المقالات

الحلبوسي فقاعة أم زلزال!؟


الحلبوسي فقاعة أم زلزال!؟

عباس زينل||

 

تشبيه إلغاء عضوية الحلبوسي من البرلمان بالزلزال، امر مبالغ به جداً، وكل الذي حصل هو مجرد إلغاء عضوية موظف فاسد، والهالة الإعلامية التي نالها الحلبوسي لا يستحقها بتاتاً، كون الحلبوسي هو صنع وناتج عن قرار واتفاق شيعي بالنهاية، على عكس الذين سبقوه كالمشهداني والنجيفي والجبوري، كون هؤلاء مع انهم كانوا نتاج سنيّ وإرادة سنية بحتة؛ إلا انهم لم يحدثوا ضجة إعلامية عند إقالتهم او انتهاء دورتهم.

الحلبوسي ليس إلا فقاعة صنعتها الشيعة، ولكنه اعتنى ونفخ بها من خلال التهويل الإعلامي، مستغلاً رخو وضعف المناطق السنية امنياً، وذلك بسبب بداية خروجهم عن طائلة الارهاب، وحاجتهم الماسّة لزعيم يجمعهم على كلمة واحدة حتى لو كانت وهمية ومصطنعة، الحلبوسي عندما شاهد هذا الفراغ السني، وكسر الشيعة لأجنحة زعماء السنة بسبب دعمهم للتطرف والارهاب، عمل اولا لكسب ثقة الشيعة لكونهم صناع القرار الاول، ثم التعاون معهم لاجثتاث زعماء السنة وأبعادهم عن المشهد السياسيّ نهائياً، لذا كان من المتوقع جداً ( فش هذه النفاخة) وإرجاعها إلى وضعها الطبيعي.

اما لو سألنا ما هو الشيء الأعظم في إلغاء عضوية رئيس مجلس النواب؛ لقلنا بأنه أعظم مراحل التقدم والتطور في تطبيق الديمقراطية، ولاسيما مجيء هذا القرار بعد محاولة الحلبوسي الاستعلاء على كلمة الدولة، واستغلال موارد الدولة وأراضيها في خدمة مصالحه الشخصية والحزبية، وبناء إمبراطوريته المزعومة على حساب قوت الشعب، مرحلة الحلبوسي انتهت، كما انتهت اي مرحلة حاولت هدم بناء الدولة العراقية الجديدة.

الدولة العراقية الجديدة تتمتع بمميزات عديدة جداً، منها السيادة القوية والرقابة القوية، من ضمنها البحث عن ملفات الفساد لكبار الشخصيات، الحلبوسي قد يكون أنموذجا بسيطاً تم تطبيق القانون براسه، وهذه رسالة الدولة الجديدة لكل الشخصيات التي تحاول استغلال منافع الدولة ومواردها للفائدة الشخصية، وفي الختام وهو استنتاج شخصي؛ نتوقع الحلبوسي هاربا بعد بضعة ايام خارج العراق، والأمة التي أراد بناءها على حساب الطائفية والاقتتال الداخلي ( الشيعي-الشيعي ) قد تلاشت، ويجب على الكل فهم هذه النقطة جيداً، وخصوصاً الجماعات التي لا تزال تؤمن بالانقلابات، والجماعات التي توهم جماهيرها بتغيير الحكم في العراق من قبل الخارج بأن: العراق ما بعد الحشد ليس العراق كما قبله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك