المقالات

حل الدولتين..!


عبد الحسين الظالمي || 

 

المحامي والباحث

 

رغم استنكارنا ورفضنا وستهجننا لما يحدث في غزة من قتل وترويع وشمئزازنا  من الموقف العربي نقول بحكم المعطيات الواقعية 

لايوجد حل  مقبول امام الاسرائيلين و  الفلسطنين  سوى حل وجود دولتين دولة فلسطينية عاصمتها القدس وبكل الاراضي التي يتواجد بها الفلسطينين الان ودولة عبرية اسرائيلية تخضع لمنطق السلام والامن المشترك لاسباب عده منها

اولا : وجود اسرائيل  يتعمد على القوة القاهرة التي لا تغلب بدون هذه القوة اسرائيل دولة لا تعني شىء امام الدول الاخرى  وطوفان الاقصى اثبت ان هذه القوة القاهرة اصبحت مقهورة  ولم يعد مبدء استحالة قهرها وهزيمتها مستحيلا بل ثبت انها بيت عنكبوت  تمكنت ثلة من الافراد خرقها والسيطرة على مراكز حساسه وغنم ملفات جدا مهمه من اجهزة حساسة في الامن الاسرائيلي  تتعلق بامور مهمة جدا ، وقد وضعت هذه الغزوة اسرائيل امام محنة كبيره  تتعلق بامور عده منها فقدان ثقة المواطن الاسرائيلي بالجيش الذي لا يقهر فقد اسر المجاهدين كبار قادة هذا الجيش وجنوده وغنموا ملفات حساسة ،  ومنها ايضا جعل اسرائيل تلجىء  لخيار القوة المفرطة وهذا الخيار سوف يجعل اسرائيل اكبر خاسر لانه امام شعب كلهم شهداء وان كانوا احياء فلا فرق وقع عليهم الموت او وقعوا عليه 

وهذا يحفز الشباب الفلسطيني على اختيار الموت بشرف افضل من الدفن تحت الانقاض  وفي نفس الوقت يساعد على تلاحم عربي شعبي ودولي سوف يضع اسرائيل في زاوية حرجة مهما عمل  الداعمين لها .

اسرائيل خسرت معركة وجودها بدون شريك  لانها خسرة معركة الوجود بفقدانها قوة التفوق القاهرة وليس بامكانها موقتا تلافي تداعيات هذه الخسارة فقد اصبحت من  قوة قاهرة الى مقهورة عاجزه تقف على حدود غزه وهي امام خيارين احلاهما مر  اما الاجتياح واما حرب استنزاف طويلة  تكون هي الخسارة فيها لان الطرف المقابل ليس لدية ما يخسره .

ثانيا : من يتصور ان عزة هي فقط مدينة المباني في حدودها الادارية فهو واهم جدا لان الصراع منح المجاهدين  دروس  و فرص كبيرة حيث توجد مدينة غزة اخرى تحت الارض  مجهزه بكل ما يمكن المجاهدين من الصمود  ونحن في العراق نعرف ما تعني الانفاق في القتال وسوف تشتعل الارض تحت اقدام الاسرائليين لان الاجتياح بالضرورة سيكون بالجندي والدبابة والمدرعة  ولا اظن ان المجاهدين غفلوا عن خطط الحماية الذاتية من استخدام الغازات السامة او الخانقة لاجبارهم على الخروج  من الانفاق او الغمر بالماء والذي هو مكلف ومعالجاته هينه وفي كل الحالات سوف يتحول من في الانفاق الى عبوات ناسفة  في حالة اجبارهم على الخروج لان النتيجة واحد ة عندهم الموت او الاسر الابدي  وسوف يلجىء المجاهدين الى لعبة البرغوث مع جيش الاحتلال  وهي مصيدة يصعب تجاوزها بسهولة   وبالتالي افراغ غزة حتى يمكن القضاء على مجاهدين حماس باهض الثمن جدا وخصوصا مع ملاحظة عنصر الزمن في المعركة لانه

سوف  يفجر اسرائيل من الداخل عندما تصل جثث الجنود وتسوء الاحوال رغم اننا نعي ان افراغ غزة ليس هدفا عسكريا بل هو هدف اقتصادي يرتبط بشركاء خارج اسرائيل لذلك ليس امام العدو الصهيوني سوى استخدام القوة المفرطة وانتظار النتائج  وقد شاهدنا انعكاس ضربة مستشفى العمدانية وتهديد المستشفى الكويتي  على الموقف الدولي .

اما الجانب العربي هو ايضا باسوء حالته التي لايمكن من خلالها فرض حل تحرير الارض 

لا بالدبلوماسية ولابالقوة  لاسباب يطول الحديث عنها وقد بانت عورة الموقف العربي مرات عدة 

فهو اسد في الصراع الداخلي ونمر من ورق في الصراع العربي الاسرائيلي فهو قادر ان يخصص2000 مليار دولار لتغير بشار الاسد وليس قادر على اطعام وإنقاذ طفل فلسطيني  ، وحتى في حالة توحد العرب والعالم الاسلامي وعادوا الى فكرة رمي اسرائيل بالبحر 

فان الموقف الاسرائيلي سيكون وفق مبدء عليه وعلى اعدائي وهنا يكون لقوة التفوق ( القوة القاهرة ) دور في المعادلة التي تمنع تدمير اسرائيل  ومن هنا نصل الى نتيجة ملخصها ليس لاسرائيل القدرة على  القضاء بالقتل او التهجير للشعب الفلسطيني مهما كانت قوتها وقد اثبتت التجارب ان هزيمة الجيوش الكبيرة ممكنة وليس مستحيلة وطوفان الاقصى اثبت ان اسرائيل فقدت عنصر وجودها وهو القوة القاهرة والجيش الذي لا يغلب فقد غلب في جنوب لبنان وها هو يغلب في عمق وجوده  وايضا ليس لدى العرب والمسلمين القدرة على رمي اسرائيل بالبحر وفق المعطيات المادية لذا فليس من حل امام الطرفين سوى حل وجود دولتين لكل دولة وجودها وحدودها  وسيادتها  ودليل ذلك عند الاسرائلين انفسم

فلا الحرق والقتل والتهجير قد قضى عليهم 

ودمر وجودهم لذا فلايمكن القضاء على الشعب الفلسطيني حتى لو هجر للمريخ ووجودهم  خارج ارضهم سوف يورق الطفل الاسرائيلي وهو بالمهد .وذا لم يستوعب الحكام  في اسرائيل ذلك فعلى داعميهم ان يعوا ذلك  ان العالم سوف يكون على كف عفريت اكثر تاثير مما احدثته حرب روسيا واوكرانيا  . رغم كل ذلك تبقى ارادة الله ووعده هي الحاكمة وهو اعلم بخواتم الامور .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك