يمثلون بقايا العثمنة وشذاذ الافاق من الغرباء والدخلاء ورعايا الاستعمار الانكليزي وايتام النظام البعثي الصدامي ومجرمي الحقبة الدموية المظلمة .

وقد كشفت بعض دوائر واجهزة الحكومة ملفات فساد ضخمة وارهاب تتعلق بالوقف السني وموظفيه , فمن شراء فنادق الدعارة في اربيل مرورا بقضية سعد كمبش ,وصولا الى فضيحة المجرم حكمت العاني والذي مارس اللواط مع الاطفال في مساجد الفلوجة وبدورات حفظ القران الكريم , وانتهاءا بتصريح الشيخ مهدي الصميدعي بخصوص الاحداث الاخيرة – احداث جامع ام الطبول - ؛ اذ قال في مقطع مصور ومنشور على مواقع التواصل الاجتماعي : (( ... يجب على الاخ رئيس الوزراء ان يتخذ قرارا لحماية الشعب العراقي ... ؛ وان يقيل رئيس الوقف السني فورا واذا لم يقيله من منصبه , فوالله ان الشعارات مكتوبة حتى على ورق المحارم : لن ننسى دم صدام ... ؛ لذلك اطلب من الحكومة ان تتخذ قرارا جريئا وترسل رسالة اطمئنان للشعب العراقي , لان مرض السرطان يستفحل واستفحل ولا اريد ان اقول اكثر من هذا , اني رسالتي للشعب العراقي والذي اوقفني بهذا المكان , لن افرق بين العراقيين , انا سني والحمد لله ولكن اعتقد ان للشيعي علي حق اسلامي , مو حق وطن حق اسلامي , فمن قال : لا اله الا الله محمد رسول الله ؛ عصم ماله ودمه وعرضه ونفسه وحسابه على الله ؛ هذه هي العقيدة التي ندين بها لله سبحانه وتعالى , انصحكم يا حكومة ... ؛ ان هؤلاء شعاراتهم – ويقصد بها شعارات تمجيد المجرم صدام – فوق رؤوسهم في مكاتب ودوائر الوقف السني , والجماعة مراح يتركوكم واسالوا اهل الناصرية ... ؛ اسمعتم لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ... )) .

بهذا التصريح قد كشف الشيخ مهدي الصميدعي المستور , واظهر حقيقة الامور , و وضع النقاط على الحروف , فهذا التصريح لوحده يكفي لمحاكمة موظفي الوقف الصدامي وليس السني على جرائم الفساد والارهاب والطائفية والترويج للبعث المجرم والتحقيق معهم بخصوص ملابسات الاحداث الاخيرة , واخشى ان يسدل غمان وثولان ومرتزقة الاغلبية الستار على هذه الجرائم والحقائق الخطيرة كما فعلوها سابقا مع قضية سعد كمبش .

وارجو من رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني الاسراع بمتابعة المتهمين بهذه الجرائم , وتطهير الوقف من الصداميين والارهابيين واعادته الى ابناء السنة العراقيين الاصلاء , وتسليمه لهم ؛ واعفاء رئيس الوقف السني الحالي وحاشيته من كافة الوظائف الحكومية ؛ ولماذا لا ترشح الحكومة العراقية شخصيات سنية معتدلة لمنصب رئاسة الوقف السني كالشيخ مهدي الصميدعي او الشيخ خالد الملا ...؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك