المقالات

شناشيل زينب..!

1084 2023-09-28

 

د.أمل الأسدي ||

 

كان اسمها (زينب)  ويقال: إن للإنسان نصيبا من اسمه، وهي كذلك، ترتدي الخُلق وتنطق الهيبة،وتشكو همها إلی الله تعالی، فلا يسمعها أحد، ولايشهد حسرتها أحد، سوی الله المطلع  علی حالها!!

تجلس يوميا بجانب شباك الشناشيل الذي يشرب الشمس بصعوبة في محلة(ام النومي) في الكاظمية، وبعد صلاة الفجر تجلس الجلسة نفسها، وتبقی تدعو حتی تسمع وقع أقدام الناس  ودعواتهم (يافتاح يارزاق ياعليم)ثم تفوح رائحة (الحرمل) معلنةً بداية اليوم الجديد، فمن عادة نساء الكاظمية إشعال(الحرمل) صباحا للرزق، وإشعاله مساءً مع الغروب لطرد الحسد!!

وبعد ان فاحت الحياة في المحلة،نهضت (زينب) وأشعلت(أم الفتل) ووضعت إبريق الشاي(الفرفوري)الأنيق وأعدت الفطور لعمها وعمتها وزوجها،وهي صامتة، فمازالت الأماني تحتل صدرها، متی ستكون أُمّا؟ومتی ستشرق الضحكة البريئة علی شناشيلها؟

لبست عباءتها وخرجت الی السوق،وكذا سائر النسوة يخرجن لشراء الخضار واللحم بأنفسهن،ولاسيما أيام نزول(السبيناغ)إذ يحرصن علی كثرة(الآلة) فيه،وإبان طقس التحضير لمائدة الغداء،دعتها جارتها (أم محمد)إلی حفل مولد الرسول الأعظم في بيت أختها في (العطيفية)قائلة لها:(تعالي وإن شاء الله النبي مايرد ايدج خالية)!!

بقيت هذه الجملة عالقةً في ذهن(زينب)وقررت أن تذهب مع جارتها،وبالفعل ذهبت هي وعمتها لتحضر حفل المولود،وبينما كانت(الملاية)تنشد المدائح النبوية والكل فرح ومسرور،كانت (زينب) تبكي بصمت!

 قدموا لها صحن(الزردة بالحليب)ومدت يدها لتأكل فتراجعت قائلة في سرها:يارسول الله (صلی الله عليك وعلی أهل بيتك)لن أتذوق شيئا من طعام مولدك،حتی ترد عليّ وتقر عيني!!

وانتهی حفل المولد البهيج،وعاد الجميع الی منازلهم،وحل الليل وعانق القمرُ شناشيل(زينب)، وعانقت روحها الانتظار والأمل!!

هنـــــاك قال لها الرجل المهاب: كلي وقري عينا

قالت له: من أنت؟

قال:أنا هو،طلبت أن أرد عليك فرددت!!

خذي، هذا كيس من الصابون لإخوتكِ

وهذا الكف من التمر لابنة أختك!!

فقالت له وأنا؟؟

فأجابها: ضعي مافي يدك أولا

فوضعته بسرعة علی المنضدة ومدت يدها إليه،فأعطاها بكفيه تمرا وقال لها: اسمه علي واسمها زهراء!!

هل سمعتِ؟

فنهضت(زينب)وهي تصرخ :نعم،لقد سمعت!!

ومازالـــت تحكي هذه القصة لابنها علي وابنتها زهراء  في كل ربيع!! ومازالت الشناشيل شاهدة!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك