المقالات

الحكومة الحالية واستدارتها عن الغرب


 

زيد المحمداوي 

 

غير خافي عن الجميع ان الحكومة الحالية هي حكومة اطارية ومدعومة من ابرز الحركات الإسلامية التي تشهر عدائها للغرب، وهذا الامر جعل الحكومة التي يتم تشكيلها في موقف صعب لعدة أمور منها.

1- ان أمريكا تمسك بعدة أمور ومناصب لأنها تعتقد انه يمس الامن القومي الأمريكي ومنها محافظ البنك المركزي، ولذلك قامت هذه الحكومة باستبدال المحافظ باخر هو سبق وان ادار البنك المركزي العراقي ولدية مقبولية أمريكية، أي كان المعيار هو المقبولية الامريكية فقط.

2 – ان الامريكان قد زادوا من تحركهم وتدخلهم العلني في الحكومة، طبعا في السابق كان التدخل خفي، والان هو بتحرك السفيرة الكبير جدا ولقاءاتها التي تجاوزت العرف الدبلوماسي (خلال عام اكثر من 18 لقاء مع رئيس مجلس الوزراء) والوزراء والمدراء وغيرهم.

لذلك حاولت الحكومة ومن خلفها من أحزاب مكون للسلطة ان تبعث رسائل تطمئن الغرب بان الحكومة الحالية ليس لديها عداء مع الغرب ومن بداية تشكيلها بل قبل تشكيلها ومن خلال تصريح مرشح الاطار لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء لصحيفة "وول ستريت جورنال" في تشرين الأول أكتوبر عام 2022، أن "العراق لا يمكن تحمّل خفض إنتاجه النفطي كجزء من تحرك (أوبك +) لخفض الإنتاج"، وفيه دلالات قوية وخطرة على الصعيد المحلي والعالمي:

على الصعيد العالمي انه الحكومة القادمة هي حكومة لا تتوافق مع الشرق، وبالتحديد مع روسيا لان أوبك بلص الأخيرة هي تحت سيطرة السعودية وروسيا وبالتالي هو خطاب مغازلة لأمريكا التي تريد تقويض قرارات منظمة أوبك. أي ان العالم سيشهد تمرد ضد أوبك وبالتالي سنخفض سعر برميل النفط وستخرج أوروبا من الظروف الخانقة نتيجة مقاطعتها للطاقة الروسية.

اما محليا، ان عدم الالتزام يعني تصدير اكثر ومردود قد يكون اكبر لكن نسي ان زيادة الإنتاج تؤدي الى خفض سعر برميل النفط وبالتالي لا زيادة في الإيرادات النفطية نتيجة التمرد على قرارات أوبك بلس.

نعم ويوجد تحركات أخرى وتصريحات منها ان العراق يحتاج للقوات الامريكية الان وان تواجدهم هو فقط للمدربين الذي نحتاجهم في التدريب والصيانة وغيرها من المجاملات لأمريكا.

معظم الرؤساء يقومون بزيارات لامريكا وان طريقة الاستقبال ووقت المقابلة تحدد مدى الرضا الأمريكي عن الرئيس العراقي، مثلا السيد المالكي في الدورة الأولى وعند ذهابة لامريكا تم استقباله استقبال كبار قادة العالم ولكن في الدورة الثانية تم اللقاء به لاقل من خمس دقائق، اما الحكومة الحالية والتي لم يقدم لها دعوة لمقابلة الرئيس الأمريكي وزيارة أمريكا، جاءت فرصة لها للذهاب لامريكا في الجمعية العمومية وتم تداول خبر ان البيت الأبيض قدم دعوة لرئيس مجلس الوزراء بعد يوم او يومين من وصوله لامريكا لكن لم يحدث اللقاء، ومثلما قلنا ان الامريكان غير راضين عنه رغم ما قدمة وقاله اتجاههم.

اعتقد ان رئيس مجلس الوزراء انتبه لذلك واراد ان يحافظ على ما تبقى له مع الشرق لانه ايقن ان الغرب ليس معه وخصوصا انه لم يخطو أي خطوة تجاههم بل ابتعد كثيرا عنهم وخصوصا عن روسيا عند لقاءه بزلنسكي وابتعد عن الصين ومشروعها حينما تبنى طريق التنمية برعاية أمريكية غير مباشرة (الخليج) لذلك صرح تصريحين يمكن تفسيرهما معاديين لامريكا.

الأول هو عكس ما صرح عنه في أكتوبر العام الماضي الذي تكلمنا عنه وحيث قال  ان العراق ملتزم بالاتفاقات والتفاهمات مع منظمة أوبك وأوبك بلس، أي انه غير رايه السابق والان هو مع روسيا في موضوع النفط.

الثاني هو عن احتياج العراق وعدمة للقوات الامريكية للعلم انه صرح في 15 يناير من العام الحالي ان القوات الامريكية صديقة وان لم يحدد موعد لاخراجها رغم انه يمثل حكومة الاطار، لكن الوضع الان تغير فقد صرح قبل أيام ان العراق لا يحتاج قوات أمريكية للدفاع عن نفسه من داعش الإرهابية لانها لا تشكل خطر عليه.

يلاحظ ان الحكومة غيرت شيئا بسيطا في خطابها الإعلامي تجاه الغرب وربما يكون ذلك نتيجة ورد فعل عن عدم استقبالها من رئيس البيت الأبيض ولا اعتقد انها تذهب بخطوة اكثر من ذلك لانها تخشى غضب الامريكان وإعادة تجربة عادل عبد المهدي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك