المقالات

السيد السيستاني والظهور الشريف


 

علي الخالدي ||

 

  إن ظهور الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، متوقف على احداث او علامات كونية متصلة بإرادة الله سبحانه وتعالى، كالخسف والهزات الأرضية والصيحة في السماء، وأخرى مرتبطة بإرادة البشرية العاقلة والتواقة للخير، إذا ما كسرت الأخيرة قيود الشر، وتحررت من سجون الفساد وملذات النفس الأمارة. 

    يقول المنجم الاشهر في التاريخ "نوستراداموس" المتوفى 1500 ميلادية، في نبوءاته المبوبة تحت عنوان (نبوءات آخر الزمان) والتي يذكر فيها المتغيرات التي ستطرء لاحقاً على العالم، حيث تشير إلى تقدم بعض الحواضر البشرية، على حساب تراجع تجمعات أخرى، إذ يقول {نحن غير قادرين على تغيير القدر، ولكن قادرين على بث اليأس لكي تقتل مخاطره} [ويقصد هنا بالقدر الإمام المهدي عليه السلام]

      يبدو أن المتنبئ سالف الذكر، يتوقع احداثاً مستقبلية يشير فيها حول قرب سقوط حضارة الغرب، التي نهضت من الركام على ملئ الأرض فساداً بحروب طاحنة، اجتاحت العام شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، حتى ارتفع بنيانها وعلى جبروتها قبل 500 عام، ويؤكد ان هذا العلو سينهار بواسطة "القدر" الإلهي المحتوم، وفي نفس الوقت هو يعطي حلاً لإنهيار الغرب، معتقداً أنه سيكون دائماً ويمكن به إيقاف عجلة نهايتهم، وصد إشراقة التاريخ المنير، وذلك ببث اليأس والاحباط في نفوس البشرية، التي تستشرب اعناقها لتلك الطلعة الرشيدة والطلة البهية.

   قد استخدم الشيطان الأكبر (أمريكا والغرب) الذي هو يجسد ارادة إبليس في الأرض، شتى وسائل الفساد والإفساد لتدمير الحواضر والتجمعات السكانية، من حروب عالمية ومعارك داخلية، ومسخ للهوية الإنسانية والفطرة البشرية التي فطر الله تعالى عليها الإنسان وخلفه عليها، لتحويل الوجودات الآدمية إلى مخلوقات حيوانية بالفكر والعادات والتقاليد، وقد وضع الشيطان جل ثقله في المنطقة الإسلامية، وخاصة المنطقة الشيعية (إيران والعراق واليمن وسوريا ولبنان) التي تدور فيها رحى الظهور الشريف، إذ استنفذ كل مخططاته وقدراته التدميرية فيها، من حروب فكرية وثقافية وعسكرية.

   تماشياً مع ما تم ذكره، نشير لحروب الإهلاك التي هي من وقائع الشيطان في بلاد العراق، والتي استخدم فيها ابشع انواع أسلحة التدمير الأخلاقي، سعياً منه لهدم البنى التحتية الدينية والثقافية والتاريخية، ناهيك عن مشروع داعش التكفيري، الذي كان الهدف منه إيقاف عجلة الظهور الشريف، والتي مصدر دورانها يبدأ من العراق، إذ ان العدو كان مخططاً لإقامة مشروع داعش "العراق والشام" في غرب آسيا، حتى خمسين سنة، إذ ان هذه العقود الخمسة حسب برنامجهم الإفسادي سيكون قادراً، على تغيير ثقافة ودين الشعب العراقي والسوري، وبذلك تنشأ أمة كافرة وغير قابلة لفكرة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، أي تكسير وتحطيم أهم قواعد نهوض دولة العدل الإلهي (علامات مرتبطة بإرادة البشر) وهذه كانت نصيحة نوستراداموس الشيطانية لأفراخه (عوامل تأخير الظهور الشريف)

    مما لا شك فيه ان فتيا الجـهـــــــــــاد الــكــفــائــــي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني دامت بركاتة، هي من عوامل تعجيل الفرج الشريف، كيف لا وهو القائل أنها من أمير المؤمنين عليه السلام، حيث أنها حطمت مشروع الخمسة عقود الشيطاني الساعي لنبش القبور الطاهرة، واجهضت برنامج استبدال القباب الزاكية، بأعمدة الماسونية ذات الرؤوس الشيطانية، وأنشأت جيلاً متمسكاً بالله ورسوله مع جيشٍ عقائديٍ "الحشد الشعبي" يرفض نزع سلاحه إلا بيد الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

   ختاماً ان من يريد أن يرتقي سلم الظهور الشريف، ها هيّ نهاياته بدت تقترب، يوماً بعد آخر، يجسدها الاقتدار الشيعي بقياداته الحقة، مراجع الدين العدول، فمن شاء ليلتحق بهم، ومن أبى فذلك الخسران العظيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك