المقالات

مقاومة القلم .. الشتات تطرز بنسلفانيا !


حسين الذكر ||

 

كانوا هنا يا حسن .. 

صورة جدك وابيك .. 

محراب صلاة ومآذن وطن  

مقابر لنا في الشتات ..

عيون صبايا كاحلات بالمحن .. 

لم يبق شبر يا حسن ..

كل الثقافات حجارة .. 

تستبطن الكفن ..  

 

( فلسطين تكتب ) .. هكذا واجهني العنوان .. لم اكن متهيء للخوض بمأساة من نوع جديد .. لكن وجه الشباب الذي ظهرت فيه ( لورا البسط ) .. استنطقت الحرف من عصارة قلمي .. حيث ظهرت متوجة بالكوفية وان لم ترتديها ، حملت قلم يسيل حجارة بعد ان تمخض الحبر فيه .. حاول المقدم ان يستدرجها لاجندة المؤسسة الإعلامية .. لكنها تعبئت بفلسطين فلم تخنها وسائل التعبير وهي تلوي اذرعة الحديث محورا خاص بها .. كانها اختبرت سنوات المقاومة مع ان نعومتها لا توحي بحمل سلاح ما .. مع انها تسلحت بكل معان القوة .. لم تتلكا ، لم تتردد ، لم تحد عن رسم خط حفرته الذكريات حد الإرث في ضميرها منذ الشتات والهجرة والاستشهاد على يافطة الوطن .

 

هكذا بدت ( لورا ) .. كما لهجها المذيع بين طيات لسانه او بما دون في جنسيتها .. الا ان الملامح العربية الفلسطينية كانت مستغرقة فيها حد الإحساس بحزن ما يطفو على تموجات قضية .. حافظت على محورية الحوار ولم تنسب شيء منه لشخصها .. شعرت ان القوة في الجماعة والراي العام اهم من كل رأي اخر .. ان وظب باتجاهه الصحيح .. فقادته رغما عنه .. نحو ذلك الشاطي المحصور بين جنبات غور الأردن وطيات البحر المتوسط ..

مر الخليل من هنا .. وساقوا يوسف بضاعة مزجاة .. كما تغنى درويش بطائر النورس .. فيما تم إعادة لوحات كنفاني بحلة جديدة بدت تكتنف الحداثة على يد انامل برغم كل طراوتها لكنها .. تعي تماما ذلك التاريخ الهجير والهجيع والفجيع .. الذي لم تنم به الجدات وهي تحمل الأرض كل الأرض على اكتافها الواصلة بين عكا ويافا والجليل ... ومخيم اليرموك في دمشق وكل بقعة ارض على معمورة تعرفت على الكوفية العرفاتية . 

نجح الطلبة الفلسطينيون باستحضار القضية .. برغم كل التحشيد المضاد بعنوان معادات السامية .. وبقلب فلاديفيا وعلى بساط ( العلم ) اذ توجت لورا البسط ومعها مئات القادمين من جميع الشتات .. وهم يتغنون بلملمت جرح لم يلتئم بعد .. قالت انا اتحدث بالنيابة عن زملائي والست سوزان أبو الهوى المديرة التنفيذية للمهرجان الذي مثل قوة الثقافة بوجه ثقافة التعنت .. 

مشهد رائع وجميل ومشاعر جياشة كانت تبتسم من الصميم وحزن صداها يفتح الصمم .. ثلاثة أيام لن تنسِ بمسرحية ضمت الاف المشاركين كل من جنسية وكل من مدينة وكل من دين وكل من قومية وكل بمنهجية ما . الا ان الجميع ذاب في فلسطين وعبر عن انتظار مخاض لابد له ان يولد وينجب لهم ( لقاء ) جديد وان طال الأمد .. فقد  كتب النصيب ان تلتقي لورا بابن عمها حسن .. بعد عشرات السنون .. والاف الضحايا على طريق خارطة الوطن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك