المقالات

الغرب .. وسياسة الحق والقوة!..


ا.د. جهاد كاظم العكيلي  ||

 

أوهمنا الغرب كثيرا مثلما أوهم أنظمتنا التي توالت على حكمنا منذ عقود من الزمن، فقد أرسلو لنا ثقافتهم التي أشبعتنا كذبا ونفاقا في نظرتها للإنسان وحقه في العيش بأمن وسلام .. 

وخدعونا بقواعد لعبة حقوق الإنسان ومبدأ المساواة وحق التحرر ورفض العبودية في ظل النظام الديمقراطي، وغلفوا هذه المفاهيم بأحسن أشكال الصُور وجلبوها لنا جاهزة، حتى عدنا نتمضخ ونلهوا أنفسنا بها، وحكامنا يبصقوننا بها في خطاباتهم حتى أصبحنا نتراشق كل يوم من إجل حياتنا ومستقبل أوطاننا بكلام لم يعد مقبولا، لكن تركونا في لهونا هذا وهم يأكلون بنا بهذه الشعارات، ودخلوا في صلب هويتنا وإنتماءنا ..

وعندما يكون الأمر مُتعلق بقضية الوطن وثروات شعبه نسفت كل هذه الشعارات  وتستبدلتها بعنصريتهم وظلمهم وإستبدادهم، فلا يوجد حق لهذه الدول والشعوب   بالمطالبة بحقوقها مهما يكون وجودها على خارطة  الشعب العربي، لأن الغرب هو سيد الحق الذي يأخذه بالقوة المفرطة .. هو يقتل ويدمر الأوطان والشعوب مبررا أفعاله الشنيعة بحجة تطبيق الديمقراطية وفرض سيادة حقوق الإنسان .. 

وهكذا فرضت امريكا همينتها على دول العالم والشعوب الفقيرة، فهم يأخذون كل شيء بأسم الحق الذي ينطلق من مبدأ القوة الذي يضعون تبريراتهم لها لإقناع العالم وإسكات المنظمات التي تدافغ عن وجود الإنسان وحقه في الحياة .. 

واليوم يضيفون دمارا آخر في إرشيف سياستهم بعد أن قسموا العرب في وعد بالفور، وأقدمت بريطانيا بالتخطيط ورسم ذلك، وهلهلت لها فرنسا وثبت أركانه أمريكا مستخدمة أبشع سياسات العنف في فلسطين وتشتيت شعبها وهدم النظام العربي، وحولته إلى دول ضعيفة مهزوزة، لا تجروء أن تشير بأصبعها في وجه امريكا وحلفائها، وأن ظهر عندهم رجلا او نظاما وطنيا قضوا عليه بسياسة الحق وهو منطق القوة عندهم، بعد أن تضع التبريرات لتدميرهم وتدمير نظامه .. 

فقتل الآف من اطفال غزة وتدمير بيوتهم وتشريد عشرات الآلاف وحرمانهم من أبسط مستلزمات الحياة، وتعد هذه الجرائم  اضافة أخرى إلى تأريخهم الدموي الذي بدأ من وعد بالفور مرورا بتهجير الشعب الفلسطيني بأخذ ارضهم عام ١٩٤٨ وعدوان ١٩٥٦ وحرب عام ١٩٦٧ واليوم في مذبحة غزة حيث يقتل أبنائهم ويموتون تحت سياسة الحق هو القوة المفرطة؟...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك