المحامي عبد الحسين الظالمي ||
منذ فترة ليس بقصيرة ونحن ننتقل من ازمة الى اخرى يحمي وطيسها وتسل لها السيوف المواقع الاعلامية والتواصل الاجتماعي ثم تغادر وتختفي لتبدء اخرى وهكذا يعيش المواطن العراقي في دوامة هذه الازمات مع مايعاني من نقص في الخدمات ومشاكل الحياة اليومية ورغم كل ذلك فهو يعيش تحت وطئة العصف الذهني والفكري الذي سلط علية منذ 2005 من خلال قنوات ومنابع اعلامية اعدت لهذا الغرض ورصدت لها مليارات والعشرات من الخبراء الذين يتعاملون وفق ما يفرض عليهم من خطط واستراتيجيات الغاية الوحيدة منها تدمير هذا الشعب لاسباب لسنا بصدد استعراضها الان ، لذلك نرى ان حقيقة ما يجري على ارض الواقع
صراع خفي يظهر من خلال افعال وممارسات هنا وهناك بين فكرين فكر اسلامي يريد ان تكون هوية العراق اسلاميه يغلب عليها التشيع وهناك فكر علماني قومي يحاول ان يثبت ان العراق عراق مدني عروبي لذلك نرى تضخيم بعض الافعال والممارسات مثلما فعل البعض مع قضية الانتصار على داعش وما جرى في احداث تشرين وما افرزته من افعال ويمكن الاشارة على سبيل المثال لقضية (ام مظفر ) في مسيرة الاربعين وما حدث في حفل اليوم الوطني هو
صراع يدور تحت الرماد يظهر بشكل او باخر في بعض المناسبات وهناك من يغذي ذلك .رغم ان الواقع يشير ان كلا الطرفين في بعض التصرفات يسيئون للعراق تاريخا وحضارة وبلد مقدسات ويتجاهلون حقيقة ان المغالات في طرح المواقف وتبيان الحقائق قد تعود سلبا على الوطن والمقدسات والقيم ، البعض يحاول ان يوظف الشعائر بعيدا عن حقيقتها ويصورها وكانها خرفات وممارسات بعيدة كل البعد عن فكر ال بيت الرسول صل الله عليه وسلم والبعض الاخر يصور الامور وكان العراق بلد المجون والعربدة والانحلال فبعد محاربة المحتوى الهابط واتباع المثلية والجندرة وغيرها عاد هذا ليتفجر بممارسات اقل ما يقال عنها انها بعيدة عن الذوق والفن وخصوصا ان المناسبة هي مناسبة وطنية مهمة يفترض ان تكون فعاليتها تعكس اهمية هذا اليوم ودور الشعب في صناعته ليكون يوما جامعا يخلد على اساس محتواه لذلك يستحق ان يحتفى به ، وبصراحه اقول ان كل الطرفين اضر بالعراق فلا المعترضين على ما جرى في اليوم الوطني استطاعوا ان يجعلوا من هذا اليوم يوما يستحق الاحتفاء به من خلال ما كان يجب ان يقوموا به من مهرجانات وامسيات واحتفالات واستعراض عسكري كما تفعل الامم والا الطرف الاخر استطاع ان يوظف هذا اليوم بشكل الذي يعكس الهوية المدنية للعراق صاحب السفر الطويل في مجال المدنية ، كل ما حدث في اليوم الوطني العراقي لا يعد سوى تعبير عن افكار فردية وضفتها اجندات تريد ان تظهر العراق بهذا الشكل واللون الذي يعد بالا ذوق ولا طعم .
، اليوم الوطني للعراق تعد له فنانه منذ اربعة اشهر مع احترامي لها ولما بذلته من جهد ولكن هذا اليوم اكبر منها ومن الوزارة نفسها المفروض منها ان تجعل من هذا اليوم عرسا وطنيا اذا كان متفق عليه وذا كان هناك خلاف عليه فلا يوجد مبرر واحد ان يكرس لما شاهدنا من فعاليات في منطقة تعد رمزا وطنيا للعراق ومن هنا نقول ان ماجرى ابعد من احتفال بمناسبة بل هو استغلال فرصة وهذا ما يحاول ان يفعلها كلا الطرفين وهذا نتاج سكوت وصمت العقلاء ليتمكن الطفيلين من ملىء الفراغ بشكل يحز في النفس ليكون الخاسر الوحيد هو الوطن الذي حد الكل سكاكين تدميره وتشوية سمعته
من خلال ما يطرح من افكار وممارسات واراء سواء كانت افعال على ارض الواقع او برامج في سوشل ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي لاترى منها سوى صورة سوداء لبلد علم العالم بالقلم ،
وليكن الله في عون العراق .
https://telegram.me/buratha