المقالات

نحن أبناء شِعب أبي طالب..!

918 2023-10-30

 

د.أمل الأسدي ||

 

 من الواضح أن للشعوب موقفا يختلف عن موقف الحكومات بما يتعلق بقضية فلسطين، فهي قضية  ثابتة  لديهم، بينما  تتأرجح بين النسبية والرخص لدی أغلب  الحكومات العربية،  وكثيرا ما نری بعض النخب العربية التي تعجز عن انتقاد حكوماتها؛ لأن حكوماتهم تحكم بالحديد والنار، فضلا عن  التجويع الذي تعاني منه الشعوب، نجد هذه النخب بدلا من نصرة الحق والجهة الداعمة له، يذهبون الی مدح  الطاغية المقبور، وينشرون صوره، ويصورنه  البطل الذي كان يدافع عن فلسطين، ويتجاهلون بذلك تأريخه الدموي مع الشعب العراقي، ويغضون النظر عن المقابر الجماعية والإعدامات والسجون وشتی أنواع القهر والقمع!

وبعيدا عن هذا كله، نقول لهم: فلسطين  قضية تبع لحاملها، فحين كان العرب يحملونها لوحدهم، كانت قضيةً قومية تشبه تماما رفع المصاحف الذي قام به جيش معاوية وعمرو بن العاص، فبطل البوابة الشرقية المزيف ومن يدعمه ويقف معه، دعم الصهاينة ومكّنهم  بتحويل الحرب من قضية ثابتة بين الحق والباطل، من قضية محاربة الكيان اللقيط، حولها الی حرب إسلامية إسلامية، وعربية عربية،  فشغلوا الجماهير بالحرب مع الجمهورية الإسلامية  لثمانية أعوام، ثم حرب الكويت ومخلفاتها، ناهيك عن لعبة الصواريخ التي بنی الصهاينة القبة الحديدة بأموال التعويض  التي أخذوها من العراق(١).

في تلك المرحلة برفقة بطل الحفرة المهزوم  وملوك العرب، كانت الثورة ثورة حجارة، والمقاومة مقاومة حجارة وتلويح بالأيدي، كانت مسرحية  يخرجها العرب، ويضحك ملوكهم علی جراحات الشعوب!!

أما الآن فحامل القضية وداعمها مختلف،  الآن فلسطين قضية إسلامية، قضية ثابتٍ إسلامي، لهذا  صارت المقاومة تتحدی وتقصف وتهاجم وتقرر وترسم وتنفذ وانتهت مرحلة  دعم ابن العاص!!

الآن لسان حال المقاومين:  إن تخوِّفونا بالحصار؛ فنحن أبناء شِعب أبي طالب، الذي حوّل الحصار الی  قوةٍ وثباتٍ وبناء للجماعة الصالحة!!

وإن تخوِّفونا بالاجتياح البري؛ فنحن أبناء معركة خيبر، التي  نسفت حصونكم وأذلت عتاتكم!!

وإن تخوفونا  بالاتفاقات السرية الغادرة؛ فنحن أبناء غزوة بني النضير!!

انتهی  وقت الخداع ورفع المصاحف بيد ملوك العرب!

حان الآن موعد الكرامة الإنسانية، وقد فضح الله العالم المدعي للتحضر، العالم الذي يرأف بالحيوانات ويراعي الكلاب والقطط، ويحشر أنفه مع الأسر المسلمة،ويسلبها أطفالها بحجة عدم رعايتهم الطفولة بالشكل الذي يريده الغرب، فضح الله هذا العالم الذي يجلس متفرجا علی أشلاء الأطفال، وأجساد الضحايا من النساء وكبار السن والشباب!!

فالطوفان، جرف وجرّف وعرّی وفضح!

 

                              

١- ينظر:

https://youtu.be/h7tctiqxaOw?si=vjHc2_Zv_yuQf189

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك