زمزم العمران ||
قال تعالى في كتابه الكريم : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}
الولايات المتحدة الأمريكية، التي طالما صدعت رؤوسنا بالدفاع عن الحرية، والديمقراطية، والتي ميزت دولتها بأحد المعالم الشهيرة على مستوى العالم، والتي اسمته ُ "تمثال الحرية" الا ان لهذه المبادئ التي تتغنى بها هي والغرب جميعا وجهاً آخر، أقبح مايمكن ان يسجله التأريخ على مدى مئات القرون.
الهنود الحمر، السكان الأصليين لأمريكا من مذابحهم مروراً بجريمة إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما ونكازاكي المدينتين اليابانيتين، ثم احتلال فيتنام وارتكاب ابشع المجازر، ثم حربها على العراق في عام 1991 وعام 2003 واستخدامها لليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض في قصف المحافظات العراقية، وليس آخرها ماتقوم به من دعم واضح وصريح للكيان الصهيوني في جرائمه التي يرتكبها بحق المدنيين من الأطفال والنساء في غزة والتي لم يكن ختامها حادثة قصف مستشفى المعمداني من قبل إسرائيل، وتحريك البوارج الحربية وحاملات الطائرات وتزويد ودعم هذا الكيان السفاح بأخطر انواع الأسلحة لقتل المدنيين.
ثم ظهورهم في مؤتمر صحفي يترأسه بايدن في عاصمة الكيان الغاصب تل أبيب، حيث وجهت له احدى الصحفيات قولاً "اوقفوا الحرب على غزة" فيجيبها هذا المعتوه : ماذا تقولين؟ أنا لا أسمع؟، فأعادت الكرة مرة أخرى فأجابها بنفس الجواب، وهذا ماتكلم به المرجع الشهيد السيد محمد صادق الصدر، في خطبة الجمعة الخامسة والعشرين حيث قال : (الحرية والديمقراطية في الدول الاستكبارية، حتى وإن كانت موجودة شكلياً، الا انها غير موجودة حقيقتاً، لاتشمل النظام الأساسي للدولة او أسرارها او مسلماتها وكل من يخرج على ذلك يعاقب بالعقاب الاليم، اننا لو فرضنا انه وجدت فرصة محدودة، لبعض الأفراد او الجماعات ان يبرزوا رأيهم، ويقولون كلمتهم كما قد يحصل او ضمن الصحف او ضمن الاحتجاجات والمظاهرات، فإنما هو مجرد رأي لايُسمع ولايُنفذ، بل يلقى الأذن الصماء لامحالة، كأنهم يقولون لك ان تقول ماتشاء الا لنا ان نترك قولك أيضا ونحتقرهُ.
وهذا التشخيص دقيق جداً، ليس العجب ان يصم بايدن آذانه عن هذا المطلب، بل العجب ان يصم الحكام العرب أذانهم عن دوي أصوات الجماهير الغاضبة والتي عبرت عن أستعدادها لمواجهة هذا الكيان ودحره والتخلص منه، الا ان هذه الحكومات الخانعة والمطبعة والتي يرتبط وجودها بوجود هذا الكيان، فإذا زال هذا الكيان يزول معه هذا العدو، الذي يصم آذانه ويغمض عيناه عن رؤية هذه الجماهير المطالبة بوقف العدوان، فلو كان الأمر معكوسا لوجدت المئات بل الآلاف من الجمعيات والمنظمات التي تطالب بأحترام حقوق الناس واحترام المدنيين والذين رأينا بأم اعيننا، كيف يتعامل المقاومون الفلسطينيون مع المدنيين الإسرائيلين، حسب مايأمرهم به دينهم، وقد انتشرت مقاطع كثيرة للأسرائيلين المدنيين، وهم يتحدثون عن كيفية تعامل مجاهدو كتائب القسام معهم الا اننا لم نرى هذا التعامل لدى الصهاينة
وكما قال الشاعر :
مَلكْنا فكان العَفْو منَّا سَجيَّةً
فلمَّا ملكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ
https://telegram.me/buratha