المقالات

رأيت القوة والانكسار في عيونها !؟

949 2023-09-25

 

زيد الحسن ||

 

الدنيا مقلوبة على عقبيها بتشريع القوانين ذوات الصلة بحياة المراءة ، وبنفس تلك القوة يعمد الكثير لجعلها العوبة بين يديه بطريقة او باخرى ، فلا قوانين حقيقية تنصفها ولا حكومات تأخذ على عاتقها رفع الحيف عنها .

المواقع الاجتماعية تضج بمحتوى هابط ابطاله من النساء ، وهذا الامر جديد جداً على المجتمع العراقي ، بحيث اصبحت الفضائح امراً معتاداً لايشار له بالنشوز عن القاعدة ، ولايبحث له اصحاب الشأن عن الحلول ، فقط نسمع بتشريعات مغلوطة ولا تتماشى مع الواقع العراقي ، وهذه التشريعات مفروضة علينا من الغرب ، وحتى انها تحفظ في ادراج الخزن لا يعبه لها احد ، فحماية المراءة في العراق لها ثمن وعلى المراءة ( دفعه ) الى صاحب ( المعالي ) .

العراقيات من اكثر شعوب العالم وقع عليهن الظلم والاستبداد، ولمن نسي اذكره بسبايا داعش من الازيديات اللواتي مازلن الى يومنا هذا اسيرات لدى هذه الوحوش ، لكن موضوعي اليوم شيء اخر ، رأيته بأم العين واثر في نفسي واحببت التنويه عنه ، واعلم علم اليقين ان هناك الالاف من النساء في وضع اشد بؤساً و تعاسة مما رأيت .

صباحاً وانا متوجهاً الى عملي سيراً على الاقدام شد انتباهي سيدة عراقية تركن سيارتها على الرصيف وتفترش الرصيف بقناني ( بنزين ) لكي تبيعه الى اصحاب الدراجات ، وهذه المهنة لم يسبق لي ان رأيت سيدة تمتهنها ، اقتربت منها ورأيت صاحب الدراجة يفاصلها بالسعر وهو يشعر بحالة النصر من اسلوبها الضعيف في المماطلة ، كانت تجلس بجانبها طفلة صغيرة ذات العشر سنوات لم ترفع رأسها لفوق ابداً ، هنا ايقنت ان هذا هو اليوم الاول لعمل هذه السيدة ، لم تمر لحظات حتى سمعنا صوت رجل يصرخ بها ويقول هيا اذهبي من هنا ، والمراءة لم تعرف السبب ولم تبدي ادنى استعداد لمعرفته ، تدخلت انا وقلت للرجل ، رفقاً بها اخي ، ما الضرر الذي اصابك منها ؟

رد علي بطريقة علمت منها انه ثعلب وماكر ، قال لي ان بيع الوقود محرم شرعاً ولايجوز ان تعمله، تبسمت وقلت له ، هل تعرف اللهجة المصرية ؟ 

قال نعم اعرفها ، قلت له ؛ ( حرمت عليك عيشتك ياشيخ ) ، انزعج اكثر وحاول ان يجعل الامر شخصي بيني وبينه ، لكن تجمهر الناس جعله ينسحب .

بعد ان هدأ الشارع عادت  المراءة لمكانها وهي مطمئنة نوعاً ما ان هناك من سيقف بجانبها من اصحاب المحال المجاورة ، هنا رأيت في عيونها ، رأيت ( الانكسار ) كله ، ورأيت ( الشجاعة ) كلها ، فالف تحية لكل سيدة تناضل وسط هذا المجتمع البائس .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك