المقالات

تليق بك الشهادة..أخي الدكتور حازم الأسدي

1056 2023-10-26

د.أمل الأسدي ||

 

بعد سبع وعشرين سنة ومازلتَ حاضرا بيننا، تُری هل هذا ما تعنيه الشهادة؟

في كل يوم ظهرا، أسمع صوتك  وأنت تطلب من أمي أن تغرف لك القليل من الرز:

- يمه.. صبيلي بالطاوة من تفرگعين

فتمسك الملعقة وتأكل  اللقمات الحارة وأنت سعيد جدا بهذه البساطة، حيث بيتنا النظيف، ولمپة أمي، وراديو أبي، وصوت الشيخ الوائلي!!

 أنتَ أيها الشاب الذكي جدا، الطيب جدا، من عائلةٍ كادحة، الأب يعمل والأم تعمل والإخوة يدرسون ويعملون(عماله.. باعة..صناع..) وأنت مثلهم، تدرس وتعمل... حتی تخرجت من كلية الصيدلة كما تخرج إخوتك من كلياتهم!

من سرق عمرك؟  لقد تعبتَ كثيرا وأنتَ تدرس، تمشي من السطح الی(البيتونه) والطباشير بيدك، سهرت كثيرا، وبذلت مجهودا، كنت تعمل وتدرس، اشتريت  وبعت  وجمعت وكافحت... أملا بيومٍ قادمٍ تستقر فيه!

أنتَ أيها الطيب، دمعتك قريبة(احنين يبو گلب الطيب) 

كنت ترجو أن تموت قبل أي فرد من أفراد أسرتك حتی لا تحزن علی أحد منهم!

احنين... مازلت أتذكر وجهك الحزين ودمعتك علی كلبٍ صغير مصاب، جلست وطحنت له حبة البراسيتول، وأفرغت كبسولة الالتهابات وعالجته بيديك!

(امعدل يابو طول الحلو، يالهيبة) كنتَ منظما جدا، وحريصا ودقيقا، تحتفظ بالأشياء  القديمة والأوراق القديمة، ولا تحرك شيئا من مكانه إلا وأعدته كما كان!

كنت أنيقا، وتحب العطور كثيرا، ومن يفتح خزانتك يندهش من تنظيمها ونظافتها، وتسحره  رائحة العطور.

(يابو النفس الطيبة) كنت كريما، ناكرا لذاتك، لم تفكر يوما بفردانية أو أنانية، إذ تری نفسك وإخوتك فردا واحدا!! 

حازم، كنت تحب( اللمة) تحب أخواتك وأولادهن، تحب الاجتماع علی سُفرة واحدة، ولاسيما يوم الجمعة، إذ تستلذ بطعم(البيض والبصل) من يدي أمي صباحا، وبـ(الطاوة الفافون الچبيرة).. كنت أجلس جنبك دوما... وكانت أمي، تنظر إلينا جميعا وهي سعيدة جدا، وكأنها تملك الدنيا!

أخي، أيها المؤمن، أيها الموالي، كيف  سرقوا عمرك؟

كيف هدّم بيتنا تقريرٌ طائفيٌّ أصفر من يد صفراء!!

أخي حازم، ماذنبك حتی تتعذب في السجون والمحاجر؟

ماذنبك حتی يصعقوك بالكهرباء؟

أيها الشاب الشريف،  كيف حرموك من ابنك؟ وكيف يتّموه وعمره أيام معدودة؟؟

 سبعٌ وعشرون سنة ومازالت أمي تنوح، انتقم الله من الرؤوس الطائفية الكبيرة وسحقها بعد بضع سنوات من شهادتك، ومازالت أمي تنوح!

‏يبني.. انا ردتك ما ردت دنيا ولا مال 

اتحضرني لو وگع حملي ولا مال

يا حازم يمه.. خابت ظنوني والآمال 

وكت الضيچ يبني اگطعت بيه

أخي، في مثل هذه الليلة عام 1996، لم  أكن أعلم أنها ليلتك الأخيرة، ولم أكن أعلم أنك قد حسمت موقفك، وأنك ستمضي صابرا صائما محتسبا!!

ماذا أقول اليوم؟  لن أقول شيئا...

 بل قلتُ كل شيء!!

قلتُ: إنك حسمتَ موقفكَ ومضيت صابرا صائما محستبا!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك