المقالات

حين تكون انت لست انت ..!


منهل عبد الأمير المرشدي .||

 

اصبع على الجرح ...

 

منذ، التاسع من نيسان ٢٠٠٣ ونحن نعيش ما انعم الله علينا بنعمة مزدوجة ونعاني ما نعاني وندفع ما ندفع من تداعيات نقمة مزدوجة . النعمة المزدوجة تتمثل بالخلاص من الدكتاتور الطاغوت المقبور صدام اضافة الى نعمة الحرية والقدرة على التعبير وإبداء الرأي والانفتاح على العالم الخارجي .   

اما النقمة المزدوجة فتمثلت في تسلط الف صدام وصدام من الفاسدين والعملاء على مقدرات الشعب وثرواته اضافة الى انفتاحنا المشؤوم على عالم الانترنيت الافتراضي وطوبائيية اصدقاء الوهم في الفيس بوك  .. ولإننا وقعنا في هذه النعمة قبل ان تقع علينا من دون اشعار مسبق ولا أحم ولادستور فكنا مصداق تام للمثل الشعبي العراقي ( شاف ما شاف .....)  . 

تحول الفيس بوك الى سلاح ذو حدين كما أمسى منبرا للصوتين على حد سواء صوت الفضيلة وصوت الرذيلة .  عالم افتراضي متكامل يجمع في صفحاته بين الظلامية والميتافيزيقية والواقعية والثورية والدونية والجمال  والقبح معا على حد سواء !! المشكلة فينا ومن باب البساطة بالفطرة والطيبة بالوفرة تعاملنا مع هذا الفيس الغريب العجيب بحسن النوايا والتسليم للمنايا بلا خوف او تحسب ولا هم يحزنون . طلبات صداقة تنهال علينا بلا اسم حقيقي ولا صورة شخصية ولا لون ولا طعم ولا رائحة .

لكنها تحصل على الموافقة وتأكيد الطلب من دون ان نتأكد من هوية الآخر او نطمئن له .. اغلب من يطلب الصداقة هم من الشباب شأت ام أبيت  وكأنهم من سكان الجنة جميعهم من الشباب .رجل عمره سبعين او ثمانين عام يضع صورة له أشبه ما تكون بصورة  مهند التركي ويكتب عمره ما بين العشرين والثلاثين فتتهاوى عليه القلوب من صديقات الشغف الوجداني او من اصدقاء الباحثين عن وطن وهلم جر . نساء بعمر  الحاجة ام حمدان تقارب السبعين وصورتها في الفيس احلى واجمل وابهى من الأميرة ديانا فتتهاوى عليها طلبات الصداقة والموافقة والتأكيد حسب الطابور وبالنسق ممن يعانون فقر الذات او يشعر بالفراغ او لديه مشكلة عويصة مع زوجة فبيحة . 

وهكذا . اسماء الأصدقاء في الفيسوك ما شاء الله بين الوردة البيضاء والشمس المشرقة وزهرة النجس الى ابي الاطياب  ومحمد التقي وابي الإيمان  وأسماء ما انزل الله بها من سلطان تدمع لها العيون وتخشع لها القلوب . . 

ما اود ان اقوله اننا ازاء عالم افتراضي خطير ومخيف لا يستحق الوثوق به او التسليم اليه . وقع الكثير من الاخوة والأخوات  وحتى نحن والكثير من الزملاء والزميلات ومن كل المستويات ضحية ما يعتمر بين طياتها من السفهاء وابناء الشياطين والمجرمين الذين تمرسوا في التهكير والاختراق بل ان بعضهم اتخذ من الأمر مهنة للابتزاز الرخيص ..

الأمر أمسى اكثر خطورة مع انتشار تقنية الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع أن يجعلك انت ليس انت كما ترى نفسك ترتدي ما لا ترتدي او تقول ما لا تعرف ما تقول . عالم خطير ونعمة هي بتمام النقمة وهي اشد خطورة على النساء لما يمثله الحياء للمرأة عندنا عرفا ودين . 

هي نصيحة لي ولكم ولكل من يقرأ . حاول ان تكون دقيقا واعيا في اختيار الصديق او الموافقة على طلب الصداقة ولا تقبل اسما مستعار او صفحة بلا صورة وهوية وعنوان او كل من لا تتطمئن له بتمام اليقين .. هي نصيحة لي ولكم ..

والسلام .  

 

ا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك