المقالات

"وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ"..


كوثر العزاوي ||

 

تظهر حقيقة اليقين بالله في مراحل الضعف والبلاء، ويكون اليقين غالبًا لصاحب الثقة بالله "عزوجل" إذ مهما حلك الظلام، واشتد الضيق، واجتمعت الكروب، وتكالبت الأمم، سيكون النصر والظفر من الله القوي وأن المستقبل للإسلام والعاقبة للمتقين هكذا هو الإطمئنان وحقيقة اليقين الذي تمتلئ به صدور قوم مؤمنين، ولعلّ المصداق الحيّ، قد جسّده أهل غزة وأثبتهُ إيمانهم الراسخ رغم قلة الناصر، وإنسلاخ المجتمع الدولي عن ادنى معاني القيم الإنسانية، والمدعوم بالصمت المطبق من حكام العرب والمنطقة، الذين يدّعون الإسلام ومَن يبررون لإسرائيل جرائمهم ويباركون الإبادة الجماعية لشعب غزة المقاوم المدافع عن أرضه وعرضه، وهذا عين الخزي والعار الذي سيلاحقهم جميعًا على مدى التاريخ!! فلا بأس ياأهل غزة العزّة والاستبسال، مادمتم على يقين بالنصر الإلهي كما نراكم رغم عِظَم المصاب، وطالما انكم اصحاب حق، فالنصر حليفكم حتمًا ولو بعد حين، وإنّ تضحياتكم هي بعين الله، إذ أنها الباكورة الغالية، باهضة الثمن لحتمية نصركم ، ومقدمة لرفعة راية عزّتكم بأذنه تعالى! أما نحن الذين لانملك أمام صبركم إلّا الدعاء والوقوف معكم في ساتر التبليغ وشحذ الهِمم، وإستنهاض الضمائر المترهلة، ومنها من غطت في سبات عميق، لعلها تصحو وتشمّر عن ساعد بقايا غيرة ومروءة عربية كما يزعمون، ولعمري أين المتباكين يومًا على "ريان المغربي" واستنقاذه من بئر القدر، بينما ومنذ عشرة أيام تغض الطرف عن مئات الاطفال المتهالكة تحت ركام بيوتها المهدمة على رؤوسهم جراء القصف الصهيوني الوحشي في غزة ولامن مغيث لهم! لابأس عليكم ياأهل غزة، فواللّٰه لن يمضي إلا أمر اللّٰه، وحاشاه أن يرىٰ تلك الصدور التي تحمل توحيدهُ تتألّم أشد الألم ثم يتركها هملًا مقابل قبح أعداءهِ وقسوتهم، فغيرةُ اللّٰه أشدُّ من تلك التي اشتعلت بها صُدورنا وصدوركم لكنها لحظةُ الألم الشديد، وتجرع الصبر البالغ الذي تسبقُ مرارته تنفس الصُّعداء ويومئذ يكتشف كل العالم سيما المتخاذلين منهم نكتة "أن إسرائيل إستطاعت إحتلال ضمائر الدول العربية كلها وحكّامهم" ولكنها وإلى اليوم مازالت

تحاول إحتلال فلسطين! وقد جوبهت بالمقاومة لتجد نفسها في وَهمٍ كبير أنها منتصرة أو تستطيع النصر، والوعد الصادق آتٍ، لتنفرج أسارير اصحاب الحق وتنشرح صدورهم ويتهلّل وجه التاريخ حينما يدخل مرحلة التدوين الاستثنائية في معنى قوة الإسلام وعزة أهله وبشائر نصره، واستبسال جنوده وهم يخوضون حربًا كبرى على بوابة القدس يوم تحريرها، يتقدمهم القائد الأقدس، وذلك وعد الله، وإن الله لايخلف الميعاد.

 

٣٠-ربيع اول-١٤٤٥هج

١٦-١٠-٢٠٢٣م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك